• Su
  • Mo
  • Tu
  • We
  • Th
  • Fr
  • Sa
  • 28
  • 29
  • 30
  •  
  •  
  •  
  •  

ڕیکلام

وشە: لە ڕۆژی: تا ڕۆژی:


فوٌت المالكي على نفسه فرصة تاريخية

Thursday, 07/08/2014, 12:00

1526 بینراوە




الحياة فرص و التاريخ يمكن ان لا يعيد فرصة ذهبية الا مرة خلال قرون، و تسجيل موقف او راي او توجه، او حتى خطو خطوة ما يمكن ان يُسجَل لك بالف موقف و الف فعل و الف سنة من العمر . يمكن لاي فرد ان يسجل لنفسه تاريخا ناصعا و سجلا حافلا بنزاهته و عفته و امانته و تعامله الانساني مع الاخر، اضافة الى تسجيل موقف مفيد للناس في مجال او اختصاص ما، فما بالك عن قائد وفرت و تكررت امامه فرص ذهبية ليسجل لنفسه خلودا و يفيد الناس بشكل عام .هذا ما كان يمكن ان يفعله المالكي لو اعتبر من التاريخ و ما مر به العراق و قرا الحاضر و ما عليه العصر بعيون و خلفية انسانية بعيدة عن النرجسية والقيادة التقليدية و الافكار الضيقة التي تمتعت بها النسبة الاكبر من القيدات. فان القلة القليلة فقط ياتيهم فرص سانحة في حياتهم و يسجلون لنفسهم الخلود الابدي و يظلون مثلا يُحتذى بهم في المدى البعيد، من لم يتذكر مانديلا دوما و ما فعله و ضحى بالطموحات الشخصية منذ خروجه من السجن و التسامح الذي اتخذه طريقا لمسيرته و سياسته و قيادته التاريخية و التي سيبقيه نموذجا و سنبلا لجميع الشعوب و المكونات العالمية من الشرق الى الغرب، فاثبت للعالم انه ضحى و ناضل و قاد الشعب الى الانتصار من دون ان يستغل ذلك لا غراض شخصية او حزبية، و من منا لم يعلم بانه رفض العديد من الجوائز العالمية استنادا على تاريخ الواهبين و كل موقف اتخذه كان نابعا من ايمانه بعقليته الانسانية التي لا يمكن ان يعيد التاريخ مثيله .
فان السيد المالكي سار بخطى واسعة و جميلة و سجل لنفسه مواقف يمكن ان يحسبها له التاريخ شيئا ما و اتخذ خطوات سياسية ناجحة الى حد مقنع في بدايات حكمه، و حقق تقدما في المسيرة السياسية العراقية، و اثبت بداية انه يهمه كافة المكونات، الا ان تغييره التدريجي و وصوله الى حد يضيق على نفسه مساحة المعجبين و المحترمين له و المعتبرين منه الى حد كبير نتيجة افعاله تجاه الاخرين . لو كان عميق النظر و دقيقا فكان بامكانه انيفرض نفسه على الاخرين بحيث تطلب الكتل و المكونات بنفسهم ان يحكمهم و يكون هو و ليس غيره على سدة الحكم، لو كان قائدا تاريخيا، و مُنح فرص عديدة خلال سنوات حكمه، و لو كان عن تلك المستوىالعالية من الحنكة و العقلية لكان الان المرغوب به و المطلوب الاول و الاخير لاعتلاء سدة الحكم في العراق في هذه المرحلة . اما اليوم و ما انجزه و ما تراجع عليه ايضا في المراحل الاخيرة من حكمه فوٌت على نفسه فرصا لن تبقى سانحة كي يسجل لنفسه البقاء كشخصية تاريخية .
النظر الى العملية السياسية بخلفية انسانية ينتج ثمارا كبيرا، و التعامل مع الجميع بالمساواة و العدالة كان واجبا عليه ان يؤديه بشكل جميل و سليم، و كان بامكانه ان يفعل حسنا و لا يصغٌر فكره و وجهته نحو افق ضيق والطموح الاوحد و الغرض هو الاستمرار على كرسيه كما فعل لدورات اخرى .
ان سار السيد المالكي كما نعرف بشكل متعرج و رفع من شانه مستاثرا بما توفرت تحت يده من امكانيات الدولة، و انتقل سُلٌما عديدة بقفزة واحدة، الا انه كان بالامكان ان يفعل افضل و يفيد العراق بكل مكوناته و مستقبل اجياله بعقلية اخرى و يفيد نفسه ايضا .
اما الان و بعدقراءة خاطئة لما موجود و الحاح ساذج على بقاءه في سدة الحكم و التصاقه بكرسي رئاسة الوزراء، عكس الموفق والفعل المفروض السير عليه الذي كان بالامكان ان يسجل التاريخ به لنفسه و يبقى خالدا في تاريخ العراق الحديث .انه فاز و من دون منافس قريب له بعدد الكراسي للبرلمان العراقي في الانتخابات الاخيرة، و اثبت نجاحه ديموقراطيا على الاقل، و وضح للاخرين ان الشعب يختار من يريد، و على الرغم من انه بافتعاله الازمات المختلفة المتعددة كسب الشارع لمكونه و خسر المكونات الاخرى، و هذا كان تكتيكا خاطئا مضرا بالاستراتيجية التي كان من الواجب ان يعمل وفقها على الاقل لنجاح خططه الشخصية.
اننا شاهدنا انتخاب رئيس البرلمان العراقي فكان امرا طبيعيا، و من المكون هذا، و اصبح انتخاب رئيس الجمهورية عرفا ان يكون من حصة المكون ذاك، اما رئيس الوزراء فيكون من الكتلة الاكبر و هذا استحقاق . اما الموقف الذي كان بامكان المالكي ان يسجل به التاريخ هو؛ على الرغم من فوزه و كتلة هي اكبر الان، ان يسجل عرفا مفيدا للديموقراطية و سير السلطة للعراق و ان يعلن انه اول من يطبقه بعيدا عن الدستور و لكنه مفيد ان يضع حدا لولايات رئيس الوزراء لدورتين فقط ايضا، كي يصبح عرفا يتخذه من ياتي في الدورات المقبلة من الانتخابات العراقية قدوة و عرفا سياسيا، و كان السيد المالكي قد اثبت انه يعمل و يناضل من اجل العراق بكل مكوناته قبل نفسه، و دفع بالعملية السياسية خطوة و رسخ الديموقراطية بدعامة قوية كان و بقى له الفضل فيه الى الابد، و لكن النرجسية وحب الذات والكرسي دفعه الى عدم التفكير في الصالح له و للعام، و فوٌت الفرصة على نفسه و بقى في خانة القادة التقليديين الطامحين للملذات السلطة و العاملين على تامين المصالح الشخصية و الحزبية فقط . انه تاريخ و الفرص النادرة لم تات الا مرة واحدة خلال مدد طويلة .


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر


(دەنگدراوە: 0)