لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟(4)

Tuesday, 27/11/2018, 0:28

17562 بینراوە


انه و كما يقول مؤلف هذا الكتاب انه يهدف في كتابه هذا و ما يمس الموضوع الحساس من اجل العمل على كشف الحقيقة و العمل عليها و ليس التاريخ، لان التاريخ يُكتب وفق متطلبات السلطة و قوة الحاكم و نفوذه على حساب الحقيقة. و انه مد يده الى عمل خاص و من مضمون و جوهر العمل يستوضح بانه اراد تحقيق هدف غر مسبوق في هذا المضمار ليكون تحقيق هدفه بداية عمل عقلاني على الاقل ليشجع على المزيد منه لنفس الهدف من قبل الاخرين.
الكتاب يولج في ثنايا حياة هذه الشخصية من كل جوانبها، و به يريد ان يحلل المرحلة و ما كان فيها و من ثم يريد ان يوضح الوقائع و ما يمس الفكر و الفلسفة خلال مسار العملية و ما مسها في بيئة معقدة و واقع اجتماعي معيشي عجاف في صحراء قاحلة. يعتمد هذا على السير وما وردنا من واقع متخلف و الحكايات الواردة نصيا او مستندا على التفسيرات المتعددة لعقلية العرب اولا و كيف نقلوا ما يتسمون به الى الاقوام و الاعراق الاخرى و منها الكورد و الافرازات السلبية من ذلك على المجتمعات العالمية كافة، و هنا ما كان نصب عيني و ما يهمني هو المؤثرات و افعالها و تفاعلاتها و افرازاتها و معطياتها و حتى افراغاتها على الشعب الكوردي بعد الفتوحات و التغييرات الجذرية التي حصلت في كيانه.
انه تعمق في الكثير من جوانب القضية  و من جانبه الفلسفي من خلال السيرة الذاتية لاهم شخصية في نشر هذا الدين و من خلال امور الوحي و الظروف التي دارت فيها العملية و الواقع الذي اصطدم بما تغير و فوجيء في كثير من جوانبها و مؤثرات المصالح المختلفة على حياة الناس من خلال سلسلة من الحوادث المتكررة و كيف تعامل العرب مع الجديد و نظرتهم الى ما حدث، و لم يكن همهم الا الخروج من الوضع المعيشي الماساوي في جزيرة قاحلة  و هم يريدون انقاذ نفسهم من الجوع الذي كانوا فيه باي ثمن كان.
ومن ثم دور الشخصية المحمدية بذات الشخص و كيف تعامل مع المستجدات بافكاره وهو من رحم الواقع الذي ولج فيه مع غموض كبير في جوانب من حياته و علاقاته و كيف توائم مع الاهداف الفكرية الفلسفية للاخرين مع ما كان عليه محمد بنفسه من الظروف الذاتية التي كانت ملائمة لتحقيق ما استهدفه الاخرون قبل مجيء الاسلام و بالاخص الملمين بالدين المسيحي او النصراني او اليهودي و الصراعات التي كانت هي العامل الاهم في مجيء دين اخر يحل محل الموجود لاسباب و عوامل و مصالح مختلفة و في مقدمتها المادية المعيشية و ما رافق الصحوة ان جاز التعبير قبل الدين نفسه.
اما فيما يخص الجانب الاخر، اي الشعب الكوردي و صاحب اللغة التي ترجم اليه الكتاب، فانه يمكن ان نجد اوجه مشابهة للحياة الاجتماعية لهما، الا ان الواقع يرفض ان نتاكد بان يتقبل هذا الشعب ماهوالمستجدبشكل سلمي، لكونه صاحب حضارة عريقة و دين اقدم من الذي انبثق و ما قبله بكثير من الزمن و ما كان اضخم منه من حيث الكم و الكيف. مجتمع عاش في جغرافيا مختلفة لحد كبير، و له تاريخ لا يمكن ان نقارنه من حيث الاختلاف الكبير، مع وجود دين او بالاحرى مجموعة من الاديان التي ليس لهم الصلة بالاسلام من اي جانب كان الا قليل جدا من حيث الفكر و الفلسفة او الثقافة و المضمون الايديولوجي الذي اعتمد قبل اي شيء اخر.
طاب لي ان اعيد الى الاذهان المرحلة التي جيئ بهذا الدين الى كوردستان من خلال عرض الوضع الذي عاشته الجزيرة العربية من باب المقارنة التي يمكن ان يتعمق فيها القاريء للكتاب و يمكن ان يقيّم وضعه و ما كان عليه شعبه قبل الفتوحات الاسلامية و وجه التغييرات التي غيرت حاله بنسب متفاوتة في جوانبها المختلفة و منها بنسبة مطلقة بشكل كامل.
الامر الذي كان يهمني هو المثالية التي ترافق هذا الدين و الخيال الذي سبب في تراجع الوضع الفكري و الفلسفي العفوي الذي عاشه الشعب الكوردستاني ابان الفتوحات او قبله بكثير، و كيف وصلت الى حال انه يقدس النص المكتوب دون ان يفهم مضمونه و جوهره و حتى معناه و هو لا يعلم كيف انبثق و وصل اليه و يغير حياته معتمدا عليه من خلال الشخصة و ما حملت ومنذ مجيء دينها الى كوردستان و فسره وفق هواه و نظرته و توجهاته المختلفة . و تاكدتُ من خلال عملية الترجمة و تعمقي فيها ان الكوردي الذي يقرا الكتاب الصريح لاول مرة سيتعمق في المقارنات العديدة و يتاثر و يتامل، كما انا اتوقع سيعود الى الواقع بعيدا عن اليوتوبيا و الميتافيزيقيا التي التصق بها بعد مجيء هذا الدين و من خلال ما نشر  و ازاح ما كان موجودا و اصبح كل ما يفرز منه من المقدسات طوال هذه المدة واعتقد بانه يشكك فيها بعد انتهاءه من قراءة الكتاب, الذي اعتقد ايضا باننا تاخرنا في امور كان الواجب ان نخوض فيها و هي مصيرية و من الواجب ان نفعل الكثير المنتظر و لم نفعله لعدم وجود الحض و الحث على ذلك من خلال عمل فكري ثقافي طوال المراحل السابقة. و ردود الافعال التي لقيتها، و من بعد مدة قصيرة جدا من طبع الكتاب جعلني انغمر سعادة  و احس بالافتخار و تاسفت لتاخري انا في انجاز هذه المهام طوال هذه المدة السابقة، وتعاهدت مع نفسي ان استمر في بيان ما اعتقد بانه المعوق امام تقدم هذا الشعب ليعيد كيانه الخاص الى وضعه الطبيعي على الاقل اي الى ما قبل مجيء هذا الدين الذي خلط عليه الابيض و الاسود.
اني انتظر الاخرين في الاصرار على التوجه  ذاته و التعاون و الاهتمام بالعمل الجماعي في هذا الامر، و كل هذا من اجل التقدم المنشود في تحقيق الاهداف الانسانية قبل الفلسفية و الثقافية او الفكرية و بعيدا عن التعصب العرقي الذي ربما يعتقد البعض بانه الدافع لهذا العمل، و كل هذا يدخل في الجانب الايجابي للمصلحة الانسانية بشكل خاص بعيد عن اي انتماء  و ان كانت من خلال ما تخص الشعب الكوردستاني بدءا بعد ان تلمسنا الكثير من هذا الجانب في الشعوب الاخرى في المنطقة و كل وفق خططه و استراتيجيته و امكانياته. و لكن ما يخيفني هو المستوى العالي من ما يمكن ان اسميه الجهل المنتشرلشعبنا و منطقتنا،  الا ان النخبة هي من تنير الطريق في جميع الثورات الفكرية الفلسفية. ننتظر و نرى الخطوات الاولية و المؤثرات التي ربما نلمسها في منطقتنا و ان كانت بطيئة و بنسبة ضئيلة جدا كي تشجعنا على الدوام في الاتجاه ذاته.   


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە