اسلامية ايران بين مرض الجوز و تسميم نهر سيروان

Sunday, 18/09/2011, 12:00

1296 بینراوە




من منا لم يسمع من السلطة الايرانية و من اعلى المتنفذين فيها عن ادعائاتهم الانسانية و نظرتهم الى الاخرين و مدى نهجهم السلمي و ما يجمعون عليه لصالح البشرية في العالم و تمسكهم بالقيم السامية و تعاملهم المبدئي و عصاميتهم و نظرتهم الى القضايا التي تمس حياة الانسان و دعوتهم للشعوب الى اقتفاء خطواتهم و افكارهم و عقائدهم التي كما يدعون بانها تفيد و تلائم كافة المجتمعات على المعمورة، و دون غيرها. بلغت فتاويهم و ارشاداتهم و وعاظهم حد الصراخ في عنان السماء و خلال هذه العقود اصموا اذان البعيد قبل القريب منهم، و لا يمر يوم جمعة الا و يعيدون في خطبهم السياسية التي يلبسونها الكسوة الدينية ما يؤمنون و ما يريدون تصديره منذ ثورتهم .
اما لو تابعنا افعالهم و خطواتهم و تكتيكاتهم و حتى استارتيجيتهم السياسية القحة نتعجب من التضليل و التلفيق و الخداع في ممارسة السلطة و العلاقات التي تربطهم مع الاخرين و في كيفية صراعهم و حتى عداءاتهم مع شعبهم المسكين المقموع . على الصعيد الخارجي يتخذون من القضية الفلسطينية شماعة و و رقة رابحة في تنظيم صراعاتهم و تعليق ما يريدون السير عليه عكس ما يعلنون في السر و الخفاء، يدعمون شعوب منتفضة في دولة تساعد على نشر احلامهم و يساعدون في قمع شعوب اخرى اكثر ضحية من غيرهم، يساندون حركات تحرر هنا و هناك عندما تتوافق ما يعلنون من الافكار وما يهتمون و يقاتلون المقموعين في بلدان اخرى مساندين قامعيهم دون وجه حق. اما على الصعيد الداخلي فانهم متعصبون لاخر حد فيقاتلون و يعادون من ينبس ببنت شفة حول الحقوق و يقتلون المقموعين بدم بارد و باشرس الحروب و يتجهون الى الحيل و الخداع و التنكيل و التمثيل بالضحايا و بابخس الوسائل .
لو فكرنا في ما تتطلبه مصالحهم و هم ضمن هذا العالم المتوحش و اعذرناهم على ما يقدمون عليه في صراعاتهم المتعددة المحتدمة مع القوى الكبرى قبل غيرهم و ما يفعلون و هم تحت الضغوطات المختلفة، ربما في بعض خطواتهم و توجهاتهم فيها وجهة نظر يمكن ان يناقشوا عليه، اما اتباع طرق و وسائل مخلة بابسط القيم الانسانية و الشرعية التي يؤمنون بها حسب قولهم هم و من قبل من يدعي بانه في طليعة من يمتلك الحق في الكلام عن السمات الحسنة و الرسائل السماوية ، و استعمال اخطر الوسائل اللاانسانية بحيث تحرق به الاخضر و اليابس و تذهب ضحيته الابرياء العزل، فهو فعل ينم عن مدى تمسك هؤلاء بالحيل و الخداع الحياتية على العكس مما يدعون من القيم السماوية، و يلجؤن الى الافعال الخارجة عن كل الاعراف و القيم الانسانية و السماوية .
انها لسلطة تستعمل كافة الاسلحة و منها المحظورة في قتالها مع الحركات التحررية و تتخذ من الحيل و الغدر و الاغتيال وسيلة للقضاء على غرائمها ، ربما نقول انه يمكن ان يقال عليها بانها سلطة جاحدة و لم تلتفت للمثاليات في الصراع و التعامل مع القضايا و تعمل على عكس ما تدعي و تتخذ ما تفكر فيه نظريا فقط و ما تفعله لا تمت بصلة بما تعلن و ما تقوم به لكسب المعركة و النصر باي ثمن كان و حتى في خرقها للقوانين و المواثيق الدولية، اما لجوئها الى ما لا يعقل من الاساليب و خارج ما يمكن ان يحصل و التي يمكن ان لا تضر بها الا المدنيين و السكان الابرياء بعيدا عن المقاتلين ، فهو جريمة لا تغتفر حقا و يبقى هذا النظام منفردا في فعلته و ما يتبعه و هو يضرب ما يدعيه بنفسه من الدين و المذهب و اي اعتقاد بسيط اخر و ما يمت بحقوق الانسان عرض الحائط دون ان يرف له جفن، و هو يستحق ان يحارب و يفنى باية وسيلة كانت .
قبل مدة قصيرة جدا و خلال معارك هذا النظام المصلحي مع حزب الحياة الحرة المعارض له اتجه لكافة الطرق الملتوية، وعلى الرغم من ذلك قتلقى افدح الخسائر من قبل عناصر ذلك الحزب الذي لا يقاتل الا بالاسلحة الخفيفة، الا انه يمتلك الايمان باحقيته في تحقيق اهدافه . و تلك ساحة المعركة و الرجال التي تنتصر فيها لا يمكن ان تنتقدـ و الحق يبان اليوم كان او غدا، و لا يصح لاي احد ان يلوم اي طرف في شدته للقتال في ساحة اية معركة على الرغم من عدم تكافؤ ميزان القوة بين الطرفين. ما نحن بصدده هو اللجوء الى العمل البخس خارج كل القيم و الشيم و هو نشر الامراض التي يمكٌن النظام الاسلامي!! ان يصيب اشجار المدنيين و قطع ارزاقهم لا لشيء الا لانهم من جنس و قومية العدو فقط، انه لعمل يستحق هذا النظام ان يفضح عليه لاننا جميعا شاهدنا الكم الهائل من اشجار الجور التي اصيبت بالامراض التي لم تصبها في حياتها و هي قريبة من الحدود الايرانية التي هي ساحة معارك منذ اشهرو كل الدلائل تشير الى تورطه، و بالاخص و هو ضبط قبل مدة في احدى نقاط الحدود ان ارسل يرقات السوس الى اقليم كوردستان، وبعد مدة قصيرة فقط تساقطت ثمار اشجار الجوز و جفت في مكانها و لم تعد تلك المنطقة صالحة لزراعة تلك الاشجار .
لم يقف هذا النظام في هذا الحد فقط و لم تكتف بما اجرمت و اقترفت يداه على البر فانه التجا الى تسميم نهر سيروان الذي ينبع من اراضيه و لم تبق سمكة حية فيه. فهل هذا هو الاسلامية و الانسانية في نظر و فعل السلطة الايرانية التي تريد تحرير الانسانية من الاستكبار و الامبريالية العالمية، فهل من منقذ.
 

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە