الإرث السادي و ڤيروس الإسلام

Wednesday, 29/01/2020, 0:10

2991 بینراوە


لن نفهم الإرهاب الإسلامي ما لم نفهم حقيقة الإسلام، ولن نفهم الإسلام ما لم نفهم الثقافة العربية، فالإسلام في جوهره إنتاج ثقافي عربي، والعربي المعاصر امتداد لسلفه البدوي الغازي، إنه وريث ثقافة الغزو وممثّلُها الأصيل، ومتى كانت ثقافة الغزو ثقافةَ إيثار وتضحية لأجل الآخَرين؟ ومتى كانت ثقافةَ رحمةٍ وسلام مع الآخَرين؟ وكيف يمارس الغازي عملية الغزو المتوحّشة ما لم يكن مشحوناً بقدر هائل من الحقد والعدوانية والسادية ضد الآخرين (الضحايا)؟

قبل الإسلام، كانت ساديّة العربي ناجمة عن ظروفه المعاشية والمجتمعية، كانت سادية فردية وقَبَلية الهدف، ولم تكن لها مرجعية أيديولوجية محدّدة، حالُ العربي حينذاك كانت أشبه بحال الحيوان اللاحِم، فبتأثير الجوع لا بد للحيوان اللاحم من البحث عن فريسة، والانقضاض عليها، وإلا فإنه هالك لا محالة.

كانت مكاسب الغزاة قبل الإسلام دنيوية محدودة، فكان زعيم القبيلة يستأثر برُبع الغنائم (المِرْباع)، باعتباره قائد عملية الغزو، وكان الغزو مقتصراً على الجغرافيا العربية، وهي جغرافيا شحيحة الموارد أصلاً، يملك ساكنوها الإبل والشِّياه، وقليلاً من المتاع والمال، ومن كان يخسر حياته في عملية الغزو لم يكن يكتسب صفة (شهيد)، ولم يكن له نصيب في الجنة.

لكن مع ظهور الإسلام، في بداية القرن 7 م، انتقلت السادية العربية من كونها عفويةً تحت تأثير الضرورة البيئية، إلى كونها عقيدة ومنهجاً وتشريعاً، واكتسبت طابع القداسة تحت لواء (الجهاد)، وأصبح العالَم كله ساحة مستباحة للساديين العرب، ووجد الغزاة العرب بين أيديهم مكاسب هائلة:

أولاً: قلّصت القيادة العليا (الله/الرسول) حصّتها من الغنائم، واكتفت من الغنيمة بالخُمس، بموجب القرآن [سورة الأنفال/ الآية 41].

ثانياً: صارت جغرافيا الغزو مفتوحة، وشملت العالَم كله، بزعم أن الإسلام رسالة (ربّ العالمين)، وينبغي أن تصل إلى جهات العالم الأربع، كي يصبح العالَم مَنْجماً يستخرج منه العرب الأموالَ الطائلة، والعبيد المهنيين، والخدم المتمدّنين، والسبايا الجميلات.

ثالثاً: من يُقتَل في الغزو الجهادي يفوز بلقب (شهيد)، ويكون من المقرَّبين إلى الله، وتُفتح له أبواب الفِردوس، حيث النعيم بجميع أشكاله؛ من مطعم شهيّ ومشرب لذيذ، وغِلمان ووِلْدان مخلَّدين، وحُورٍ عِين [سورة الطُّور/الآية 24. وسورة الواقِعة/ الآيات 17 – 23].

فأية حوافز لتنشيط النزعة السادية أكثر تأثيراً من هذه الحوافز؟

وهكذا دارت عجلة الغزوات العروبية مرة أخرى، لكن بوتيرة أسرع، وبإسم جديد هو (فتوحات)، وكانت هذه الفتوحات أبرز صيغ تجسيد للنزعة العدوانية السادية عند العرب، وأيّة عدوانية أشدّ من احتلال أراضي الشعوب، وسفْك دمائها، واستعباد أبنائها، وسَبْي نسائها، وإلغاء ثقافاتها، وتغييب تراثها، وتجريدها من هوياتها القومية والوطنية، ونهب ثرواتها، والتسلّط على رقابها في الدنيا والآخرة، وتسجيل ذلك كله بإسم (الله) وتحت بند (إعلاء كلمة الله)؟

إن السادية العربية، متجلّيةً في الإسلام، تهديدٌ صريح للسِّلم العالمي، ويتأكّد يوماً بعد آخر أنها خطر على مستقبل الحضارة، ولن يهنأ العالَم بالسلام ما دامت ڤيروس الإسلام ينتشر بحرّية، الحرب ضد هذا الڤيروس واجب إنساني.

هذا هو الخيار الوحيد!

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە