سيادة وزير البيشمركه، ماأشبه اليوم بالبارحة

Saturday, 30/04/2011, 12:00

1371 بینراوە


جرت العادة أن نسمع تصريحات السيد وزير البيشمركة جعفر شيخ مصطفى حين إشتداد الأزمات بين حكومة الإقليم وحكومة بغداد، وقد كانت تُطرب الكثيرين دون علم بأن الدوافع الكامنة خلف تلك التراشقات الكلامية مقصود منها الإبقاء على ورقة التوت التي تستر فساد مسؤولي الحزبين الرئيسين الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني، وقصد آخر هو التعبئة النفسية للكرد خلف قيادة الحزبين. ألا أن الفجوة التي بدأت بالإتساع مؤخرا بين الحزبين الحاكمَين وعامة الكرد في الإقليم، كشفت عن مدى الإفلاس السياسي والفقر الثقافي لهؤلاء القادة وأذنابهم، وجاءت اللقاءات مؤخرا لهم ولأذنابهم مع وسائل الإعلام لتكشف المستورالى الشعب، ولتؤدي بهم الى إرتكاب المحضور.
لقد إعترض وزير البيشمركة على وصف مراسل الشرق الأوسط لجماهير ساحة السراي بالمتظاهرين، وأصرّ الوزير من جهته على إطلاق تسمية المخرّبين، ليعكس جهله المطبق بمبادئ الديمقراطية وإصراره على لجم الأفواه المطالبة بالإصلاح والتغيير الإيجابي، معللا تسميته بأن الحشود المحتجة قد تعرقل الحركة الإقتصادية والإستثمارية في الإقليم، دون إدراك منه بأن آفة الفساد الإداري والعقود الوهمية وقضايا تهريب النفط الخام لحساب المسؤولين وإغتيال الأصوات الحرة وتسييس القضاء من قبل النخب السياسية للحزبين، هي من أشد العوامل الطاردة للإستثمار والمعرقلة لحركة الإقتصاد سواء في الإقليم أو ماينسحب بالنتيجة على عامة العراق.
في ذات اللقاء نفى جعفر شيخ مصطفى أن تكون قوات البشمركة تابعة للحزبين .. وإنما تتبع لوزارة الدفاع الإتحادية يُشعرنا السيد الوزير ولأول مرّة بأن إنسجاما من نوع غير مسبوق قد لاح بالأفق بين حكومة الإقليم وحكومة المركز (وذلك قد يُسعد الجميع) إنْ لم يكن على حساب تطلعات الشعب العراقي من أقصاه الى أقصاه، ولو لم يكن نوعا من التناغم الخفي لقمع المتظاهرين على طول البلاد. وفقا للمنطق الذي تحدث به السيد الوزير، فإن المسؤول الأول عن تحركات فصائل (حرس الإقليم) هو القائد العام للقوات المسلحة والذي يدير الدفاع وكالة، وبذلك يتحمّل السيد المالكي المسؤولية الإخلاقية عن زوبعة التهديد والوعيد التي يطلقها السيد وزير "حرس الإقليم" بين الحين والآخر تجاه المتظاهرين العزّل.
وكما هو حال المتنفذّين في تعاطيهم مع التذمّر الشعبي في المنطقة، ففي نفس لقاءه مع الشرق الأوسط 28/4/2011، لم تخلو تصريحات وزير البيشمركة من إلصاق ذات التُهم الجاهزة بالمتظاهرين، في أن لهم أجندات غير وطنية أو أن الخطباء الإسلاميين يدعون الى الجهاد، وهلمَّ جراّ، لتبرير حالة القمع المفرط وإثارة مخاوف الأطراف الغربية من أي تغيير محتمل، رغم أن جميع المطالب تتمحور حول إجراء (إنتخابات مبكرة)، ولا ندري لِمَ يتخوّف الواثقون من قواعدهم الشعبية من إجراءٍ كهذا، ويصرّون "فقط" على إجراء الحوار مع الآخر "ليس" تحت حراب بنادق "حرس الإقليم" وحسب، بل على مرمى فوهات مدافع ومدرعات غنموها من مخلفّات الجيش العراقي السابق على حد تعبير السيد الوزير.
كنت قد أشرت في ذيل مقالي السابق الى محاولة إغتيالي 1989 والتي نُفِّذت من قبل مسؤول اللجنة المحلية السابق للحزب الديمقراطي الكردستاني (جمال قاسم محمد) وبالتنسيق الكامل مع عملاء المخابرات الصدّامية في كاليفورنيا آنذاك، وبعد الحُكم على المجرم بالسجن المؤبّد، تم العفو عنه من قبلي، بعد تعهد قيادات الحزب بفتح لجنة تحقيقية ستطال كل قيادي إشترك في عملية الإغتيال، وإلى اليوم وكما نوّهت مسبقا لم تشكّل أية لجنة، وليس هذا وحسب، بل المفارقة في إن المجرم غادر الولايات المتحدة الى إقليم كردستان في شمال العراق ليكرّم من قبل القيادة العليا للحزب بمنصب أعلى، بذريعة أن حُكم المحكمة كان خاطئا ولم يكن سوى إشتباه، بل أنه أي: جمال قاسم، صاحب الفضل في عدم إقامة دعوة مضادة يطالب بها المحكمة بتعويضات جراء تعرضه للسجن خمس سنين قبل التنازل عن بقية المحكومية من قبلي، في حين أن فيديو المحكمة الموجود لدى مكتب سه روك، (مكتب رئيس الإقليم) .. ما أشبه اليوم بالبارحة، ففي النسخة المرفقة من صحيفة (سان دييغو يونيان تربيان) يقول عنوان الصحيفة " رجل يحصل على السجن المؤبد لإطلاقه النار على رفيقه الكردي"، والسؤال هل هناك دولة في العراق أو الإقليم، تحكم فيما بعد على من يطلقون النار على رفاقهم الكرد في ساحة السراي اليوم.
المرفقات نسخة من (سان دييغو يونيان تربيان) متضمنة لبعض التفاصيل. ويظهر فيها مسؤول اللجنة المحلية للحزب الديمقراطي الكردستاني جالسا خلف رئيس العصابة المكسيكي الذي أستأجره لقتلي وكليهما قد قيدّت يداه اليسرى الى الكرسي الذي يجلس عليه، وفي الجهة الأخرى صورتي وأنا أستمع الى إفادات الشهود ، وبالإمكان الإطلاع على الصورة في الرابط أدناه إن لم تظهر في أسفل المقال:
http://i54.tinypic.com/2h6vqxe.jpg
أو
http://img204.imageshack.us/f/incourt.jpg

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە