هل تصلح الديموقراطية للمجتمع الكوردستاني؟

Sunday, 28/10/2018, 19:10

8805 بینراوە


مجتمع خاضع و محتل لكل هذه الحقبات الطويلة و يتسم بخليط من السمات الاصيلة و المستوردة و صاحب ثقافة متاثرة بصفات المحتلين فكريا و فلسفيا، اي لم يعد كما كان و لا يمكن ان تثبت فيه قيم جلبتها الاقوام الاخرى سواء عن طريق الغزوات او الاحتكاكات و التماهي مع البعض بطرق شتى.
مجتمع اسلاموي زردشتي كاكائيي ئيزدي بهائي مسيحي يهودي، مجتمع تقدمي و تخلفي في ذات الوقت مؤمن بالمستقبل و عابد للماضي و مؤمن بالمستقبل في الوقت ذاته، مجتمع يمدح العدو و يكرهه و ينتقد الصديق و يحبه، مجتمع خليط متمازج بمعنى الكلمة ليس له شبيه، و يحتاج لدراسات و ابحاث علمية دقيقة كي يبان على حقيقته و يقيّم وضعه و يطرح دراسيا و علميا من اجل العمل على تقويمه و تعديله و اصلاحه.
مجتمع مرّ بما مرت به المجتمعات الاخرى عدا ما دام عليه بذاته من افرزات الاحتلالات و لا يشبهه غيره فيه، انه اكتسب المستورد و بقي على بعض الاصالة و رفض بعض المكتسب و دام على اجزاء رئيسية من الاصالة و ما انبثق منه و فيه في الوقت ذاته. ان كنا صريحين مجتمع تثبت عليه الفاشية و الشوفينية و العصبية و ليست نابعة من جذورها من جهة و متمتع بالروح الانسانية الليبرالية النابعة فيه من جهة اخرى. و من نافل القول بانه مجتمع يرفض الجديد لمدة قصيرة فقط بل يتقبله على مضض بعد حين و بما يتجسد فيه و كانه ولد من رحمه في نهاية الامر. مجتمع لين الطبع و عسكري الطباع، مدني الكينونة و عسكري السلوك و التوجه في اكثر الاحيان. شعب و مجتمع متاسلم و اسلاموي في تصرفاته و مسيرته الجديدة بعد كل ما ذاقه على ايدي الغازين، و هو يستغل الدين لامور شتى و منها مصلحية حياتية باسم اليوتوبيا و عبادة الغيب دون ان يستفاد منه كما يفعله الاخرون من الاعراق الاخرى. تحدث فيه مختلف الحوادث الغريبة و ان كانت شاذة و فيه ما يمتنع عن حدوث اخرى، محب لغيره و في اكثر الاحيان و هو كاره لذاته بعيد عن حب الذات من جهة و ينقلب الى نرجسي و اناني في احيان كثيرة من جهة اخرى.
مجتمع بهذه الصفات و المميزات الخاصة، هل يمكن ان تصلح الديموقراطية فيه و هل تنطبق كما هي بجوهرها ام انه يحتاج ايضا لخصوصية و ديموقرطاية خاصة به بحيث تختلف عن الاخرى الموجودة في اية منطقة اخرى من العالم. الديمقوراطية كمفهوم فكري او باليات معروفة لدى العالم لا يمكن ان تصلح للمجتمع الكوردستاني و هذا يمكن ان ينطبق على المجتمعات في هذه المنطقة وكل بنسبة و شكل معينين.
الانتخابات و صناديق الاقتراع كوسيلة عصرية لبيان الافضل للادارة الذاتية, لم تعد وسيلة مثالية نتيجة الفجوات الكبيرة فيها التي يمكن استغلالها للخروج من الخط الرئيسي العام لها او الخروج بنتيجة عكس المراد كما يحدث حاليا في العراق و اقليم كوردستان من ممارسة المسماة بالديموقراطية التي هي براء منها اصلا. ان كان الادعاء شيء و الموجود على الارض غير ذلك، فان الامر يخرج هكذا، يؤمن بالديموقراطية و لكن تنخر جسده البيروقراطية و التوجه الدكتاتوري البحت في الواقع، يؤمن بالسلم حسب الادعاء و لدى الحزب الجيش يستعمله في اي وقت شاء و لدى الفرد قوة و سلاح يؤمن به قبل ان يسلك طريق الحوار و الايمان بحق الاخر في التعبير عن رايه، يؤمن بالنزاهة و الوحدة و هو يعمل على نشر الفساد و التشتت و الابتعاد عن وحدة الصف. فكيف بديموقطراية سليمة محتاجة لارضية مثالية ملائمة لتطبيقها ان تنجح بهذه السمات و الروحية الفردية و المجتمعية العامة. اننا نحتاج لاكثر من الفترة التي احتاجتها المجتمعات الاخرى للوصول الى نصف ما وصلوا اليه خلال مدة طويلة كانت ايضا اي نحتاج لوقت اكثر مما احتاجه الاخرون بكثير.
و بهذا المعنى و المعوقات الموجودة هل يمكن ان تستورد الديموقراطية و تطبق كما تريدها الجهات المؤمنة بها او المستفيدة منها و تريد بها ان تزيد من تثبيت نفسها عالميا بهذه الطريقة و الفلسفة السياسية. اننا كمجتمع كوردستاني و بهذه العوائق الموجودة فينا امام تنفيذ الديموقراطية لابد ان نستنتج هل تصلح الديمقورطاية لنا ام هل نصلح نحن للعمل بما هو المعلوم عن مفهوم الديموقراطية و الياتها و تطبيقاتها، و انا شخصيا اؤمن بالدكتاتورية العادلة في هذه المرحلة و بما نتسم به من الصفات التي تزكيها حياتنا و تمتنع عنها و هي تعرقل الديموقراطية الحقيقية على ارض الواقع.

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە