الوشاية سلاح الإنتهازيين، طالب زنكنه انموذجاً

Tuesday, 03/07/2012, 12:00

1232 بینراوە


أن من أشرف الفضائل الإخلاقية والمزايا الإنسانية التي إتصف بها الأنبياء والرسل هو الصدق، والذي يعني فيما يعنيه أن يكون القول مطابقاً للواقع مما يترك آثارا إيجابية على الواقع نفسه، وبالمقابل تعد الوشاية الكاذبة من أسوأ الخصال التي ما أن يتصف بها الفرد ألا وكان في عداد المنافقين.. وبلاشك أن الوشاية هي آفة من آفات المجتمع على العكس من الصدق الذي يؤدي الى شيوع التفاهم والتآزر للدفع بعجلة البناء وتحقيق الأهداف المشتركة فإن الإشاعة هي الأساس في خلق الفتن والبغضاء بالإضافة الى إستخدامها من قبل المغرضين كمعول لهدم عملية البناء السياسي والإجتماعي من خلال حرمان الدولة والمجتمع من إستثمار العناصر الكفوءة القادرة على ترك أثر إيجابي في ميادين تخصصها أو مجالات إبداعها وبالتالي تعريض الجهد الوطني عموماً للتبعثر والإنهيار . لذلك كم من العلماء والأدباء والمثقفين كانوا قرابين للوشاية، وكم من الأبرياء ممن إلتفّ حبل المشنقة حول رقابهم بسبب الوشاية في عهد النظام الصداّمي المقبور.
من تجربتي الشخصية كنت قد ذقت مرارة أن يكون الإنسان ضحية الوشاية الكاذبة من قبل أحد الإنتهازيين المتسلقين على أكتاف الآخرين لنيل المناصب وحصاد الإمتيازات.. فبعد سقوط الثورة الكردية إثر توقيع إتفاقية الجزائر عام 1975 والتي تفرّقت بسببها الحركة الكردية في دول الشتات - فمن الكرد من رجع الى العراق أو مكث في إيران أو من هاجر الى الغرب- ورغم هجرتي الى أمريكا لكن أزلام البعث التي استطاعت اختراق الحزب الديمقراطي الكوردستاني كانت بالمرصاد لمناضلي الحركة الكردية ساعية لإستدراج المناضلين الى العراق مجددا لإلقاء القبض عليهم وتصفيتهم جسدياً أو إيداعهم السجون والمعتقلات، وعندما عجز عملاء البعث عن إقناعي بالعودة الى العراق، تصدّى مسؤول محلية الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا- جمال قاسم- بالنيابة عنهم بإصدار الإشاعات وتلفيق الوشايات ضدي بين أفراد الجالية الكردية وكما جاء في أحد المنشورات 1989 بعنوان (البرئ في قفص الإتهام وحقيقة للتاريخ) لتشويه إسمي وتهيئة الظروف المناسبة لعملية اغتيالي.
ومما لايقل خسة ودناءة عن مروجي الاشاعات هو وجود شخصيات هزيلة تعتاش على معاناة الضحايا والمثال الحي لتلك الإنتهازية المتسلّق طالب زنكنه الذي كان يمتلك الوثائق الثبوتية الدالة على براءتي والأدلة القاطعة على عمالة مسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني لنظام صدام، ألا أنه لم يستطع الصمود أمام الإغراءات والمال الحرام ليتحول تابع ذليل مصطفاُ مع مروجي الإشاعات وليكون بالنتيجة عونا للأطراف التي حاولت إغتيالي وسببا مباشرا وراء المعاناة التي لحقت بأهلي في أربيل والتي فقدَ على أثرها والدي حياته نتيجة مضايقات الأمن الصدامي ودخوله المستمر للسجون فضلا عن تشرد عائلتي من الدرجة الأولى والثانية في الشتات بفعل ملاحقة السلطة لهم. ولم يكتف الإنتهازي طالب زنكنه بذلك فقد لعب دورا قذرا في التستر على جرائم عملاء النظام ليقف بالنتيجة دون أدنى خجل أمام القضاء الأمريكي للإدلاء بشهادة زور ضدي 1994 تلخّصت في دفاعه المستميت وتزكيته الى عميل البعث - جمال قاسم- بقوله " أنه رجل لايمكن أن تصدر منه إساءة للآخرين".. ولكن الله لهم بالمرصاد فقد إعترف جمال قاسم نفسه بالجريمة لينال الحكم المؤبد فيما بعد!!.
بناء على ماذكرت من تفاصيل نابعة من تجربتي الشخصية إنطوت الإشاعة هنا على تحايل واضح على القانون وتضليل استباقي للسلطات المختصة، كون القصد من وراء ترويجها جاء لتهيئة الأرضية وشحن الأجواء للتمهيد لمحاولة إغتيالي على يد عملاء البعث جمال قاسم ومباركة سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل مطني ميراني، كما لايخفى على القارئ إستثمار الإنتهازيين للأجواء المحيطة بالإشاعة لمساومة المروجين لها على حساب الضحايا الأبرياء، وكان النموذج الحي في هذه القصة الانتهازي طالب زنكنه الذي كان يكيل الشتائم تلو الأخرى للطالباني والاتحاد الوطني فيما سبق عندما كان مرتزقا لدى فاضل مطني، أما اليوم فهو مندفع بما أوتي من قوة لمدح السيد الطالباني في مقالات له نشرت مؤخراً.
لم يبقى الحال على ماهو عليه فقد تدرّج طالب زنكنه (شيوعي سابق) - من- (مؤيد لمروجي الإشاعات) -الى- (مروج للإشاعة بنفسه).. فإن هذا الشيوعي الذي كان لاتسقط مفردة الإمبريالية من فمه في حديثه الخاص، قد مكث سنين طوال مترجماً لـ (الإمبريالية) في بغداد، ليس هذا وحسب بل وكما ينقل الأشخاص الذين عملوا معه بأنه قد إرتمى في أحضان الإمبريالية الى درجة أنه - كما يؤكد الذين خدموا معه ومنهم (ر.د)- كان ينقل لـ(الإمبريالية) كل شاردة وواردة عن المترجمين الآخرين الذين خدموا معه. ختاما أني أحتفظ بحق إقامة دعوى قضائية في بغداد ضد هؤلاء المجرمين أسوة بالذين تستّروا على الجريمة ورفدوا الإشاعة بالتأكيد والتأييد.

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە