إنتخابات كردستان في ظل وعي المواطن الكردي...تعقيباً على مقال للسيد أيوب بارزاني

Wednesday, 24/06/2009, 12:00

4518 بینراوە


اطلعت على مقال السيد أيوب بارزاني الموسوم ( انتخابات كردستان في ظل فقدان مصدر العيش)، رغم واقعية الطرح وورود الكثير من الحقائق في مقاله (والرجل معروف بواقعيته وصدقه) لكنه نسي جانباً مهماً بخصوص الوضع القائم في كردستان وما ستؤول اليه الأوضاع في القادم من الزمن واقصد بذلك وعي المواطن الكردي وجاهزيته لاجراء التغيير المطلوب .



لطالما ننتقد القيادتين الكرديتين ( الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة كاك مسعود والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة مام جلال) وبكل تأكيد فإن أغلب الانتقادات في محلها ، فالحزبان اللذان دخلا مرحلة الشيخوخة لا يمكن لهما تقبل التغيير في بنية جسديهما بالسهولة التي نفكر بها نحن الذين نرى انفسنا متنورين ورافضين للاوضاع المزرية القائمة في كردستان العراق ، لايمكن لجسد بلغ الستين من العمر او الاربعين من العمر ان يتقبل التغيير البيولوجي بسهولة ، ولا يمكن لكائن بشري بلغ هذه المستويات من العمر ان يتغير ، لكن يظل التغيير هدفاً منشوداً كوسيلة هادئة وغير مكتنفة بالعنف والقسوة.



مثل الحزبين الحاكمين في كردستان مثل انسان متعنت وصل الى مراحل عمرية لاتقبل بالتغيير ، وقد مر الحزبان بمراحل متعددة ولا ينكر انهما قارعا الانظمة الحاكمة وقادا معارك ضد نظام صدام حسين الدكتاتوري ونجحا الى حد ما في تكوين قاعدة شعبية مؤمنة بالدور القيادي والريادي للحزبين ، بخاصة ان وعي الجمهور الكردي وعقله الجمعي قابل للتلاعب به سيما ان هذا الجمهور يبدو عاطفياً للغاية ولطالما انطلت عليه الألاعيب تارة باسم الدين وتارة باسم القومية وتارة باسم العشيرة ، هذا المواطن الكردي الذي نراه يلعن حظه بسبب ما الت اليه الاوضاع وينتقد نفسه لانه قد ناصر القيادتين وشارك في الثورتين ويبكي لحاله لان رفاق الامس تحولوا الى تجار ومفسدين هو نفس المواطن الذي عندما يأتي يوم التصويت يصوت لهؤلاء التجار والمفسدين .



ان اية قيادة في اي مجتمع بالاخص في المجتمعات الشرق اوسطية هي نسخة مصغرة من الشعب والقيادات تمثل قيم شعوبها ، لذا هنا لابد ان نكون منصفين ونمتلك الجرأة قليلا لننتقد أنفسنا ونلوم ممارساتنا يا ترى لماذا نقبل بكل هذا الفساد؟ يا ترى لماذا نسب القيادات ويوم الانتخابات نصوت لهم؟ يا ترى هل تكاتفنا يوما لمواجهة كل هذا الظلم ام اننا ما زلنا نؤمن بالطاعة العمياء والتملق والتزلف ؟ فكم من المتبرعين والمتطوعين اليوم جاهزون لكتابة تقاريرهم الكاذبة والتدميرية سواء ل(الباراستن) أو ل(زانياري) او ل(الآسايش)...؟! فنحن مازلنا ننتمي الى ثقافة التقارير الحزبية والأمنية ومازال مجتمعنا الكردي غير قادر على التغيير لأنه لايمتلك مقومات التغيير ومن ثم هو امام قوتين غاشمتين هما الحزبان الحاكمان واللذان يتصوران بانهما مكرمة ونعمة الهية للشعب الكردي ( لقد رأيت في أحد الأيام شعارا عجيبا غريبا في احدى القاعات في السليمانية مفاده ان بقاء الشعب الكردي مرهون ببقاء الاتحاد الوطني الكردستاني) إذن لو كان هذا شعاراً للحزب الذي يطلق على نفسه بالمتنور والتقليدي فما بالنا بحزب تقليدي أبوي وراثي كالحزب الديمقراطي الكردستاني والذي يختزل كل الامة الكردية في تكوينه ومن ثم في شخص الزعيم الأوحد؟!



نحن بحاجة الى توعيه الفرد في المجتمع الكردي...بحاجة الى جعله يطالب بحقوقه المدنية ويطالب بالخدمات ويطالب بالضمان الإجتماعي والصحي وتحسين العملية التربوية، بحاجة الى مواطن يرفض الدخول في انتخابات بنظام مغلق لايعرف هوية المرشحين ، يمتلك ثقافة العصيان المدني والتظاهر والمطالبة بحقوقه... هاهو الشعب الايراني على بعد عدة كيلومترات من حدود كردستان العراق فلنقارن بين الشعبين ووعيهما ؟! وهذه بالطبع ليست دعوة الى العنف بقدر ما هي دعوة الى تغيير حضاري عصري .



ان الحزبان الحاكمان في كردستان العراق محظوظان للغاية بوجود شعب مسالم مطيع صبور يرى الفساد وهو ساكت يرى الظلم وهو ساكت .

يفترض بالقيادتين القوميتين الكرديتين ان تعيدا النظر في حساباتهما فبحكم الحتمية التاريخية لا بد وان نجميهما يسيران نحو الأفول ، والقصور التي لم تبق لصدام ورفاقه لن تبق لهم أيضاً ...فيجدر بهما تبني سياسة الاصلاح قبل ان يتعرض مجتمعهم الى هزة كبرى وتتهدم العروش بفعل قوى خارجية وحتى اقليمية قد يكون بمقدورها استغلال عاطفة الشعب الكردي واستغلال ثغرة الفساد والديكتاتورية.

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر




کۆمێنت بنووسە