قصة مريم بنت كرميان مع الانفال

Friday, 19/04/2013, 12:00

1670 بینراوە







ان العمليات القذرة المسماة بالانفال قد تسببت الى حد كبير جدا في زعزعة وتخريب التركيبة الاجتماعية للمجتمع الكوردي حيث خلفت عمليات الانفال الالاف من الارامل والايتام والثكالى ,الى جانب قتل مئتي الف كوردي بريء ودمر الالاف من القرى وعشرات الاقضية والنواحي وتدمير البنية التحتية للاقتصاد والزراعة والثروة الحيوانية في كوردستان.
والى جانب كل هذا لكل ضحية من هؤلاء قصة حيث هنالك الا لاف من القصص الحزينة والمؤلمة والماساوية لاناس قد طالتهم الايادي القذرة للانفال ,سواء ممن اعتقلوا من كبار السن في معتقلات نكرة السلمان وعرعر وطوبزاوا وغيرها او ممن نجوا ولكن فقدوا بقية افراد اسرهم واهلهم وافراد عشيرتهم.
ما اتحدث عنها هنا قصة انسانية حزينة ضمن بقية تلكم القصص التي ورثتها شعبنا من مجازر الانفال, انها قصة انسانة بريئة كانت حلمها الوحيد ان تكون عائلة مع ابن عمها ,ابن عمها وخطيبها والذي تم خطفه منها من قبل اوباش العصر من مجرمي البعث ,حيث تم دفنه مع عشرات الالاف من بقية بني جلدته من الكورد من الرجال والنساء والاطفال.
انها قصة فتاة كرميانية من قرية تيلكو ومن عشيرة زنكنة البطلة والمعروفة بالكوردايه تي والولاء ,قصة تعتبر عن قمة الوفاء والحب والاخلاص, قصة الشهيدة مريم, مريم العروسة التي لم تدعها البعثيين ان ترى عرسها, مريم العروسة التي حرمتها الانفال كغيرها من اتمام فرحتها واقامة حفلة الزفاف والعرس مع عريسها وابن عمها, قصة الى جانب كونها ماساوية فانها تعبر عن مدى الاخلاص والحب و لاتختلف عن تلك القصص التي سمعنا عنها كقصة حب قيس مع ليلى وروميو وجولييت وخجى وسيامند وغيرهم من تلك القصص التي تتحدث عن الحب والوفاء والاخلاص.
قبل حدوث عملية الانفال الثالثة ووصول اسراب الجراد القاتلة بيوم واحد الى منطقة كرميان وبالتحديد الى قرية تيلكو حيث تسكن مريم واهلها وابن عمها ,تخطب مريم من قبل حبيبها وابن عمها وتشترى لمريم لباس العرس من ناحية قادر كرم بعد ان يجازف والدها بحياته وتذهب لشراء الالبسة بسبب وجود السيطرات والربايا وقطعان الذئاب المنتشرة لجيش البعث خارج حدود المناطق المحررة.
وكعادة اهل القرى عند اقامة الاعراس, تستعد اهل القرية لاقامة عرس مريم والاحتفال ليوم غد ,دون ان يعرف احدا منهم ومن ضمنهم مريم ,بان اعداء البشرية والانسانية,اعداء االكورد وارض الكورد,سيدمرون حلم مريم ويدمرون معه الافراح في القرية وينشرون الرعب ويزرعون القتل والخراب .
ليلتها مريم حالها حال بقية البنات في ارض المعمورة اللواتي تدخلن الحياة الزوجية,تحلم بحياة سعيدة وهادئة مع زوجها بعد ان تتم اقامة العرس يوم غد وتنتظر الصباح بفارق الصبر, كم هو غريب هذا الحدث عروسة تنتظر يوم عرسها وتتمنى ان ياتي الصباح خلال غمضة عين ثم تتمنى وبعد ان ياتي الصباح لو لم ياتي.
انها عام 1988 وياتى الصباح ولكن صباح يختلف عن سابقاته, صباح يغيب فيها العصافير ولايهب فيها التسيم وانما غربان البعث و رياحهم الصفراء والتي تشبه وجوههم .صباح يكشر فيها عشرات الالاف من الذئاب البعثية المتعطشة للدماء عن انيابهم,هم ودباباتهم ويسانهدم قوتهم الجوية العملاقة من الطائرات الحربية والسمتيات,يقومون بتطويق القرية كي لايخرج منها احد ويفلت منهم.
هكذا يدخل المجرمين قرية تيلكو,قرية ومسقط راس مريم,ويتم اخذ اهل القرية ومن ضمنهم ابن عم مريم واخ مريم ايضا,ويساقون الى معسكرات الاعتقال البعثية ومن ثم الى صحاري العراق الغربية والجنوبية لدفنهم في مقابر جماعية من اجل اخفاء الجريمة وبعد ان يتم عملية فرز المعتقلين ويتم توزيعهم الى مجموعات ويفرقون النساء والبنات والاطفال عن الرجال.
نعم تحرم مريم من عرسها,ويتحول العرس الى البكاء والعزاء لمريم ولغيرها,وتبداء رحلة الشقاء في حياة مريم وتمضي ايامها في البكاء والتفكير,ويتكرر هذا الماساة يوميا في حياتها ,وتستمر هذه التراجيديا,وكل يوم يمر والبكاء والتفكير والهموم تاخذ جزءا من مريم,الى يوم سقوط نظام البعث المجرم,وتنتظر مريم وحالها حال ممن نجوا من عمليات الانفال وينتظرون عودة احبائهم من معتقلات وسجون البعث وبفارغ الصبر.
ولكن هيهات ثم هيهات,فقد غيب البعث المجرم هؤلاء الضحايا ,ومارس ابشع الطرق لقتلهم,من عمليات القتل الجماعي بحقهم , ثم دفنهم في مقابر جماعية الى استخدام قسم منهم كفئران للتجارب ضمن مشروع الاسلحة البايولوجية البعثية في مختبرات التصنيع العسكري,وبالاخص في ما يسمى المزدوج 24 ,المجزرة البشرية في الصويرة,ثم اخذ الدم من عدد كبير منهم قبل قتلهم.
في عام 2006 اي بعد ثمانية اعوام يتم العثور على مريم في مجمع رزكاري من قبل مسؤولة تنظيمات اتحاد نسوة كوردستان التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني,ويتم تكريم مريم من قبل سكرتارية اتحاد النسوة السيدة هيرو ابراهيم احمد,وتوصي السيدة هيرو بالرعاية لمريم وبان تتم عرضها على الطبيب كل شهر بسبب سوء حالتها الصحية.
ان حب مريم ووفائها لابن عمها يجعلان منها ان تنتظره الى اخر رمق من عمرها وترفض لاكثر من عشرين مرة اشخاص يطلبون يدها للزواج,ولمدة 21 سنة تحتفظ مريم بملابس العرس وتابى ان تفرط فيه و كل يوم يمر في حياتها تامل بيوم اخر جديد لعل وعسى ان يعود خطيبها اليها.
وتصبح مريم حبيسة فراش المرض وتعجز عن الحركة,وللاسف لايتحقق حلم مريم وتفارق الحياة للابد حزنا على اخيها وابن عمها في 9-1-2009 .
الجدير باالذكر, بان مريم وقبل حدوث مجازر الانفال كانت ذكية جدا,وتشارك الرجال جنبا الى جنب في كثير من الاعمال الشاقة وبالاخص في موسم الحصاد.
وكانت تملك بندقية كلاشينكوف حيث كانت ضمن تشكيلات قوات الدفاع الشعبية التي اسستها الاتحاد الوطني في المناطق المحررة للدفاع عن هذه المناطق.
ولدت مريم ,واسمها الثلاثي مريم صالح كريم في عام 1969 في قرية تيلكو التابعة لناحية قادر كرم في منطقة كرميان.ارض الشهداء والمقاومة والصمود.
المجد كل المجد ثم الخلود الابدي لمريم الشهيدة بنت كرميان الحبيبة والجريحة. والخزي والعار للقتلة والمجرمين اينما كانوا.
ره وه ند كه رميانى هولندة
19-04-2013


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر




کۆمێنت بنووسە