لماذا تصر ایران علی منع الاستفتاء فی كوردستان قطعا ؟

Wednesday, 09/08/2017, 23:47

2116 بینراوە


من يتمعن في موقف ايران المتكرر الرافض قطعا لعملية الاستفتاء التي من المزمع اجراءها في اقليم كوردستان و هي تعيد موقفها يوميا، يتاكد المتابع ما يجري في المنطقة من الصراعات و المعادلات التي تضع كل طرف في موقع معين منها وبالتالي  يفرض ما يلمسه كل طرف من كل توجه جديد يبرز او عند مسار التحركات المتعددة التي تحدثها التغييرات المتتالية وما وراءها في هذه المرحلة . موقف تركيا من كوردستان الجنوبية اقل تشددا من ايران ظاهرا، في حال موقف ايران من كوردستان الغربية اقل تشددا من تركيا و العكس صحيح ايضا و لاسباب مشابهة يحملها كل طرف ازاء كل جزء من كوردستان  .
ثقل تركيا في بغداد يختلف عن ثقل ايران، و تعامل بغداد مع ايران يختلف مع تعاملها مع تركيا و هكذا لدمشق و انقرة لكل من الاجزاء المختلفة لكوردستان وهكذا  الدول الاقليمية ذات الشان .
هذا اقليميا، اما عالميا و ما تفعله الاطراف المؤثرة على المعادلات في المنطقة و ما تفرضه مصالحهم متشابك و متشعب بشكل لا يمكن ان تتشابه في اية دولة او موضوع او مرحلة، و ان الغرب ان كان تعامله مع هذه المنطقة قريب مع البعض الى حد كبير الا انه لا يمكن ان تكون مواقفهم قريبة من مواقف روسيا و الصين و بعض الدول العربية ومنها الخليجية و تركيا حول المواضيع ذاتها .
فان قرانا هذه المواقف من منظور ثقل و مصلحة و درجة نفوذ كل طرف في هذه الدول او مدى قوة الصداقة او التنسيق و التحالف بينهم في شؤون مختلفة تخص الدول التي يعيش فيها الكورد، سوف يتوضح لدينا شكل و نوع و جوهر كل خطوة يتخذونها ازاء المتغيرات او ما يجري يوميا في عموم منطقة الشرق الاوسط بشكل عام، و منها ما برز اخيرا كعملية لها تداعياتها و معطياتها على الجميع الا و هي عملية الاستفتاء في اقليم كوردستان و ما تمس هذه العملية كل طرف و في مقدمتهم ايران و تركيا بناءا على علاقات و مواقف الطرفين مع السلطة الكوردستانية من جهة و مدى نفوذ كل طرف في بغداد من جهة اخرى اضافة الى ما يمس دول العالم و ستراتيجيتهم في المنطقة .
ايران تعتبر بقاء العراق الموحد بعيدا عن التشتت هو الاولوية لمصلحتها، و ما يؤثر عليها من استقلال كوردستان اكثر تاثيرا على مصالحها الاستراتيجيةليس في العراق فقط و انما في المنطقة على حد سواء ، و هذا لاسباب كثيرة و في مقدمتها نظرات وفق قواعد مذهبية و ما تهدفه استراتيجا في المنطقة و كيف يمكنها من تثبيت اقدامها بشكل اكثر قوة و رسوخا  لما بعد هذه المرحلة و عند انتهاء داعش و بروز و تجسيد مرحلة جديدة مغايرة تماما لما بعد سقوط النام في العراق . و كذلك تدرس ايران علاقاتها مع اطراف اقليم كوردستان و درجة نفوذ كل طرف حال استقلاله و العلاقات التي تربط كل طرف كوردي مع غريمها تركيا و امريكا و كيف يقع ثقل كل طرف و ما تستفاد هي او الاخر من العملية في نهاية المطاف . تركيا ربما لا تصر على رفض الاستفتاء بشكل قطعي او بدرجة ايران كما هو المعلوم ظاهريا لاسباب عديدة و منها؛ انها تعلم بان ايران لا يمكنها ان تسكت عن هذه العملية لما فيها من افرزات سلبية على استراتيجيتها وهي تنتظر موقفها النهائي و فعلتها في اي وقت كان، و من ثم انها تتحفظ بشكل ما لتحين الفرصة التي تتدخل ان تيقنت بان حليفها الداخلي الكوردستاني لا يمكنها ان تحفظ على مصالحها في حال تنفيذ هذه العملية و وصولها الى النهاية، و انها تركز على كوردستان الغربية و تركت اقليم كوردستان شيئاما لمن يعمل على  ما تريده  و تهدف دون ان تتدخل هي و باكثر قوة و امكانية كما تعتقد .
اي قوة و اصرار تركيا الخفي على رفض الاستفتاء لا تقل عما تحمله ايران من الرفض، الا ان ايران تعمل و تنفعل لانها اكثر الماما و اهتماما ببغداد و هي معقلها السياسي و محل نفوذها الاقليمي ان صح التعبير، و تريد ان تفرض خطوطها و رسوماتها، في حين و من جانب اخر ربما يمكن ان تفكر تركيا بان تكون هذه الدولة المستحدثة في حضنها بشكل و اخر و قاطعة بها جزء من قوة و ثقل و اهمية نفوذ غريمها في حال بناء دولة كوردستان, و هي ستكون في نهاية الامر مظطرة لتقبلها كما تقبلت الواقع الموجود في اقليم كوردستان بعد رفضها حتى التعامل معه بداية، او مفكرة بانها يمكن تتعامل معها كشمال القبرص و ضمها بشكل و اخر اليها او وضعها تحت تصرفها و وصيتها . 
اضافة الى الصراع المذهبي الخفي و العلني بين المذهبين السني و الشيعي اللذان اصبحا عامل و ارضية للخلاف و ربما لنظرتهما الى الاستفتاء من جهة و عقيدة او فكر و وسيلة لبسط النفود من يعتبر نفسه راعي و صاحب كل مذهب، اي بين السعودية من جهة و اران في اخرى . وما يخيف ايران بشكل اكبر انها ترى  بان ايدي السعودية ستصل الى حدودها و ستكون خنجرا بتارا لقطع املها في بناء الهلال و تثبيت موقعها و تجسيد خريطتها في المدى القريب او البعيد في هذه المنطقة .
هذا و يمكن اضافة الى عوامل ذاتية مشتركة بين هذه الدول الاربعة التي ينقسم عليها الكورد شعبا و ارضا و امكانية و التي تفرض عليهم  رفض الاستقلال الكوردستاني جملة و تفصيلا، خوفا من التاثيرات البعيدة المدى عليهم داخليا ايضا ، و يمكن ان تكون كوردستان الشرقية هي التي يمكن ان تتاثر اكثر بما يجري في كوردستان الجنوبية، عدا ما تتسرب من اخبار  التوائم و التلائم و التنسيق الخفي بين طرف كوردي ما و تركيا لضمان بقاء كوردستان الشمالية بعيدة عن افرازات الاستفتاء في كوردستان الجنوبية و ربما باتفاقيات خفية، و هذا ما يخيف ايران اكثر من امور اخرى و ما تفرضه المعادلات المغايرة التي تقراها انقرة جراء الاستفتاء في كوردستان الجنوبية ليست كما تقرها طهران شكلا و مضمونا و ما تتطلبه من العوامل المساعدة و يفرز منها جانبيا و التداعيات التي تؤثر سلبا او ايجابا على كل طرف .  


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە