حقوق الانسان و مواقف القوى العالمية ازاء مايحصل في سوريا

Monday, 01/08/2011, 12:00

1497 بینراوە




كثفت عصابات النظام السوري في محاربتها لاردة الشعب، محاولة تشديد قبضتها الحديدية التي اهتزت خلال ايام، و هي لم تعتقد بانها ستصبح على ضفى الخيبة التي اصابتها بهذه السهولة، و استخدمت الاسلحة الفتاكة و ازهقت بها الدماء النقية في انحاء سوريا الثائرة، استغلت هذه الحفنة من الحلقة المسيطرة على السلطة و الحزب الاوحد المواقف و الظروف و التوجهات العالمية بهذا الخصوص و تاكدت من النظرات المائعة من قبل العديدين فتمادت في غيها و ارتكبت ابشع الجرائم بحق هذا الشعب الشجاع حقا . ان لم يكن سلوك و تعامل هذا النظام مع الثورة و المستجدات مفاجئا لاحد لانه مكشوف المعالم و الجوهر ، و لانه علم بان الردود العالمية ليست بالقوة التي تجبره على اعادة النظر في افعاله المشينة فاستمر و لم نر في الافق ما يدعه الى الكف عن افعاله ، الا ان المحير في الامر في الموقف وان من اصم اذاننا نظريا حول واجب احترام حقوق الانسان في العالم و الادعاءات العديدة لحفظ كرامة و عزة الانسان و الحريات العامة ، انه لم يقدم على اية خطوة تناسب ادعاءاته ولو بنسبة ضئيلة، و بهذا يمكن ان يدع اي مراقب يفكر بانه يحاول تثبيت ما يدعيه الا خداع و تضليل، و من العقلانية ان يتوقع اي منا بان من لم يقدم على موقف مشرف بانه فرض اراءه و مواقفه على اصدقاءه لتخفيف ما قاموا به بداية الثورة من المواقف الجريئة التي فرضتها ظروفهم الداخلية . القوى الكبرى هي التي عليها ان تنطق و تتقدم و تحفظ مصداقيتها في هذا المشوار، على اعتبار انها تعتبر الحفاظ على حقوق الانسان و الحريات العامة من اولوياتها و استراتيجياتها، الا ان ما تلمسه الشعوب الثائرة تتاكد من ان سياستها مبنية على المصالح التي تضحي بمصداقيتها من اجلها و تلطخ وجهها و تكشف ازدواجياتها المقيتة في التعامل مع القضايا الانسانية في العالم، و هي تفند بافعالها المزاعم التي تكررها يوميا و تسمعها للجميع على وجه الارض.
اليوم ، يسال الجميع و بصوت قوي واحد، هل الجرائم التي ترتكبها السلطة القمعية في سوريا اقل من النظام الليبي، هل الحقوق العامة للشعب السوري تختلف عن الشعب الليبي، الم يستخدم هذا النظام الاسلحة ذاتها التي يستخدمها النظام الليبي، و هما يقتلان شعبهما بدم بارد ، باختلاف التدخل الدولي في ليبيا، و دون اي رادع في سوريا، الم يكشف هذا للعالم بان المصالح و المعادلات السياسية هي التي تحكم و ليس حفظ الحقوق و منع خرقها مهما كان، الم يتضح فيما بعد ان خرق الحقوق ليس بمشكلة كما هو حال تضرر الاستراتيجيات البعيدة المدى للقوى العالمية و اصدقائها. اصبحت الحسابات مستندة على ضمان المصالح فقط، و قيمة الانسان ليست بخرق حقوقه بقدر ما يضمنه للربح الراسمالي العالمي ، و هذا النظام العالمي الذي يتعامل مع الانسان على انه الة لتحقيق اهدافه و ضمان الربح الكافي في معاملاته فقط تنكشف يوميا تضليلاته، الا ان ما يؤسف له ان هذا النظام يعتبر نفسه طليعيا في ضمان حقوق الانسان و منذ صراعه مع المعسكر الاشتراكي، و اليوم يثبت العكس تماما على الارض و يتيقن الجميع بان المصالح الاقتصادية السياسية هي التي تحرك و تحكم الراسمالية العالمية و ليست حقوق المختلفة للانسان، و هو نظام يستمر على ما هو عليه على الرغم من ان الافرازات التي تسيل من المعادلات العامة لتفاعل القوى المسيطرة على العالم سلبية جدا على حياة الانسان و مستقبله و لم تحسب لما يحصل للانسان باي شيء يذكر .
في المقابل من هذا، هناك نظام و فلسفة تدعي السلام و الامان و الحفاظ على مصالح البشرية جمعاء و الحفاظ على كرامة و عزة و هيبة الانسان و تنتقد الراسمالية ناعتة اياها بالاستخبار العالمي و الشيطان الاكبر علنا و معرٌفة اياها بانها لا تهمها الا ما تحصل عليه من الربح في تعاملها مع القضايا العالمية و منها الانسانية البحتة، و هي كذلك تتصرف و تتعامل مع ما يجري في العالم كما هي الراسمالية و ربما بشكل اسوا، كما نراها اي هذه الفلسفة الروحية الانسانية التي تدعي الخيثر للبشرية ما تفعله في سوريا كما تفعل القوى الراسمالية في بلدان اخرى، لا بل انها تساعد النظام السوري بشكل مباشر لقمع شعبه و يعاونه على القتل و الهتك و الانتهاك للاعراض و خرق كافة الحقوق دون ان يرف له الجفن، و هي تناقض نفسها كما هي الراسمالية العالمية، ستدوس على اية حقوق كانت ان توافقت مصالحها مع ما تسميه اليوم الاستخبار العالمي و تصافحه و تتعاون معه و تجاريه كما هو حالها في المواقف المشابهة لما يجري من الانتفاضة و الثورة في سوريا .
نظرة الجانبين الى القضايا العامة نابعة من مقياس مدى ما تهم كل قضية استراتيجيتهم السياسية و الاقتصادية و ليس لاي قيمة انسانية اي اثر او دور في تسيير سياساتهما و ما تفعلات به و تقومان به ، و كانهما متفقان بشكل غير مباشر او من المحتمل مباشر في بيان مواقفهما الحقيقية ازاء الثورة السورية . و لهذا كله تجرأ النظام السوري فيما اقدم عليه من المذابح بعدما تاكد من ترخي الموقف و توافق القوى ذات الصلة بما يفعله، و تاكد ايضا من عدم ردعه مهما فعل، و بين القوتين التين تعتبران نفسهما مضادتين وسطاء لتنسيق المواقف في هذا المشوار كما يقال .
على الرغم من كل تلك المواقف المخزية من قبل الاقطاب العالمية، فان ارادة و عزيمة الشعب السوري المنتفض و الثائر ستكسر القيود و سيسجلون من الملاحم التي يذكرها التاريخ لسببين رئيسيين، اولهما؛ انهم يحاربون اعتى نظام و حزب اوحد مسيطر على زام الامور في سوريا و الذي لا يتردد في استخدام ما لديه من القوة ضد الشعب، ثانيهما؛ انهم ثائرون و يهزون اركان النظام لوحدهم دون اية مساعدة من احد، و هذا ما ينفردون به عن غيرهم و هو من المزايا التي تنعكس ايجابا على مستقبل قضيتهم، و ينحني لهم الشعوب و الخيرين في العالم بهذا السبب، و يظهرون للعالم اجمع بانهم يسطرون بتضحياتهم اروع ايام التاريخ و التضحيات، و انهم سيسقطون النظام السوري الدموي اليوم او غدا بعدما انكسر شوكه، و يفرضون على الجميع و في المقدمة منهم القوى العالمية احترامهم و الانحناء لهم. هذه هي الثورة النظيفة التي تحرر الشعب و تنقله لمرحلة يمكنهم تقرير مصيرهم و فرض انفسهم و تحقيق امانيهم و ضمان مستقبل اجيالهم، و ياتي يوم يفتخرون به امام الاجيال القادمة، و يجب ان لا يلين عزمهم من مواقف المصلحيين و ميوعة اراء القوى الكبرى .

 

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە