من كاكه حمه لإبن أبا سمير

Friday, 08/01/2010, 12:00

1796 بینراوە


كاكه حمه(*)
منذ بدء الرسالة يفتدي دمهْ
ارتدّ الأعرابُ على الإيمان
منهم ارتدّ على الزكاة، ومنهم
الإسلام بعدْ ما داخِلْ بدمهْ
لكن حمهْ ظل راسخاً مثل الجبل
وكان صِدقه له مغنما

أبا مسلم هو نفسه كاكه حمه
أقام لآل العبّاس دولة كانت مُعْدَمة
تربّع عليها أبو جعفر "المنصور"
وكاكه حمه ما يدري هاي نُصرة أم هزيمة غير متممة
وفي بغداد التي قامت على أكتافه
أفتى أبو دلامة:
(ألا إن أهل الغدر آباؤك الكُرد)(1)
لكن المنصور نطق فمهْ:
لا تبالي بأبو دلامهْ
ما عليك ملامة
والله أحلف بالشرف أنت السالم بيننا يا كاكه حمهْ
حتى أتاه في مُلكٍ دعائمه مُقوَّمة
وسَلّمَ في بغداد سيفه وترسه وسهمهْ
وبعد معرفةٍ مكبّلة
إخترقه سيف المنصور من الوراء
وجرى مع النهر دمهْ

أي... وفي كل عصر أبو دلامة
يقتدي بمسيلمة
ينبح صوب الجبال ويشتم حمهْ
بالأمس كان جيجان(2)
في قدح الخمر يلطخ فمهْ
يرغي ويشتم حمهْ
وبعد الثمالة راح لحضن الكاولية
"يسكر على الوطن المذبوح"
علّ الكاولية تشيل همهْ
واليوم سمير بن صبيح
صبحه عتمةْ
ينتفض لوطن مصلوب
ولمّا يجف على سيفه دمهْ
ألم يأت بعلك على دبابات العدى المطهمة؟
خوش دولة وخوش شعر وخوش فتوى معممة
خوش دولة إسلامية
يقيمها أميركي
وأخو بن صبيح يهتف: بوش إمامنا وزعيم الأمة!
يمزق القرآن بأبوغريب
وفي فلوجة تبكي الناس الدما:
أشلاء القرآن الممزق نحن نلملمهْ
أي... يابن أبا سمير!
سلْ يزيداً عمّن أسعده
وعمّن سمّر لياليه وخدمهْ
حتى لقي حتفه به
واستحال على القوم جمع أشلائه وهي منثورة مُهدَّمة؟(3)

يلوم كُردٌ قوميّون كاكه حمهْ
يقولون: "لولاه
كان العراق ممزقٌ لحمهْ
وضائعٌ ماله ووحدته ودمهْ
لأن كاكه حمهْ منذ عقدين عنده إستقلال
بس لمّا شاف بغداد تغرق بالدم
لبس شرواله و وضع العمّةْ
وخلّى صدره درعاً وراح
راح الى بغداد
يكرر للغباء تاريخ أبا مسلمة (4)"!

مو أنت؟
مو أنت الذي كنت تذبح بسيف الطائفية أولاد عمر
وتبقر بطن الحوامل
وتقتل الجنين في بطن أمّهْ؟
مو أخوك
بـ (حي الثورة) ثار على السنّة
يفسد في الأرض ويتباهى ويقول:
نعجّل بالفساد فرج الغمّة؟
والمهدي بعدهْ بالسرداب
لم يعجّل فرجه "سيفك البتار"
ومن وراء فسادكم
صارت ملايين الشعب في المنفى للفقر والعهر طُعمة!
تبكي على كركوك
و إجيت ويا الأجنبي
تصلب العراق وتسرق دمهْ
هذا هو النفط يجري كالنهر
ولا دولار يشتري لطفل بغداد فرحة
ودونك القهر والضيم هلك قومهْ
وكاكه حمه
منذ أن كان يقاوم الأجنبي (دع عنك حثالة مسمّمة)
روح عد
شيخ سعيد، شيخ محمود، سمكو، شيخ عبدالسلام، شيخ عبيدالله
وألف أمير
وصلاح الدين
آثاره بحطين في القمّةْ
وأنت منذ صفين ومنذ كربلاء
سيفك الهندي(5)
مرّة على الإمام ومرّة على الأمّة
تتذكر يا بن أبا سمير
جحافل كاكه حمهْ ويا آل عثمان
كانت في فيينا على الأسوار
لمّا أعمامك ضربوهم من القفا بسيف الغدر
حتى صار الأجنبي بيننا ضيفاً
وصار صاحب الدار
وعمائمك المراجع مُخدرين الناس
بالتطبير واللطمة؟

فلوجة قلب بغداد
دكّ فيها الأجنبي واغتصبْ
وأنت قاعد على الهريسة تبتسم
معبأ بفرحة "التحرير"
لا حزن ولا احتجاج ولا كلمة
تبكي لكركوك
ورَبعك سلم الوطن للعدو
على صحن ذهبْ
وأدخلَ زناة الليل
في سرير العروبة
ولم تزل يا سميراً تدعي النصر
وتهتف أنها ملحمة
وأسيادك بطهران مازالوا يهتفون:
"أميركا الشيطان الأكبر
وإسرائيل نحن نهدّمهْ"
ما شفنا نيران الصفوية على أميركا واليهود
و منذ سنين
مدافع آية الله
تدك أهالي القرى بكردستان تقتل كاكه
وتقتل حمهْ
لا وصف لكم بعد وصف الكرّار وأهل بيتهْ
كم لقوا على أياديكم غمّا ودما؟
قال عليّ: "يا أشباه الرجال،
لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم، ملئتم صدري قيحا وهما"؟
وظل الكرار بينكم
يرمي بالسهم الأخيب متحسراً نادما(6)

(*) حمه: تصغير لفظي لإسم محمد في اللغة الكُردية وتستعمل للتحبب والود. وهو إسم مشاع.
(1) من قصيدة أبو دلامة على جثة أبا مسلم الخراساني: أبا مجرم أغيّر الله بعبدٍ نعمة حتى يغيرها العبدُ/ أفي دولة المنصور حاولت غدره ألا إن أهل الغدر آباؤك الكُرد.
(2) عباس جيجان: شاعر بدوي معاصر ألقى كلمات في مجلس السكر، مليئة بألفاظ دونية ضد الشعب الكُردي.
(3) كان ليزيد بن معاوية قرود من أحبها إلى قلبه قرد إسمه أبا سمير. ويقال أن يزيداً لقي حتفه أثناء الصيد حين كان يعدو وراء قردٍ له حتى سقط من على فرسه وتناثرت أشلاؤه.
(4) أبا مسلمة: أبو مسلم وللضرورة الشعرية حوّرنا أبومسلم بأبا مسلمة.
(5) خطبت فاطمة الصغرى (ع) في أهل كوفه وقالت: (يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء، إنا أهل البيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسناً فكفرتمونا وكذبتمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نـهباً .. كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت، تباً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن حلّ بكم...الخ) فرد عليها أحد أهل الكوفه فقال: نحن قتلنا علياً وبني علي بسيوف هندية!
(6) وصف الإمام علي (ع) شيعة العراق بأشباه رجال ولا رجال. وفي موضع آخر يقول لهم: من فاز بكم فاز بالسهم الأخيب، ومن رمى بكم رمى بأفوق ناصل... ويقول: أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثاً: ذلاً شاملاً، وسيفاً قاطعاً، وآثرة قبيحة يتخذها فيكم الظالمون سنّة، فتبكي لذلك أعينكم ويدخل الفقر بيوتكم، وستذكرون عند تلك المواطن فتودون لو أنكم رأيتموني وهرقتم دمائكم دوني... والله لوددت أن أصرفكم صرف دينار بالدراهم، عشرة رجال منكم برجل من أهل الشام!


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە