الجالية الكوردية في الكويت قاومت الاحتلال...فتنكروا لها بعد التحرير!!!

Friday, 11/12/2009, 12:00

2790 بینراوە


هاجرت ومنذ عدة عقود مضت من القرن المنصرم عوائل كوردية ينتسبون الى عشيرة الجاف الشهيرة من مناطقهم في كوردستان الى العاصمة بغداد ,بسبب عدم استقرار الوضع الامني في كوردستان وبفعل حركات التحرر الوطنية الكوردستانية,
الا ان الوضع الاقتصادي والامني في بغداد لم يكن احسن حالا من كوردستان , لذا ارتحلوا الى الكويت المجاورة للعراق لانشاد الاستقرار والامن وتحسين وضعهم الاجتماعي والاقتصادي وبعد ذلك الرجوع الى الوطن الام , ولكن انخرطوا وساهموا في المؤسسات الحكومية والاهلية حينها كانت دولة الكويت في بداية نشوئها وتكوينها وترغب في العمالة الوافدة وتهيأ لهم كل المستلزمات الضرورية من اجل حياة مستقرة وأمنة واستقرت تلك العوائل في الكويت وساهمت في انهاض وتطوير الكويت, وبقوا عشرات السنين وازداد نسلهم مع مرور الزمن والكثيرين من ابنائهم انجبوا ( بضم الالف) في الكويت , ولكن قوانين الاحوال الشخصية الكويتية كانت ولازالت مجحفة لم تكن تسهل تجنيس الوافدين حتى ولو ولدوا وترعرعوا على ارضها لذلك بقوا محافظين على جنسياتهم العراقية ودون الاندماج في المجتمع الجديد ومع المحافظة على الخصوصية القومية الكوردية من لغة وعادات وتقاليد وفلكلور الموروث عن الاباء لذا تراهم يتكلمون الكوردية الصورانية على الرغم من بقائهم في الكويت اكثر من ثلاثة عقود ولكن يؤثرون ويتأثرون في محيطهم الجديد مع الاحتفاظ بالخصوصية الكوردية .
كان للجالية الكوردية في الكويت دور اعلامي وتنظيمي مساهم وفعال ومتميز في دعم الحركات التحررية القومية الكوردية المندلعة وقتها في جبال كوردستان الشماء,لقد كان لابائنا اليد الطولى في دعم والاسناد المادي والمعنوي والتنظيمي لثورة ايلول الوطنية 1961 من القرن الماضي .
بعد انهيار الثورة الكوردية في 6 اذار 1975 السيئة الصيت, أثر اتفاقية الجزائر المشؤومة , ساد اجواء الحزن والاسى على المحيط الكوردي في الكويت , الى ان تأسس الاتحاد الوطني الكوردستاني في يونيو 1975 من نفس العام , بعد ان راهن البعض وروج له من الشوفنيين والبرجوازيين بان لا تقوم قائمة للثورة الكورديةوفي احسن الظروف والاحوال الا بعد مرور عشرات السنين من النكسة , ولكن حساباتهم واوهامهم ذهبت ادراج الرياح , بعد الاعتماد على القوى الشعبية الخلاقة , فدب الروح والنشاط من جديد في صفوف ابناء الجالية الكوردية , فبدأوا تنظيم الصفوف والانخراط في صفوف الاتحاد الوطني والنضال من اجل الديمقراطية للعراق وحق تقرير المصير للشعب الكوردي ومن الشرارة يندلع اللهيب وبعد ان اعلن الاتحاد الوطني الكوردستاني الكفاح المسلح في سبتمبر 1976 بدأ الخوف يسيطر على ازلام النظام البعثي المقبور في السفارة العراقية فبدأوا بحملة ضد ابناء الجالية الكوردية وتعرض بعض المناضلين للاستجواب والاهانات في وكر السفارة العراقية وذلك للحد من نشاط ودعم ابناء الجالية للثورة الفتية بغية اجهاضها وهي في مرحلة الولادة العسيرة ولكن تبخرت احلامهم على صخرة صمود وبسالة ابناء الجالية الكوردية.
وفي صباح يوم نحس وسئ بتاريخ 2-8-1990 غزى النظام المقبور دولة الكويت والحقتها قسرا بالعراق وامعنت بافراغ الكويت من مقومات الحياة والدولة وقامت القوات الغازية بتعذيب وقتل وسحل ابنائها وخاصة الذين قاوموا الاحتلال الغاشم .
اود( هنا ان اشير في سياق الحديث وللعلم ان قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني كانت على علم مسبق بان غزو الكويت حاصل لا مناص منه ولكن لم يكونوا يعلموا اليوم والزمن حيث تم اخبارهم من قبل بعض قيادات الجيش التي كانت على صلة بقيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني ومام جلال على وجه الخصوص, ولم يتم اعلامنا لكي ناخذ احتياطاتنا وحذرنا نحن الكوادر المتقدمة في صفوف الاتحاد الوطني لكي لا نتعرض للتصفية حيث اسلفت في سياق المقالة اننا تعرضنا للاستجوابات والاهانات في وكر السفارة العراقية اي انهم كانوا يعرفون اسمائنا وعناويننا, ولكن تم اخبار فقط مسئولنا المباشر وتم انقاذه وسعفه وتوليته احد مكاتب الاشراف في الخارج وبقينا نحن في الكويت بعض الكوادر المتقدمة تحت رحمة ربنا وكنا نتجول بهويات مزوره تم تزويدنا بها بعض الاخوة الذين يعرفون صدقنا في نضالنا من اجل عراق ديمقراطي وحق تقرير المصير للشعب الكوردي, ان العناية الالهية هي التي اسعفتنا وانقذتنا من مصيرنا المحتوم, لكون ذاك المسؤول يرتبط بمام جلال بصداقة قديمة اما نحن فلا حول لنا ولا قوة ولا صداقة بمسؤول, اي استخدمنا لمصلحته الشخصية والعائلية , واصبحت المسئوليات تتوارث داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني, كل هذه الاستقراءات والمواقف احدثت ارباكا كبيرا في قناعاتي وافكاري مما اثر فيني لاحقا, لاطالب باصلاح الخلل في تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني وعندما كان هناك ستارا ستالينيا يرفض الاصلاح والتجديد والتطور لملاءمة العصر فما كان منا الا ان نخوض المواجهة لكي لا يتكرر ما حصل لي ولرفاقي المتفانين والمخلصين في احقاق الحقوق القومية للشعب الكوردي.
وعندما وضح لي بعض الاصدقاء بان هناك المزيد من تلك الامور حصلت داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني وراح ضحيته الخيره من القيادات لا لشئ سوى انه اصبح يردد اسمه اكثر من السكرتير العام لان ذاك القيادي كان متفانيا جسورا لا يخاف في الحق لومة لائم فتم تصفيته بعملية جبانة ودنيئة وحقيرة , عندما سمعت وتيقنت من تلك القصص , هانت علي مصيبتي) .
ومنذ اللحظة الاولى للغزو هب ابناء الجالية الكوردية لمساعدة اخوانهم الكويتيين بشتى الوسائل الممكنة والمتاحة , وعلى سبيل المثال لا الحصر كان يتم لهم تامين وصول المواد الغذائية والوقودالى العوائل الكويتية ومساعدتهم في تصريف العملة الكويتية لهم حيث كان من يتداولها يعرض نفسه لعقوبة الاعدام .
لقد ساهم ابناء الجالية الكوردية في تخفيف المعاناة على كاهل الشعب الكويتي , ويشهد بذلك الكثيرين من الخيريين الكويتيين وبعض الصحفيين في الصحافة الكويتية واورد هنا مقالة لصحفي في جريدة الوطن الكويتية بتاريخ 17-11-1991 اي بعد التحرير بعنوان (الكاكا الكردي ) ويقول فيه " تصل الينا عبر وكالات الانباء اخبار المجازر والمذابح التي يرتكبها نشامى النظام العراقي المهزوم في شمال العراق ضد الشعب الكردي بل ان بعض القصص التي تروى اشد عنفا ودموية من مذبحة حلبجة ..... ويستسرد ويقول... لعل الصامدين على ارض الكويت يذكرون الاكراد بالخير لانهم كانوا ارحم الغزاة وكانوا يعاملون الكويتيين معاملة حسنة بل انك تلاحظ انهم يتعاطفون معك دون ان يقولوا لك نحن معكم ولم نسمع ان كرديا قتل كويتيا او سرق بيتا او اغتصب امرأة ...ويقول ... ولعل الصامدين في مناطق الاندلس والعارضية والفردوس يتذكرون بالخير الكاكا الكردي المشرف على بنزين العارضية حيث انه يسمح للكويتيين بتعبئة سياراتهم بالبنزين خلال الفترة ما بين الواحدة والثانية والنصف ظهر كل يوم اي حين ينام ابو شذى ونذكر كيف صفع ابو شذى خد الكاكا الكردي يوم 24-12-1990 حينما شك في اخلاق الكاكا حيث لاحز ابو شذى ان هذه الفترة تزدحم بالسيارات الكويتية وعندما كان بوشذى يصفع الكاكا كان يتهمه بالخيانة والغدر وبانه ياخذ رشاوى من الكويتيين الخونة!!
ويقول ... المهم اننا افتقدنا الكاكا ولم يظهر له وجود بعد هذه اللحظة!!
ويقول ... سقت هذا المقال لان العديد من الاكراد الذين يعيشون بيننا متخوفون ان لا يمنحوا الاقامة ومن ثم يضطرون الى العودة الى العراق ( الشقيق )حيث ينتظرهم جزار الامة.. عموما الاكراد ينتظرون استثناء في قانون الاقامة ويأملون الا يعاملوا على اساس ان جوازهم الاخضر ابو النسر عراقي وموقع عليه صدام حسين يا بعد حي!!
وهناك الكثيرين من الشخصيات الكويتية البارزة يشهدون لنا اننا كنا نساعد اخواننا الكويتيين للتغلب على المعاش اليومي,بتاريخ26-2-1991 تم تحرير الكويت من رجس البعثيين وتاملنا ان تنال الجالية الكوردية معاملة متميزة اخذا بالاعتبار مساعدتنا الفعالة للشعب الكويتي اثناء محنته ولكن توقعنا غير المتوقع وفوجئنا بالقرارات الغير المدروسية والارتجالية من الحكومة الكويتية والتي تطلب وتحث الوافدين الكورد بانهاء خدماتهم في المؤسسات الحكومية , ونظرا للظروف المعيشية الصعبة وضنك الحياة حيث منعنا من مزاولة اي عمل للتغلب المعاشي اليومي وبتر وسيلة عيشنا لم يكن اما منا سوى اللجوء للدول الاوروبية للخروج من ذاك المأزق وبقيت بعض العائلات الاخرى لتخوفهامن العيش في اوروبا وكذلك استحالة عودتهم الى العراق خوفا من القتل والانتقام من قبل جلاوزة النظام المقبور سيما اننا شاركنافي مسيرات وتظاهرات امام السفارتين الفرنسية والامريكية في الكويت تندد بالعدوان وترحب بالتحرير والشرعية .
ولقد كتبنا عدة كتب الى وزير الداخلية وكذلك ولي العهد الا ان كل محاولاتنا باءت بالفشل, ولم يكلف احد نفسه من قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني ولا القيادة الكوردية عناء التدخل لدي الحكومة الكويتية من اجل التدخل لمساعدتنا ورفع الحيف عنا, ولا زالت تنتهج الحكومة الكويتية مع العوائل الكوردية المتبقية في الكويت بنفس النهج السابق وكان النظام المقبور ما زال يحكم العراق.
من هذا المنطلق نطلب من الجهات المتنفذة الكويتية بتغيير سياساتها تجاه العوائل الكوردية المتبقية ورفع الحيف عنهم وتعويضهم ماديا ومعنويا اسوة بالمقيمين الاخرين الذين تم لهم ذلك لان وراءهم من يطالب بحقهم اما ابناء الجالية الكوردية لا احد له يشكوا له مظلوميته سوى الله, اما قياداتنا الكوردية فمهتمة بامور اخرى , مع العلم ان القيادات الكوردية قد زارت الكويت مرات عدة ولم يكلفوا انفسهم في السؤال عن اوضاع الجالية الكوردية وما الت اليه مصيرهم.

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە