سمعة الرئيس أهم من المواطن والوطن

Sunday, 24/06/2012, 12:00

1381 بینراوە


فخامة رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني هو راعي الدستور والخيمة التي تظلل الجميع، وصمام الأمان، وغير ذلك من صفات نسمعها من اعضاء حزبه وأحزاب أخرى، وهم يدافعون عن فخامته عندما يرفض التوقيع على إعدام رموز النظام السابق وكذلك المجرمين، وعندما يرفض تحديد موقف واضح في الأزمات التي تعصف بالعراق منذ سنوات، وعندما يرفض التوقيع على قوانين مهمة يصوت عليها البرلمان، وعندما يرفض تسليم الهارب المطلوب للقضاء نائبه طارق الهاشمي، وعندما يمضي أشهر عديدة يتلقى العلاج خارج العراق.

سمعة الرئيس الطالباني كرمز للعراق هي الأهم بنظر هؤلاء النواب، فلتتكاثر الأزمات وتشتد، ولتتوقف العملية السياسية بالصراعات الشخصية بين هذا الطرف وذاك، ولتزداد أحوال المواطن سوءً على سوء، المهم هو أن سمعة الرئيس مصونة فلا يزج نفسه في ما يحدث لأن ذلك سيؤثر على رمزيته وحياديته وظله الوارف على العملية السياسية.

في العراق تم تخصيص منصب رئاسة الجمهورية للعلاج والنقاهة الصحية، وتم منحه خصوصية ملكية تفوق الدستور، فهو مثل بعض الملوك (مصون غير مسؤول).

آخر ما قرره التحالف الكردستاني في إجتماعه الذي ضم حزبي الطالباني والبارزاني، أن يتولى أعضاء قيادة الحزبين إدارة الأزمة، ويصار الى إبعاد الرئيس الطالباني عن مجرياتها وتفاصيلها، حفاظاً على سمعته ورمزيته، كما أعلن ذلك المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الوطني الكردستاني.

التحالف الكردستاني هنا يضع مفهوماً جديداً للحيادية، فهو يعتبر أن الغياب عن المشهد السياسي هو (حيادية)، وان تخلي رئيس الجمهورية عن مسؤلياته هو (رعاية للدستور).

ما جرى على الأرض، يعطي صورة مغايرة، فهذه الأزمة وأزمات غيرها، كانت بسبب السيد الطالباني، فما كان لهذه الأزمة أن تصل الى هذا المستوى المتفجر، لو ان الطالباني حدد منذ البداية موقفه الصريح والواضح من نائبه طارق الهاشمي، ولم يوفر له الحماية في السليمانية ويتعامل معه على انه نائبه رغم صدور مذكرة الإعتقال. لكنه آثر الصمت، وسافر الى ألمانيا للعلاج في حينها، لينأى بنفسه عن الأزمة، ويتركها تتعاظم وتتفجر في معركة معلنة بين حكومة المالكي وحكومة أربيل.

لقد عجز الطالباني عن عقد الإجتماع الوطني، وكان ذلك سبباً في مزيد من التدهور في الأزمة السياسية، وكان العجز لسببين، مرض الرئيس، ورغبته في الحياد.

والخلاصة أن السيد رئيس الجمهورية نجح في الحصول على فترات علاج ونقاهة متلاحقة، ونجح في الوقوف على الحياد، أما العملية السياسية فقد أشتدت أمراضها ووصلت الى أسوأ حالاتها منذ سقوط النظام السابق.

ما هي فائدة حيادية ورمزية السيد رئيس الجمهورية، اذا كانت لا تنفع في أزمة حادة مثل هذه؟.. ولأي شئ ندّخر ظله الوارف على أطراف العملية السياسية ورعايته للدستور؟.

سيبقى الحال في العراق كذلك، حتى يأتي اليوم الذي تتخلص فيه الكتل السياسية من ثقافة تمجيد الزعيم، ومن إعتباره أهم من الوطن في حالتي الصحة والمرض.
http://www.wasatonline.com

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر




کۆمێنت بنووسە