خُرافة السّلام الإسلامي

Saturday, 10/08/2019, 12:17

7163 بینراوە


بعد كل عملية إرهابية إسلامية في دول الغرب، يأخذ بعض قادة الغرب دور (شيخ الإسلام)، ويعلنون أن الإسلام دين السلام، وأن ما يقوم به الإرهابيون لا صلة له بالإسلام. وقد اخترع بعض المكّارين العرب والمُستعرِبين هذه الكذبة لخداع العالَم، ووقع بعض قادة الغرب في مصيدتهم، كما وقعوا في مصيدة مقولة " ليس للإرهاب دين".

يا قادة الغرب، أيُّ سلام هذا الذي يقسّم الأرض إلى قسمين:
− دار إسلام: وهي جغرافيا دولة الخلافة، ومن حقها أن تنعم بالسلام.
− دار حرب: وهي جغرافيا غير المسلمين، وتُعتبر مستباحةً للغزو والقتل؟
أيّ سلام هذا الذي يقَسّم الشعوب إلى ثلاث فئات: مسلمين، وأهل الكتاب (يهود، مسيحيون، مَجوس، صابئة)، وكفّار، ويَضع (الكفّار) أمام خيارين: إمّا اعتناق الإسلام، وإما الحرب. ويَضع أهلَ الكتاب أمام ثلاثة خيارات: إما الإسلام، وإما دفع الجِزْية المُذِلّة لدولة الخلافة، وإما الحرب.

أيُّ سلام هذا الذي يحرّم على المسلم قول (السلام عليكم) لغير المسلمين؟ فقد قال النَّبِيّ محمّد: "لا تَبْدَأوا اليَهُودَ وَلا النَّصارَى بِالسَّلامِ، فإِذا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ في طَرِيقٍ فاضْطَرُّوهُ إلى أَضْيَقِهِ". (انظر صحيح مُسلم، 14/21. وسُنَن أبي داود، 4/352). حسناً، إذا كان الموقف هكذا مع اليهود والنصارى الذي يُعَدّون من (أهل الكتاب)، فكيف يكون الموقف إذنْ مع من يُصنَّفون ضمن (الكفّار)؟

أيُّ سلام هذا الذي نقله العرب من صحاريهم إلى الشعوب تحت راية (الله أكبر)؟ هل حمل العرب في أيديهم باقات الزهور، وزاروا الشعوب للتبشير بالإسلام؟ أم أنهم انفلتوا كالوحوش، وانقضّوا على الشعوب بالسيوف والرماح والسهام، فخرّبوا، ودمّروا، ونهبوا، وقتلوا، وأسَروا الرجال، وسَبوا النساء والأطفال، وحوّلوا الجميع إلى عبيد؟
ماذا كان ذنب تلك الشعوب؟ هل هاجموا ديار العرب؟ هل أرسلوا إلى محمّد وخليفته رسائل استنجاد؟ حينما كان العرب وثنيين، ألم تكن الزَّرْدَشتية سائدة في العراق، وكُردستان، وفارس، وأفغانستان؟ ألم تكن المسيحية سائدة في سوريا، ولبنان، وفلسطين، ومصر، وتمازْغا (شمال إفريقيا)، وإسبانيا؟ فأيّ سلام هذا الذي أوصله الغزاة العرب إلى حدود الصين شرقاً، وإلى جنوب فرنسا غرباً؟

أيّ سلام هذا الذي يجعل الشعوب تتخلّى عن أديانها، وتحكم على أسلافها بالكفر، وتنسلخ من تراثها، وتهمل لغاتها، وتخدم الهوية العربية، والتراثَ العربي، واللغةَ العربية، بزعم خدمة الإسلام والإخلاص له، وبأن اللغة العربية هي لغة أهل الجنّة؟
يا قادة الغرب، من فضلكم راجعوا تواريخ شعوب الشرق الأوسط، أين التراث الزَّرْدشتي الذي كانت تدين به الشعوب من حدود الصين إلى العراق؟ إن معابد النيران خُرّبت بأيدي المسلمين السُّنّة، وبعضُ الزردشتيين هربوا إلى بومباي في الهند، للخلاص من القهر الإسلامي الشيعي، والباقون في إيران أقلّية مهمّشة محاصرة، وكلُّ ذلك بسبب (السلام الإسلامي!!).

يا قادة الغرب، أين التراث السُّرياني في سوريا الكبرى؟ أين التراث القِبطي في مصر؟ أين التراث الأمازيغي في تَمازغا؟ السُّريان الآن أقلّيات مبعثرة في العراق وسوريا الكبرى، ولولا خنوعهم للشروط المُذِلّة التي فُرضت عليهم لكانوا الآن متأسلمين بالكامل. والقِبط الآن أقلّية في مصر، تعرّضوا بسبب (السلام الإسلامي!!) لأبشع سياسات الاضطهاد في وطنهم، وعلى أيدي بني قومهم المتأسلمين. وتعرّض الشعب الأمازيغي لأكثر سياسات القهر والمكر العربي، وها قد حوّل العرب كثيرين من أبنائهم إلى إرهابيين وانتحاريين.

يا قادة الغرب، أنتم أهل الجامعات الراقية، وعندكم مراكز البحث العلمي المتطوّرة، وإني أدعوكم إلى تشكيل فريق بحثي علمي، لدراسة الدين الإسلامي، والفكر الإسلامي، والتاريخ الإسلامي، ستكتشفون حينذاك أن السلام الإسلامي مجرد خُرافة، إنها خُرافة مضلِّلة، وحان تحرير العالم من هذه الخرافة.
هذا هو الخيار الوحيد!

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە