• Su
  • Mo
  • Tu
  • We
  • Th
  • Fr
  • Sa
  • 12
  • 13
  • 14
  • 15
  • 16
  • 17
  • 18
  • 19
  • 20
  • 21
  • 22
  • 23
  • 24
  • 25
  • 26
  • 27
  • 28
  • 29
  • 30
  • 31
  •  

ڕیکلام

وشە: لە ڕۆژی: تا ڕۆژی:


على ماذا تراهن قيادة اقليم كوردستان في تصعيداتها مع بغداد؟

Saturday, 22/03/2014, 12:00

1637 بینراوە




عشية اعياد نوروز العام الماضي اوحى فخامة الرئيس مسعود البارزاني الى العالم بان الاقليم مقبل على اعلان الانفصال النهائي من العراق و اقامة الدولة الكردية لاول مرة اذا ما استثنينا جمهورية مهاباد. حلت اعياد نوروز و تخلفت تلك البشرة! تكرر الامر هذه السنة ايضا اذ صرح فخامته بان للاقليم امكانيات و ما يفاجيء المركز في اشارة او تصريح مبطن لاعلان الانفصال هذه السنة.
ساذج من يتصور ان هذه الخطوة ممكنة على ارض الواقع لسبب و الف سبب، و سنتطرق على بعض من هذه الاسباب في السطور التالية. منذ شهور و النزاع و التراشقات السياسية على اشدها بين الاقليم برئاسة كاك مسعود و المركز بقيادة السيد نوري المالكي. بالكاد يرى المراقب شيئا مهما واحدا يتفق عليه الطرفان، اللهم في عدم فتح ملفات يتهم فيها الطرفان بعضهما البعض.
ازمة الموازنة الحالية و مقاطعة التحالف الكوردستاني و بالتنسيق مع متحدون ، لجلسات البرلمان ليست الا واجهة لمسائل جمة يختلف عليها الطرفان. الاقليم و بغداد يعيشان حياة شبه منفصلة و ليس بمقدور اي طرف منهما التنازل بما يرضي الطرف الاخر ...انه بحق قفل الموت ...! اذا تمعنا النظر في مجرى الاحداث على الساحة العراقية منذ سقوط بغداد في ابريل عام ٢٠٠٣ سنرى ان الفترة الاولى يمكن وصفها بعصر اقليم كوردستان الذهبي، اذ ان تحقيق المكاسب اتى على اطراد مستمر دون اية مصاعب تذكر.... في الفترة الاخيرة يبدوا ان الامور قد اختلفت كثيرا ....الى درجة يمكن القول بات لزوما على الاقليم في الوقت الحاضر الحفاظ على مكاسبه بدلا من الاستمرار في التصعيد نحو ما ليس بالممكن في الوقت الراهن.
نتسائل على ماذا يراهن الاقليم في تصعيد الموقف مع بغداد من خلال تهديدات مبطنة مرة بالانفصال و مرة بقطع المياه و مرة بمنع تصدير النفط العراقي عبر اراضي الاقليم بعد ان تعثر تماما عملية تصدير النفط عبر تركيا متجاوزا بغداد. الكل يعرف ان لااجرا من هذه الاجراءات ممكن على ارض الواقع و الا لكانت قد نفذت دون المرور بمرحلة التلويح و التهديد.
الاقليم انحاز مع القائمة العراقية (متحدون) اقليميا الى جبهة الحلفاء بزعامة تركيا و سعوديا و قطر المدعومة من امريكا حسب حاجتها الانية ،ليجد نفسه وجها لوجه امام المعسكر "الشرقي" بزعامة روسيا و ايران و شمل ايضا سوريا و العراق المركز و بشكل غير مباشر الصين ايضا.
امريكا و قطر:
الذي حصل في الفترة الاخيرة ان جبهة الحلفاء تصدعت و هي على شفير الانهيار. اما امريكا فقد تراجعت من ضرب سوريا و اكتفت بتجريد سوريا من سلاحها الكيمياوي الذي كان يشكل خطرا او على الاقل انزعاجا لامن اسرايل... فسارعت سوريا الى دفع ثمنا رخيصا لامنها القومي بان تنازلت عن مخزونها الكيمياوي دون ان يؤثر ذلك على قدرتها في مواجهة الارهاب المصدر اليها من جبهة الحلفاء. ثم توالت النكسات على جبهة الحلفاء، اذ فرضت امريكا على قطر تغيير القيادة فتنازل الامير الشيخ حمد لابنه وولي عهده الشيخ تميم و تم استبعاد وزير خارجية قطر محمد بن جاسم في اشارة واضحة لقطر على علاقاتها المشبوهة مع القاعدة و الجماعات الارهابية الاخرى.
السعودية و قطر:
اما السعودية فلم تستطع ان تخفي خيبة املها و فشل سياستها اذ تراجعت عن كرسيها الغير الدائم و الحمد لله ،في مجلس الامن بعد ان قبلت به اولا...فذهب الكرسي الى الاردن. ثم رات السعودية نفسها مجبرة على تشريع قانون الارهاب و هددت مواطنيها من القاتلين في الخارج بعقوبات صارمة و امهلتهم فترة اسابيع للرجوع الى الوطن ليستفيدوا من امن ملكي. نكسة حقيقية اخرى اصابت جبهة الحلفاء اذ تصدعت علاقات دول مجلس الخليج مع قطر و انتهت الى سحب سفراء كل من السعودية و بحرين و الامارات من الدوحة عاصمة قطر في اتهام صريح لها بتدخلها في شؤون دول المجلس الاخرى و طالبت هذه الدول قطر بالكف عن ممارساتها المزعزعة لامن هذه الدول و بابعاد القرضاوي مفتي القلاقل و الفتن و بايقاف دعمها للاخوان المسلميين في مصر.
تركيا:
اما زعيمة الحلفاء تركيا فحدث بلا حرج ... انهارت كل احلام اردوكان على راسه، فبات مطاردا ملاحقا متهما بالفساد و بانتهاج سياسة خارجية مضرة لتركيا مع جيرانها، و بات مصيره السياسي قاب قوسين او ادنى. ان اشد منافسيه ليس باقل من اقرب المقربين اليه حزبيا الا وهو رئيس جمهورة تركيا عبدالله كول الذي وضع كرسي اوردكان نصب عينيه. لقد فشل اردوكان على كل المحاور و خاصة في سياسته الخارجية التي افقدت تركيا علاقات جيدة مع السواد الاعظم من جيرانها في مقدمتها ايران اضافة الى سوريا و العراق ناهيك عن اسرائيل التي كانت ترتبط بتركيا بعلاقات مميزة. و لعل اهم دليل على انهيار الامور على راس اردوكان هو اضطراره للتنازل عن المعارضة السورية التي لطالما كان محركها و متبنيها. لقد اعطى اردوكان المعارضة السورية مهلة شهر واحد لمغادرة الاراضي التركية !!! يا سلام ما اشبه اليوم بالبارحة عندما طلب يومها الاسد من حزب العمال الكوردستاني مغادرة الاراضي السورية لصالح تركيا الاردوكانية!
اقليم كوردستان:
اما اقليم كوردستان فلم تهب الرياح بما تشتهيه سفنه ابدا بعد ان انهارت قوى جبهة الحلفاء و خاصة شريكه و حاميه الاقرب السيد اردوكان الذي وضع الاقليم جل بيوضه في سلته، لكي لا نقول كل البيض. اي سياسة امن قومي هذه ، تقوم و تسقط على اكتاف رجل متقلب و متخبط سياسي مزاجي مثل اردوكان؟ هل حقا سيخاطر اردوكان او تركيا بايران و العرق و سوريا لصالح اقليم كوردستان؟ سؤال يفرض نفسه على من يعول على تركيا كل امنه القومي. بالامس القريب جدا كان السيد اردوكان يتباكى على تركمان العراق و يحرك جيشه باتجاه حدود كوردستان مهددا احتلال كركوك لحمايتهم و اليوم لا تسمعه يتكلم عنهم ابدا و كانهم اختفوا تماما من العراق و كوردستان!!! بالامس تخلى اردوكان عن اتفاقيته مع اسرائيل ثم تخل عن اتفاقياته مع الاسد و تخلى عن اخرى مع العراق. او ليس من المنطق ان يتردد الاقليم كثيرا قبل ان يعول على هكذا شخص و نظام؟ متوهم جدا من يصدق ان تركيا و اردوكان على وجه التحديد سيقبل يوما ما بقيام دولة كوردية، وساذج من يتصور ان اطماح تركيا تمتد الى غيراعادة امارة كوردستان العراق "ولاية الموصل الكبيرة في عهد العثمانيين" الى حاضنة تركيا.
ان الازمات و المشاكل التي تعرض لها حلفاء الاقليم الاقليميين تركت اثرا كبيرا على وضع الاقليم مع بغداد. الاقليم نفسه تعرض الى ازمات حادة في مقدمتها انهيار الاتحاد الوطني الكوردستاني احد اعمدة سياسة الاقليم منذ شراكته الاستراتيجية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني و صعود حركة كوران احد اقطاب المعارضة السياسية الرئيسية في كوردستان. التيار الاسلامي السياسي هو الاخر يتقدم رويدا رويدا. لقد بات واضحا ان المعارضة الكوردية لها راي مخالف الى حد ما مع سياسة رئاسة الاقليم مع بغداد مما يفتح الباب على كل الاحتمالات بعد انتخابات برلمان العراق في نهاية ابريل القادم.
اذ هناك مؤشرات الى امكانية التوجه عراقيا الى حكومة الاغلبية الشيء الذي اذا ما تحقق سيفرز خارطة سياسية جديدة و تحديات جديدة للاقليم. لقد فشل الاقليم في سياسته في غرب كوردستانلصالح غريمه الاول حزب العمالي الكوردستاني الذي حقق نجاحا مفاجئا للجميع وهو الان يدير كواقع امر اقليم كوردستان الغربية كمنطقة ادارة ذاتية. و كان من بين ضحايا فشل سياسة اقليم كوردستان العراق في غرب كوردستان، فشل عقد المؤتمر القومي الكوردي الذي كان قاب قوسين. فشل الاقليم لانه انتهج سياسة احتوائية ترضية لتركيا قبل كل الاعتبارات الاخرى.
امريكا و اقليم كوردستان
امريكا هي الاخرى ليست لديها النية في اعطاء الاقليم الضوء الاخضر للانفصال و بدون هذا الضوء يبقى الامر محال و التلميحات دون اية قيمة. لقد عبرت امريكا بشكل لا لبس فيه هذه الارادة او الارادة اذا جاز التعبير، عندما اعتذرت عن استقبال فخامة رئيس اقليم كوردستان في زيارة كانت مقررة سابقا و الانكى من هذا ان الخارجية الامريكية عللت ذلك بان الظروف في الوقت الراهن غير مناسبة، و تبين لاحقا ان حزبا السلطة في الاقليم موجودان في قائمة الارهاب لدى امريكا .!!!! امر مؤلم و محبط و الى حد ما هزلي. قيل ان ذلك مجرد امر شكلي سببه عامل النسيان اذ نست امريكا حذف اسم الحزبين من القائمة السوداء !!! اضف الى كل هذا مشكلة الفساد المستشري في الاقليم كل هذه السنين و على الرغم من اعلان الحرب عليه اكثر من مرة، فلم نسمع يوما ان مسؤول ما قد قدم الى دور القضاء ليجيب على سؤال برسم الشارع الكوردي: من اين لك هذا؟
لقد نجح البرلمان العراقي في عقد جلسة للقراءة الاولى للموازنة رغم مقاطعة التحالف الكوردستاني للجلسة و كل المعطيات تشير الى ان الموازنة سيتم تمريرها في نهاية الامر سواء شاركو الكورد ام قاطعوا مثلما فعلوها في السنة الماضية....! و يبدو و كان التحالف و قيادة الاقليم بدت تدرك ذلك الان جيدا فبادروا بما سموها مبادرة حسن نية اذ عرضوا على بغداد ان يصدروا ١٠٠٠٠٠ مائة الف برميل يوميا و عن طريق شركة سومو العراقية لحين الوصول الى اتفاق نهائي. و انا براي ما هي هذه المبادرة الا تراجع للحفاظ على ماء الوجه بعد ان صعدوا الرهان عاليا و بعد ان تيقنوا ان تركيا غير قادرة على تجاوز الراي العام العالمي و خاصة امريكا التي عارضت تصدير النفظ دون موافقة بغداد. الاقليم يخطاءالمرة تلوى الاخرى في حساباته مع السيد نوري المالكي الذي فاجىء الجميع في كل مرة بانه مناور سياسي محنك لا يجب الاستهانة به، اصف على ذلك طبعا انه مدعوم من قبل القوى التي تحرك الخيوط السياسية في العراق.
معسكر الشرق:.
و كان كل هذا لا يكفي نرى على الجانب الاخر في المعسكر الشرقي قد تحققت انجازات كبيرة فسوريا اصبحت تدحر المجاميع الارهابية و تحرر مدن و قرى سقطت بيد الارهاب، و خرجت سوريا منتصرة من جنيف ٢. اما ايران لولب و محرك المعسكر هي الاخرى حققت انتصارا كبيرا في ملفها النووي مع الغرب و اصبحت تستقبل زعماء و قادة الغرب من الان لتهيئة الارضية للمرحلة القادمة حيث مليارات الدولارت تنتظرهم في ايران الغد القريب. روسيا نجحت اولا في ملف سوريا نجاحا باهرا ثم توجت هذا الانتصار بضمها شبه جزيرة القرم الاوكرانية الى روسيا بشكل استعراضي مهين للمعارضين الذين يهددونا روسيا بعقوبات يعلم الجميع انها لا تقدم و لا تؤخر.
كل هذا و قادة الاقليم يتكلمون من موقع القوة مع بغداد و يلوحون باجراءات لا تتوقعها بغداد !!! هل سينفصل الاقليم و كل ما في الوجود ينفي امكانية ذلك على الاقل في الوقت الراهن؟ سيبقى السؤال على ماذا يراهن الاقليم في لغته التصعيدية؟ هل ان هذا الا للدعاية الاستهلاكية المحلية على اعتاب الانتخابات البرلمانية العراقية ؟ الايام القليلة القادمة كفيلة بالاجابة على هذه التساؤلات.


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر


(دەنگدراوە: 0)