شتّان بين الإسلام والمسلمين

Saturday, 09/02/2013, 12:00

1205 بینراوە







أن دين الإسلام هو دين الله على البسيطة منذ أن خلق الله آدم (ع) وإلى قيام الساعة، ولأنه دين الإنسانية الأول والأوحد لقوله تعالى (أن الدين عند الله الإسلام) لذا كان وسيبقى هذا الدين سائرا في ركب الحضارات الإنسانية على إختلاف مشاربها ومنابعها (ولقد كرّمنا بني آدم) على الرغم مما أثاره أعداء هذا الدين الحنيف من شبهات ومحاولات يائسة لتشويه وهدم أركانه لكن هيهات هيهات أن يتحقق لهم ذلك خاصة وأن الله (تبارك وتعالى) قد تكفّل بحفظ الدين وإبقاء كلمته هي العليا على من سواه وكما في قوله تعالى (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).. سورة التوبة. لذلك يجب وضع وترسيخ أسس العدالة التي سنّها الإسلام لبناء دولة سليمة لايجد الفساد له فيها منفذا ولا للفوضى مكانا وكذلك وضع الأسس السليمة لتوعية المرأة والنهوض بدورها في بناء وإصلاح الأسرة إصلاحا جذريا كون الأسرة تشكل النواة الأساسية للمجتمع في كل زمان ومكان.

أن أعداء الله والإنسانية لم يتوقفوا يوما عن إختلاق الأكاذيب وإثارة الشبهات حول هذا الدين الحنيف والإفتراء عليه لمآرب لم تعد خافية على الجميع، وأن المؤسف في الأمر هو وجود أطراف محسوبة على الإسلام لم تدخر جهدا في الإساءة وتشويه هذا الدين من خلال أفعالهم وسلوكياتهم المشينة، ويعود السبب الرئيسي هو الوعي المفقود بحقيقة هذا الدين وعدم إستقاء مبادئه من منابعه الصافية والحال هو أن أتباع جميع الشرائع السماوية اليوم يرثون معتقداتهم عن آبائهم دون إعطاء أنفسهم فرصة البحث والتدقيق فيما ورثوه من عادات وتقاليد أتخذوا منه دينا يتدينون به سواء كان الفرد مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو مندائيا أو حتى الأديان الوضعية البوذية وغيرها، فالمسألة وراثية بحته لم يبذل بها الفرد المتدين جهدا لتحكيم العقل والنصوص السماوية التي يشكل القرآن الكريم منارها الأكبر والأشمل والأوضح والأكثر أهلية للإتباع وإستقاء التشريع. لكن وللأسف قد إتخذه المسلمون قبل غيرهم مهجورا.

أن الإسلام كدين له دستور جاهز لامثيل له في الدنيا هو القرآن الكريم الى جانب السُنّة النبوية المطهّرة، لكن وللأسف أنهما أي: مصدري التشريع لم يسلما من التأويل الخاطئ للنصوص القرآنية وكذلك إستقاء السُنة النبوية من غير معينها الصافي المطهّر، فنرى أن نفرا قليلا من المسلمين كانوا قد حملوا الإسلام على حقيقته وأما الآخرون وخاصة المتطرفون فقد حملوا هذا الدين وفقا لأهوائهم أو أهواء من ورثوا الدين عنهم فشتان بين الإسلام والمسلمين وأن الدين برئ منهم كبراءة الذئب من دم سيدنا يوسف (ع)..والإسلام أيضا برئ من أفعال القتل الجماعي الذي يقومون به والتخريب والفساد والإفساد، وعلى رأس هذه المجاميع الإرهابية هو (تنظيم القاعدة الإرهابي) والخطوط السلفية الرجعية التي أخذت من الدين القشور دون الجوهر، وكذلك جبهة النصرة الهدّامة التي ترعاها بعض دول المنطقة، إضافة الى التنظيمات المرتبطة بالبعث الصدّامي والتي لم تتردد هي الأخرى من إرتداء الزي الإسلامي ورفع الأعلام السوداء التي تحمل الشهادتين لخداع البسطاء من الناس وإثارة عاطفة الشباب المسلم، ورغم أن راياتهم توحي الى إقرار بالله ورسوله ألا أن الحقيقة هو عكس ذلك تماما فهي الحرب المفتوحة من قبل هؤلاء الإرهابيين على الله والرسول وبذلك ينطبق عليهم قوله تعالى في سورة المائدة (33): (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم.

حيث نرى اليوم وفي دول عديدة كالعراق وسوريا يمارس الإرهابيون أنشطة القتل الجماعي للأطفال والنساء والشيوخ وتفجير أنفسهم في الأسواق ودور العبادة وتهديم البنى التحتية والمباني الحكومية والمنازل الأهلية على رؤوس ساكنيها دون أدنى رحمة، والتمثيل في أجساد الموتى، وكل ذلك يحدث بإسم الإسلام رغم أن ضحايا إرهابهم هم من المسلمين الأبرياء.. وذلك دليل واضح بأنهم ألد أعداء الله ورسوله.. فأين دور العلماء ورجال الدين لمحاربة وفضح هؤلاء القتلة السفلة فإن محاربة أمثال هؤلاء هي فرض عين على كل إنسان لكي لاتصبح مثل هذه الأفعال ثقافة شائعة تفرض نفسها على الواقع السياسي وتجارة يهدف من وراءها البعض الكسب على حساب الآخرين من خلال طمس الوعي الإنساني وتلويث الفطرة السليمة لبني البشر.

أن الإرهاب لادين له ولا جغرافية خاصة به، ألا أن ما يهمنا بالدرجة الأساس أن لايُساء لديننا الحنيف لذلك نرى بضرورة تطهير جسد الأمة من هذه الأورام السرطانية (الإرهاب).. ففي العراق على سبيل المثال نرى إتساع رقعة الأنشطة الإرهابية بل وإختراق هذه الأنشطة للأجهزة الأمنية والأدهى من ذلك كلّه هو نشوء أصوات متعاطفة مع الإرهاب (بعضها عن جهلِ وبعضها مستفيد) بدأت تفرض نفسها على الواقع السياسي والإجتماعي محاولة إعطاء الشرعية للإرهاب والإرهابيين وإيجاد ملاذات آمنة له وبناء حواضن ومسارح لفعالياته الدموية والتدميرية في البلد.

عبد الرحمن أبو عوف مصطفى/ كاليفورنيا

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە