رسالة دموية الى المثقفين العرب..

هل انتم تعرفون شعبا في الشرق الاوسط الحالي و (مابين نهرين) السابق؟ او سمعتم او قرأتم بأنه كان هناك شعب اسمه (الكرد) ؟ وهل لاحظتم في الجغرافية وطن اسمه كان كردستان؟ هل تعرفون بأن قبلكم و شعوب اخرى كنا نحن الكرد هنا و كنا اصحاب النبي زردشت و اديان سماوية اخرى، وكانت رسالة زردشت اكثر انسانية من الكتب السماوية الاخرى ومسالمة؟ ان كتاب مثل (افيستا) الذي الخير و الشر فيه واضحان واين سيكون موقع احترامه و تقديره في تأريخ البشرية؟ حينما كان نبينا (أي زردشت) ينشر رسالة السلام و العدالة و التعايش السلمي ،أنذاك من هي كانت تلك القبائل و الجهلة الذين يقومون بوأد البنات ؟ من هم الذين لم يعرفوا معنى الزواج و الاقتران، بل كانوا يتقاسمون امرأة بين عدة رجال؟ اذا كان التأريخ تلك الصفحات السوداء ووصلت عن طريق اولئك الجهلة واصحاب السيوف الدموية الى هذا الزمان، واذن هي ليست سوى مجموعة من الاساطير التافهة.

انا لا اريد من هذه الزاوية ان اجرح احساس اية ديانة او مذهب او اي شعب او اية ايدولوجية، لكن انتم المثقفون العرب تعتبرون انفسكم ضمير الامة العربية هل تحركت يوما ما احاسيسكم تجاه شعب قمتم على مدى 1374سنة باءذلاله قسرا و اطلقتم عليه تسميات شتى مثل( قطاع طرق- جهلة-ابناء الجن- الوحوش) ولم تحسبون له حتى حساب عبد ما، ان الكرد منذ خلافتكم ولحين انبثاق المؤتمر الوطني العراقي كان له دور رئيسي لتأسيس الدولة العراقية الحديثة ومهتم بالتعايش الاخوي والانساني، لكن انتم المثقفون العرب تعرفون جيدا بأن العرب كم كانوا قبائل مليئة بالجوع و الجهل والفوضى ، وأن الرسالة الدموية لسيوف اجدادكم اوسعت سلطتها على حساب الدماء المهدورة لشعوب في الشام و شبه الجزيرة العربية وشمال افريقيا. لم يزل بقايا هذه الشعوب موجودة في بلدانكم، مثل الاقباط و الامازيغ والاراميين و الاشوريين..الخ. وان الكرد واحدة من هذه الامم العظيمة في التأريخ تحاولون على مر الزمن تصغيرها واخضاعها. انتم المثقفون العرب تتحملون مسؤوولية كبيرة ازأء صمتكم تجاه امة محبة للسلام ومسلمة، علما بأن اكثرية العالم غير المسلمة اليوم تتعاطف معنا وتساندنا. انتم هل تقبلون في عالم الحريات العظيمة ان يظهر بين ظهرانيكم جيل يقوم بذبح الانسان ويقوم بتدمير عمران وطني المحروق، او ليس( زواج النكاح) لطخة عاركبيرة الذي يولد اخطر انحراف اخلاقي؟ انا احب ان تعودوا الى التأريخ لتروا ماذا فعلتم بأحد قادة العسكريين للعهد العباسي وهو (ابو مسلم الخراساني ) وذنبه الوحيد لانه كان كرديا؟ وكذلك (الطبري) يقول مفتخرا بأن في معركة جلولاء على مدى ثمانين يوما قتلنا اكثر من مئة الف كافر؟ كنتم تسمون اخر خلفاء الامويين ب(مروان الحمار) اذ كانت امه كردية. كان من المفروض ان تنسوا كل شيء سوى امجاد(صلاح الدين الايوبي) بطل معارك (الحطين) وتحرير القدس. وليس صحيح بأن تاجر كردي بأسم (ابو ميمون) يقصد النبي محمد و يسلم الكرد اليه و يدخلون في الاسلام! واذا كان هكذا ولمن كان (عياض بن غنم) في عهد عمر بن خطاب يذبح الكرد و ينهب كردستان لمن؟ وفي عام 640 من هجم على كرد المتحالفين مع الساسانيين واخضعهم بقوة السيف؟ يامثقفين العرب كل هذه انتم كتبتموها ، هذه امجادكم التأريخية تجاه الكرد . ماذا استفاد الكرد من العرب؟ ها هو اليوم اقترفتم احدث كوارثكم تجاه الكرد بأيدي دواعش المنحرفين. لذا انتم لا تسطتيعون انتاج التنوير و لم تخطو خطوة واحدة نحو الانسانية. لحين انتم تتواطؤن مع الدوغمائية الدينية فلن تتطوروا. و كلامي الاخير هوان النصر لمنطق العقل والهزيمة للعقول الغريبة والمنغلقة.

رشاد حسين

كاتب كردي