بایکۆتی دەنگدان پێویستی بە وشیاریی خەڵکە، کە لە رۆژی دەنگداندا کەس نەچێتە دەرێ، چونکە پارتەکان بۆ ساختەکاری پێویستییان بە قەرەباڵغییە، نەک بە دەنگی ئێوە.


صدام حسين ومسعود البارزاني والنظام العالمي !

Sunday, 18/06/2023, 0:30


مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية

إن المعرفة والإلمام بالنظام العالمي ، وبالسياسة الدولية ، وبالقانوني الدولي هو شرط أساسي ومن أوْلى الأوْلويات الضرورية والهامة جداً للحاكم والحكم والحكومة التي تحكم بلداً ما ، فالحاكم اذا ما كان واعياً بالنظام العالمي والقانون والسياسة الدوليين ، ثم كان على علم ودراية بمكانة وقدرات بلاده والدول الأخرى في العالم ، وكان متقيداً بقيم العدالة الإجتماعية قد لايقع في مطبَّات خطيرة تجلب على شعبه وبلاده الكوارث والمآسي والأخطار ، ومن القادة الذين فشلوا فشلاً ذريعاً في قراءة وآستقراء القانون والنظام والسياسة الدولية ، وفي تعزيز أسس العدالة الإجتماعية ومباديء الديمقراطية في بلدانهم ، هم صدام حسين الرئيس العراقي الأسبق ، ومسعود البارزاني رئيس حزبه الذي يُسمى بالديمقراطي والرئيس السابق لإقليم كردستان العراق :    
صدام حسين ؛ لقد جرَّ صدام حسين الرئيس العراقي الأسبق للعراق وشعبه كوارث مدمرة لعدم وعيه وغروره وغفلته ، أو لإستهانته بالنظام العالمي والقانون والسياسة الدوليين . لقد تجلَّى ذلك في غزو القوات العسكرية لحكومته دولة الكويت وآحتلالها في عام 1990 من القرن العشرين الماضي ، ثم صرح بأن الكويت هي بالأصل عراقية وجزء لايتجزء من العراق . في هذا الأمر الخطير بجميع أبعاده ومدياته الإقليمية والعالمية لم تتمكن الحكومة والقيادة العراقية من مخالفة صدام وما يفكر به حول الكويت ومخاطر ذلك والفشل المقرون بالمآسي إن أقدم النظام العراقي على آحتلال الكويت ، وذلك بسبب طغيانه وآستبداده وفردانيته المطلقة في الحكم . فالكويت هي دولة رسمية ذات سيادة رسمية وقانونية في النظام العالمي ، وفي منظمة الأمم المتحدة ، وفي السياسة والقانون الدوليين . لهذا فإن السياسة الدولية لاترفض شطب الكويت من الخريطة السياسية الدولية في المنطقة وحسب ، بل إنها سوف تطرد العراق بالقوة من الكويت لتجاوز السلطة العراقية السابقة للخط الأحمر للسياسة والنظام الدوليين ، وهذا ما حدث كما يعلمه الجميع .
مسعود البارزاني ؛ الحقيقة الواضحة كالشمس الساطعة في رابعة النهار لدى المُلِمِّين بالسياسة والنظام الدوليين يَرَوْن إن تأسيس دولة كردستان  ليست أكثر حساسية وتعقيداً من قضية غزو القوات العراقية للنظام الصدامي للكويت فقط ، بل تفوقها بأضعاف كثيرة ، بل بمديات ومسافات خيالية تصل الى حدود المحال . فقيام دولة كردستان ولو كان في جزء واحد من كردستان يتعلق مباشرة بأربعة دول في المنطقة التي تعتبر ذلك مساساً خطيراً بأمنها الوطني ، منها دولتان كبيرتان هما تركيا وإيران ، ثم من غير الممكن قيام كيان كردي مستقل في الجزء الثالث من كردستان ، وهو كردستان العراق وبقية الأجزاء منها التابعة لتركيا وإيران وسوريا تبقى كما هي إذن ، إن هذه القضية المعقدة للغاية لها إرتباط مباشر بالنظام والسياسة الدوليين ، فضلاً عن إرتباطها المباشر بالسياسة الإقليمية ، وبشكل خاص الدول الجارة التي تتقاسم أجزاء كردستان ، وبشكل أخص الدولتان القويتان الكبيرتان في المنطقة تركيا وإيران .
هنا نتسائل ؛ هل غاب عن السيد مسعود البارزاني وقيادات حزبه كل ما ورد أعلاه من الحقائق الدامغة الساطعة المتعلقة بكردستان والسياسة والنظام الدوليين ..؟ . شخصياً لا أعتقد ذلك إذن ، فمالذي جعل مسعود البارزاني يتحمس لعملية الإستفتاء في أواسط عام 2017 للإنفصال عن العراق وتأسيس دولة كردستان في الجزء الثالث من كردستان الملحق بالعراق دولياً ورسمياً ، ثم ألم يعلموا إن النظام العالمي الأول قبل الحرب العالمية الأولى [ 1914 - 1918 ] الذي قسم كردستان على الدول المجاورة لها ، والثاني الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية [ 1939 - 1945 ] قد أقاما الحظر الدولي الرسمي من قيام دولة كردستان وشطب عليها بالخط الأحمر ..!؟ 
يُذكر في هذا الصدد إن نجل مسعود البارزاني مسرور هو الذي ألهم فكرة الإستفتاء وزينه له ، كما يُذكر إن بعض المسسؤولين المتقاعدين في الغرب هم مَنْ ألهموا مسعود البارزاني فكرة الإستفتاء . كما يُذكر أيضاً إن المفكر الفرنسي برنارد ليفي هو مَنْ وراء فكرة الإستفتاء لمسعود البارزاني ، هكذا يُذكر إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الذي أوْحى لمسعود البارزاني بطريقة ما بفكرة الإستفتاء كي يُورطه فيها ! .
أياً كان السبب والمسبب ، وأياً كان المحرض أو لم يكن هناك محرضاً لفكرة الإستفتاء ، أو لنفترض إن فكرة الإستفتاء كانت من صلب فكر مسعود البارزاني وإبداعه فإن ذلك يدل على مدى غفلته أو تغافله وآستهانته بالسياسة والنظام الدوليين الذين يتحكمان بالعالم ، بخاصة فيما يتعلق بتغيير حدود دولية ، فذلك يُعتبر من الخطوط الحمراء لها ، ومَنْ تجاوزها أو حاول المساس بها فإنها لن تقبل منه على الإطلاق ، ولن تتركه في حاله . 
إن الجهات الدولية والإقليمية الرسمية كالولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوربي وأوربا وغيرها ، كما إن العديد من الكتاب والمراقبين الكرد منهم كاتب هذه المقالة وشاسوار عبدالواحد زعيم حِراك الجيل الجديد قبل إجراء عملية الإستفتاء بعدة شهور نبهوا مسعود البارزاني من مغبة وخطورة القيام بها ، لأن فشلها متوقع مسبقاً وواضح أشد الوضوح ، ولها - أي عملية الإستفتاء - أضراراً فادحة على الكرد وكردستان . أما إن مسعود البارزاني لم يأخذ كل تلكم الأراء والتحذيرات والنصائح الداخلية والخارجية على محمل الجد وضربها عرض الحائط ومضى في طريقه لإجراء عملية الإستفتاء ، حيث حدد يوم الخامس والعشرين من الشهر التاسع لعام 2017 هو إجراء عملية الإستفتاء .
الغريب في الأمر هو تصريحات مسعود البارزاني قبيل الإنتخابات من خلال فضائيات حزبه التلفزيونية ، حيث كانت تصريحات أثبت بنفسه مدى تفرده بالرأي وآستبداده بالرأي والسياسة والمصير الكردي ، ومما قاله ؛ إنه لايستمع لكلام أيَّ أحد . وقال أيضاً ؛ اذا ما أفلح الإستفتاء وقامت الدولة الكردية فبها المطلوب ، واذا ما فشل ، فقولوا إن هذا الرجل - أي مسعود يقصد نفسه - قد جَنَّ جنونه وركب رأسه وحينئذ أقتلوني !! . 
رغم كل ذلك سافر مسعود البارزاني رافقه وفد الى أوربا قاصداً البرلمان الأوربي في بلجيكا لكسب دعمه ومساندته لعملية الإستفتاء لأجل الإستقلال وقيام دولة كردستان في كردستان العراق . كان إستقبال البرلمان الأوربي لمسعود البارزاني فاتراً جداً ، بحيث لم يستقبلهم رئيس البرلمان الأوربي ، لذلك قفلوا راجعين الى كردستان العراق ، وبعدها صرح مسعود البارزاني بأنه سوف يضع العالم أمام الأمر الواقع ، أي أمام عملية الإستفتاء وإستقلال كردستان العراق ! .
يبدو بوضوح تام إن مسعود البارزاني قد ناقض نفسه بنفسه في موضوع البرلمان الأوربي أو تناسى ، فهو نفسه - أي مسعود البارزاني - أغلق برلمان إقليم كردستان العراق وختمه بالشمع الأحمر وطرد رئيسه الدكتور محمد يوسف من أربيل ، ولم يسمح له حتى الإقامة في أربيل عام 2015 إذن ، كيف شد الرحال الى البرلمان الأوربي طالباً ومناشداً الدعم والإسناد للإستفتاء والإستقلال في حين إنه أغلق برلمان بلاده وطرد رئيسه منه بقوة السلاح ، ثم كيف بإمكانه أن يجعل العالم أمام الأمر الواقع في عملية الإستفتاء والإستقلال لكردستان ، في وقت هو يفقد تماماً أوراق الضغط وعوامل القوة والنجاح الأساسية الفاعلة على الصعيدين الداخلي والخارجي ..!؟ 
فعلى الصعيد الداخلي تعامل مسعود البارزاني بفردانية مطلقة وآستبداد في قيادة حزبه ، وفي داخل المجتمع الكردي في كردستان العراق  . مضافاً إن حزبه متهم بآضطهاد المخالفين والمعارضين والمنتقدين لسياسة حزبه ، بل إنه متهم بتصفية الكثير من العلماء والمثقفين والكتاب والصحفيين الكرد وآغتيالهم ، حتى إن حزب البارزاني قام بملاحقتهم في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية وحاول تصفيتهم جسدياً وآغتيالهم ، أو تقديم تقارير إفترائية مشحونة بالأكاذيب الى مخابرات تلكم الدول ! .
حتى خلال رئاسته لأقليم كردستان تصرف مسعود البارزاني بكل فردانية وآستبداد إزاء المجتمع الكردي والأحزاب الكردية الأخرى ، في حين كان عليه أن ينأى بنفسه عن ذلك ، وأن يكون رئيساً عادلاً ومتسامحاً ومخلصاً لشعبه وبلاده ، لكن هيهات من المستبد أن يتعظ ويعدل . في هذا الشأن ذكر عالم الإجتماع العراقي الدكتور علي الوردي إن مَنْ ينصح حاكماً مستبداً بالعدل هو كمن ينصح مجنوناً بالتعقل ، وصدق المثل العرببي ؛ فاقد الشيء لايُعطيه ، أو ؛ من شب على شيء شاب عليه!.
أما الإستفتاء المذكور لمسعود البارزاني فقد فشل من جميع النواحي وبسببه تعرض الشعب الكردي في كردستان العراق الى أعظم الخسائر البشرية والمعنوية والنفسية والمادية ، وخسرت كردستان العراق سيطرتها على مدينة كركوك وأكثر من خمسين بالمئة من أراضيها ، وهذا أيضاً مصداق المثل العربي القائل ؛ كأنك يازيد ما غزيت ! 

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر




کۆمێنت بنووسە