مشروع ايزيدخان السياسي بين الطموح والواقع ج 2

Tuesday, 19/03/2013, 12:00

1536 بینراوە


بقلم وسام جوهر


يبلغ عدد سكان محافظة نينوى حوالي 3.353.875 نسمة حسب المعلومات المسربة من الجهات المختصة ومن المؤمل ان يتنافس على 39 مقعد مخصص لمجلس محافظة نينوى 29 أئتلافا و كيانا سياسيا, يقدر عدد الناخبين حوالي 1.600.000 ناخب. تتالف نينوى من الناحية الادارية من 8 اقضية هي الموصل الحمدانية الحضر الشيخان تلكيف سنجار تلعفر - بعاج.
اما الكيانات والشخصيات اليزيدية خارج الاحزاب و الكيانات الحزبية الكوردستانية والعراقية فهي: الحركة الايزيدية من اجل الاصلاح والتقدم 532 وحزب التقدم الايزيدي 536 و التجمع الايزيدي الحر 534 و الجبهة الديمقراطية الايزيدية 535 وحزب طريق المستقبل الايزيدي 524.
هناك اليوم 90 دولة يقل عدد سكانها عن سكان نينوى ووجدت اقرب دولة في نسمتها الى محافظة نينوى هي دولة الكويت كما وجدت ان نسمة قطر تساوي تقريبا نصف سكان نينوى...ويقال ان احتياطي نفط محافظة نينوى يعادل احتياطيات نفط دولة ليبيا...فتخيل الامكانيات الهائلة في هذه المحافظة اذا ما اسلمت من التقسيم والتشتيت واذا ما انعمت بادارة محلية مخلصة تعمل على اساس وضع القيم الانسانية والعدالة الاجتماعية, على اساس المواطنة الحرة فوق كل الاعتبارات القومية والدينية والمذهبية. وجدت ايضا حوالي 40 دولة او كيان مستقل ممن لا يتجاوز عدد سكانها نسمة اليزيدية في العراق...! المتمعن يرى الفرصة والامكانيات الهائلة للمكون اليزيدي في هذه المحافظة اذ يقدر نسبتهم حوالي 20% من سكان المحافظة. يبقى بطبيعة الحال ان يستحسن المكون استخدام قوته لصالحه وهذا امر اصعب مما يتصوره المرء في ظل الظروف السياسية الشائكة في العراق من تناحرات وتطاحنات سياسية تكاد تتحول في اية لحظة الى تطاحنات وتصفيات عسكرية على شكل حرب اهلية قومية ومذهبية بين الاطراف الرئيسية الثلاثة. هذا كله لا يجب ان يتخذ ذريعة للاحباط واليأس, اذ رغم كل الصعوبات هناك امل قوي بان ينهض المكون ويستفيق على حاله وان يلملم شتاته حول استراتيجية سياسية حقيقية وفعلية توازي مستوى الحدث...هذه الاستراتيجية يجب ان لاتتمركز حول الكورسي بل حول ضمان البقاء و الامن القومي اليزيدي بالدرجة الاولى وعليه فان التالف والائتلاف السياسي امر مفروض على الكيانات السياسية المتواجدة في ساحة المكون والاتية في قادم الايام...هذه الكيانات عليها ان تعي بانها جميعا معنية برص الصف دون تكابر او انانية شخصية او حزبية...وهي معنية في الدخول تحت خيمة سياسية "يزيدية" واحدة تحمل راية النضال نحو الهدف المنشود الذي يعلو و لايعلو عليه شيء...العمل السياسي يجب ان يملك رؤيا واضحة وتصورات كاملة بجزئياتها بما يشمل كافة المستويات. فعلى مستوى الايديولوجية نرى من الضروري ان تكون هذه التنظيمات علمانية ليبرالية وابعد ما تكون من حشر الدين في السياسة وان تكون بالدرجة الاولى جزءا من التيار العلماني الليبرالي الكوردستاني والعراقي وعلى مستوى التكتيكي على هذه التنظيمات ان تتحالف و تأتلف بما يخدم قضية شعبها السياسية الكبرى. المهمة السياسية تقتضي فرز اليات عمل فعالة. نرى من الضروري جدا التركيز على ضرورة قبول الاخر بعيدا عن الانانية الفردية الضيقة وان يكون على اساس اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب. على اليزيدي التحول من عقلية الغنم الى عقلية النمل لكي يكون بمستوى التحدي...فكما هو معلوم ان الغنم تتصرف بانانية وغباء, فعندما يهاجم ذئبا واحدا قطيع من الاغنام تحاول كل غنم النجاة بنفسها من خلال التدافع الى المركز وهي تفكر في قرارة نفسها دعه اي الذئب المهاجم ياخذ غيري والذي يحصل ان يأخذ الذئب ضحيته ولا يهمه اي فرد من القطيع الغبي هذه الضحية تكون...يمر يوم او يومين فيرجع الذئب الى نفس القطيع الغبي وتتكر الماساة ...وهكذا حتى ياخذ الذئب اخر غنم و "اشطر" غنم من القطيع...! والان قارن هذا الغباء مع "ذكاء" او غريزة البقاء لدى خلية نمل عندما يهاجمها عدو....! النمل يفكر عكس الغنم وبتفكير جماعي تهاجم كل نملة العدو تحت شعار "لماذا لا اهاجم انا" ومجموع هذا التفكير يولد الهجوم الجماعي فيزرع الذعر في قلب المهاجم الذي في الغالب يضاهي حجم النملة الواحدة بعشرات الالاف من المرات...فيتراجع المهاجم مهزوما تحت الارادة الجماعية الموحدة. ماساة المكون اليزيدي تكمن في انه قد تبنى وبسبب تراكمات وويلات ومصائب تاريخية عقلية الغنم...وانه الان امام فرصته التاريخية الاخيرة ولا محال فانه زائل اذا ما استمر على عقليته الحاليه و عليه الانتقال الى عقلية النمل اذا ما اراد لنفسه البقاء.


بقلم الكاتب والمحلل السياسي
وسام جوهر
السويد 2013-03-17


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە