الجعفري يبدا حملته الاتخابية بمعلقة عنصرية

Saturday, 09/01/2010, 12:00

1639 بینراوە


غالبا ما كنت، خلال حديثي مع بسطاء الناس الطيبين في قرى الجنوب اسوق مثالا لشرح القضية الكردية في العراق وتبسيطها للذين يصعب عليهم فهم مفردات مثل الفيدرالية او الكونفدرالية من الفلاحين فاقول: تخيل بيتا عراقيا تقليديا ، بيت يبدا بطفل ثم يكبر وبنموه تنمو متطلبات الحياة ويتضح تميز الاولاد عن بعضهم، فهم بامزجة مختلفة، وامكانات مختلفة، ثم يتزوج الاولاد ويرزقوا باطفال.

اذا بقي نظام البيت كما كان، الاب يصرف على البيت ويسيطر على الميزانية ويامر وينهي ، ستزداد المشاكل وتتجه نحو تفتيت البيت فياخذ كل فرد طريقه الخاص، ولكن هناك حل اخر اكثر تطورا وعقلانية يحافظ على" وحدة البيت" ويضمن تلبية احتياجات افراده المختلفة يكمن في استقلال نسبي لكل ابن بغرفة مستقلة وتحديد مساهماته في ميزانية البيت فيما تتبقى لكل غرفة ميزانيتها الخاصة بها .

"سيبقى البيت بيتا للجميع" ، "الدفاع عنه مهمة الجميع" . "تطويره واجب الجميع"، "سمعته تخص الجميع" .

كنت الاحظ تفهم الفلاحين لهذا الشرح المبسط .

ولكن مايفهمه الفلاحون يبدو عسيرا على فهم قعقاع الشعر الشعبي "سمير صبيح" الذي يملك عددا من برامج "قناة العراقية" كبرنامج "قوافي" وامثالها من برامج الشعر الشعبي، والذي استضافه مؤتمر لقناة الجعفري ليفتتح به حملته الانتخابية .

هاجمت القصيدة "كاكا حمه" وهو كناية عن كل الشعب الكردي هذا الشعب الذي اؤكد جازما ان سمير صبيح لايعرف عنه شيئا على الاطلاق ، واقتصرت القصيدة على خطاب موجه الى عرب ، ولو ان سمير صبيح قال قصيدته في كردستان لوجدت نفسي مجبرا على احترامه فهو يخاطب "كاكا حمه" مباشرة ويعلن بذلك عن رايه ، لكن ان يلقيها على اسماع عرب يثير سؤالا عن الهدف من وراءها ،ليمتد السؤال بعدها الى هدف الجعفري من الخوض في هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات وعبر قصيدة شتائم بالذات؟

وتعرضت القصيدة بكلام ركيك لرموز كردية منتخبة وبلغة ينقصها التهذيب والانصاف وكانها تخاطب ارهابيين مسؤلين عن تفجيرات الرمادي وليس شركاء في الوطن وفي العملية السياسية، متوعدة الشعب الكردي بحملة ابادة جديدة بعد ان يتسلم "سنة الغربية" الحكم مع اخوتهم الاعداء "شيعة الجنوبية" ليقيموا مملكتهم الفاضلة.

لاشك ان كم الحقد والسذاجة في قصيدة "سمير صبيح" التي اتحفتنا بها قناة الجعفري "بلادي" يكشف مدى خراب العقل السياسي لجماعة الجعفري والمشرفين على اعلامه والمبتهجين بالقصيدة من النواب المتخلفين عن ركب الحضارة، فضلا عن ضحالة فهم " الشاعر" لمجمل القضية التي يخوض بها واعتماده على اثارة المشاعر البدوية البدائية المستندة للتفزيع وخلط الامور ببعضها، وهو امتداد لتيار الشعر الشعبي الهابط المستوى التي رافق عهد الحروب والغزوات التي مجدت صداما وقادسيته وامهات معاركه، وهو خوض في ذات المستنقع النتن مستنقع التعصب القبلي/ القومي/الطائفي الذي دفع العراقيون ثمن وساخاته من اعمارهم ومستقبل بلادهم.

ولا اعتقد لذلك كله، ان اسئلة من قبيل اين كان "سمير صبيح" حين كان كاكا حمه يباد بالخردل والسيانيد؟ أو اين كان هذا الشاعر الهمام حين دفن علي حسن المجيد عشرات الالاف من اخوان واقارب كاكا حمه، أسئلة بحاجة الى جواب فالجواب واضح ، لكن مااود معرفته من هذا القعقاع ان كان يتذكر ان "كاكة حمه" كان قد عرض ان يتدخل البشمركة لحماية بغداد حين كانت التفجيرات تفتك بها، وجحافل مليشيات الطوائف تمعن بالابرياء قتلا لكن قبائل العرب المتنازعة رفضت ؟

او ان كان هو او الجعفري يتذكران عرض مسعود البارزاني على نوري المالكي المساعدة بكل شئ لكي تنجح خطة فرض القانون في البصرة وكيف ان المالكي اعتبر وقتها مبادرة البارزاني موقفا وطنيا صادقا؟

لقد اثبت الشعب الكردي انه اكثر تجانسا وحرصا منا نحن العرب فاستغل ظرف انهيار النظام القمعي الاستبدادي لينصرف الى بناء ماتهدم ( وهو كثير) في حين انصرفنا نحن لهدم ماتبقى ( وهو قليل) ، فهل يريد سمير صبيح ( الجعفري) ان يكف هذا الشعب عن التمتع بالايام القليلة الخالية من الدم التي عاشها طيلة تاريخه المثخن بالجراح؟

لعل في منظومة القيم التي تربى عليها "الشاعر" من فقرالتحليل المنطقي للواقع ، وترعرعه في ظل سيطرة انماط القمع والعزلة عن العالم المتحضرما يبرر له تعبيره عن نفسه بهذا الشكل المخجل ، فهومن جيل نشا وتربى في ظل نظام شمولي قامع، رسخ عمليا مبدا شريعة الاقوى" ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب" مما خلق في داخله المقموع جنينا لذئب يتحفز للانقضاض في اول فرصة سانحة ، وقد رأينا جميعا كيف انتفض هذا الذئب طيلة فترة النهب والصراع المذهبي الطائفي في اعقاب سقوط النظام معبرا عن نفسه بسلوكيات وحشية، متدرعة بدروع الدين والطائفة، لكن ماالذي يشفع للجعفري الذي كان معارضا والذي لايكاد يخلو اي حديث له من التفلسف والسفسطة وادعاء الفهم والبحث عن الاسباب في النتائج، وتحليل النتائج لمعرفة اسبابها، وما الى ذلك من عبارات؟

العجيب في هذه الواقعة ايضا بعض النواب صفق بحرارة لهذه "القصيدة" العنصرية من بينهم السيد التركماني "فوزي ترزي" واساله هنا ماهو موقفه من شاعر يقول ان ولاء تركمان العراق لتركيا وليس للعراق، ويدعم ذلك بصور لتظاهرات تركمانية ترفع العلم التركي؟ هل سيرضى ترزي ان صفق النواب الكرد لذلك الشاعر؟

وتبقى المصيبة الكبرى ان المقدمة التي تتحدث بها قناة الجعفري "بلادي" عن نفسها تقول:

"افتتحت قناة بلادي الفضائية بمناسبة ايام عيد الاضحى المبارك1246 هجري وتعتبر نفسها ناطقة بلسان الشعب العراقي وصوت جميع العراقيين بكل تنوعهم الجميل"

عيب والله ، لااقول اكثر من ذلك

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر




کۆمێنت بنووسە