صفعة اخرى في وجه أحفاد هولاكو ...

Saturday, 13/03/2010, 12:00

1769 بینراوە


يوم أمس صوّت البرلمان السويدي وبناءا على مقترح أحزاب المعارضة من اليسار والوسط(السوسيال ديمكرات والبيئة واليسار ) مع مساندة عدد من برلماني الاحزاب المحافظة المشاركة في الحكومة على اعتبار ما عُرف بمذابح الأرمن في تركيا العثمانية ( 1915_1917) جرائم ابادة جماعية .... وكانت قد سبقتها قبل ذلك لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي بقرار مشابه قبل اسبوع ناهيك عن الموقف الفرنسي المعروف ,وهكذا تتالى خيبة احفاد هولاكو يوما بعد يوم وتبوء بالفشل كل مؤامراتهم وحٌججهم في اخفاء اوتخفيف تلك الجرائم التي كان لكل الشعوب الغير التركية القاطنة في الاناضول نصيبها الوافر .. والمعروف تأريخيا ان سلسلة تلكم الجرائم هي التي اوصلت بدو تترستان ومنغوليا الى سدة الامبراطورية العثمانية وليست حكمة وعلوم وفنون تلكم القبائل المتوحشة, وان بقاياها واحفادها لا تزال تتحكم في رقاب الشعوب التي تعيش في الاناضول لحد اليوم والتي هي محرومة من ابسط حقوقها الانسانية ,وياتي الكورد بطبيعة الحال في مقدمتهم .
لقد آن الاوان لحكومة انقرة ان تستعد لدفع اثمان جرائمها وجرائم من سبقتها بدءا بالدولة العثمانية ومرورا بالدولة الكمالية وانتهاءا بالجمهورية الاردوغانية , فمذابح الارمن التي راحت ضحيتها اكثر من مليون ونصف من النفوس البريئة ومثلها من المهجرين تشكل وصمة عار في جبين تلك الامبراطورية التي سرقت من الاسلام خلافته وبنت الامجاد على جماجم الشعوب المسلمة والغير المسلمة , وحينما جاءت بعدها الدولة الكمالية ابادت جزءا آخرا من شعوب الاناضول وهم الكورد الذين دفعوا دماءا مشابهة لاعداد الارمن ولا يزالون الى اليوم نتيجة للعقلية العنجهية المتعفنة التي تعشش في ادمغة اغلب السياسيين الترك , ان من دواعي الاستغراب الشديد ان تتنكر دولة تحلم و تستعد للدخول الى النادي الاوروبي وهي عاجزة عن الاعتراف بجرائم موثقة ارتكبتها اجدادها قبل اكثر من 95 عاما , فكيف ننتظر من هكذا عقلية ان تعترف بالآخر وتؤمن له حقوقه اذا كانت عاجزة عن تخطي عتبة الغرور والعنجهية القومية وتعترف باخطائها وخطاياها بينما نجد ان العقلية الاوروبية المنفتحة لا تتردد في تجريم حكامها وامبراطورياتها السابقة اذا ما كانت متورطة بجرائم ضد الانسانية بل تعتبر ان بناء جيلها الجديد ينبع من الاعتراف باخطاء الماضي بغية تجاوزها ولنا في النموذج الالماني خير نموذج , حينما اعترفت الدولة الالمانية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية في فترة باقل من عام بالجرائم التي ارتكبتها النازية ضد اليهود وبدأت بمحاكمة جلاديها و بتعويض ضحاياها والاعتذار لهم , فاية عقلية تلك التي تتحكم بحكام تركيا وبالكثيرين ممن تشربوا بالوهم الطوراني , فكيف يمكن منا ان نطلب منهم الاعتذار عن جرائمهم اليومية تجاه شعبنا الكوردي في الوقت الراهن وهم عاجزون عن الاعتراف بجرائم تقادم عليها الزمن ومرت عليها قرابة قرن من الزمان , ففي الامس القريب رأينا كيف انها لم تتحمل رؤية قناة تلفزيونية وهي تنقل حقائق ما يجري في تركيا ولذا فانها قد تآمرت مع الدولة البلجيكية وبمباركة امريكية بغلق تلك قناة الاعلامية التي تدافع عن حقوق شعبها وتصون ارثه الثقافي والفني واقصد صوت الكورد الهادر في( قناة روز تي) وكيف ان اجهزة مخابراتها ودسائسها قد نجحت اخيرا في توريط دولة اوروبية ذات شأن وهي حاضنة للاتحاد الوروبي في اراضيها ان تتمادى معها في تنفيذ هذه المخططات التآمرية وقد ولطخت سمعتها في التراب بقيام اجهزتها البوليسية بالتعاون المباشر مع الشرطة التركية المقنعة في اسكات صوت الحق الصادر من قناة( روز تي في) والاعتداء المشين بكادرها امام انظار العالم المتحضر!!! .
فالف تحية لاخوتنا الارمن على نصرهم المبين هذا الذي جعل سمعة الدولة التركية تهوي اكثر فاكثر الى الحضيض ,وكان على السلطان عبد الحميد الثاني وهو يصدر فرمانه بابادة العنصر الارمني خاصة والكلدو آشوري والمسيحي عامة ان يدرك انه لا يستطيع الاحتفاظ بعرشه المتهاوي على اكوام الجماجم الارمنية ,كما ان على حكام تركيا الحديثة ان يتّعضوا بان دولتهم المهزوزة الاركان لا يمكن ان تستمر وان تتبوء اية منزلة مشرّفة في عالم اليوم دون الاعتراف بحق الشعب الكوردي في الحياة الحرة الكريمة , ان على حكام تركيا ان يدركوا ان بقاءهم خارج التاريخ يجعلهم يفقدون احترام الآخرين لهم وان هزائمهم ستتوالى في المحافل الدولية ,فتحية للوبي الارمني الذي استطاع رغم صغر حجمه ولكن بكبر نشاطه واخلاصه لقضيته ان يقنع مراكز القرار في العالم بأحقية مطاليبه التي هي حقوق ودماء مهدورة وجرائم لا تسقط بالتقادم , ونتمنى من اللوبي الكوردي في اوروبا وامريكا وفي مقدمته منظمة (جاك) ان تستمر في انشطتها الفعالة من اجل فضح وتعريف جرائم محتلي كوردستان في كافة ارجاء كوردستان و على مرّ العصور كجرائم ابادة جماعية وتجبر تلك الدول التي ارتكبت تلك الجرائم على اراضيها بالاعتذار للشعب الكوردي وتعويض ضحاياها بل ومحاكمة المتهمين بها , وانه لعار لدولة مثل تركيا حينما تعاتب بلسان رئيسها غول الحكومة السويدية (بان اعتراف البرلمان السويدي قد اضرّ بجهود المصالحة مع جمهورية ارمينيا) ... وما دخل السويد كدولة اوروبية تعمل برلمانها وفق المعايير الدولية في المشاكل المتوارثة بين ارمينية وتركيا ,وهل ان ارمينيا ستصبح بدورها رهينة للسياسات التركية الظالمة والاعيبها ..... اي منطق هذا واية عقلية تسّير دولة مثل تركيا انها فعلا عقلية بائسة يائسة تدور خارج التاريخ والزمن .....
[email protected]

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە