على هامش مهرجان فلكلور الشعوب عروس كرميان لم تكتمل فرحتها

Wednesday, 19/01/2011, 12:00

1406 بینراوە


قبل الولوج في وقائع مهرجان فلكلور الشعوب التي اقيمت في مدينة كلار لمدة ثلاثة ايام اعتبارا من 2/11/2010 ومن ثم الانتقال بها الى مدينتي السليمانية وهولير ، علينا ان ندرك بأن مهنة الصحافة وبقية وسائل الاعلام تعد حلقة وصل بين السائل والمسؤول لقراءة الظاهر والمستور وما يجري خلف الكواليس والاسباب التي استوجبت اتخاذ القرارات والاجراءات في هذا المضمار او ذاك.
المواطن الغير المختص والغير المطلع على خفايا الأمور فإنه بلا شك سيقرأ ظاهر الحدث فقط، فضلا عن الوساوس والهمزات واللمزات الصادرة من بعض ضعاف النفوس المتصيدين في المياه العكرة وفقا لأفكارهم ومصالحهم الذاتية، الهدف منها بث الشائعات والأقاويل المغرضة لتشويه وافشال التجربة بغية استبعاد المواطنين ووسائل الاعلام عنها للتقليل من شأنها . طبقا لتلك القراءات سيصدر احكاما مجحفة بحق المسؤولين والقائمين على تلك الفعاليات.
لذا على الصحفي ان يكون أميناً ومخلصاً في إداء رسالته من نقل آراء المواطنين ومقترحاتهم وشكاواهم الى المسؤولين ليتسنى لهم الرد والاجابة على تلك الأسئلة والاستفسارات ، في نفس الوقت الأستفادة منها خدمة لعامة الشعب وسمعة البلاد في المحافل الدولية. فإقامة مهرجان دولي تعنى بالتراث والفلكلور ولأول مرة في كوردستان بحد ذاتها تعد نصراً كبيراً ووسام فخر واعتزاز للشعب الكوردي بأقاليمه الاربعة ، بغض النظر عن مستوى نجاحها او فشلها بسبب السلبيات التي رافقتها.
ما من عمل مهما كان حجمه ومكانته ان تخلوا من السلبيات والهفوات والكبوات إن لم تشوبها بعض الأفكار المسومة النافثة من افواه المتقوقعين في بودقة التملق والنفاق اعاذنا الله واياكم من كيدهم والراقصين على حبال الفئوية الطائفية والعشائرية والأنتماءات الحزبية والمناطقية ، فاغلب السلبيات كانت غير مقصودة سببها قلة الخبرة والتجربة.
لقربي من الأحداث بحكم عملي كصحفي وموظف في مديرية آثار كرميان اطلعت على الإجراءات التي اتخذتها اللجنة المشرفة لبعض الحالات التي ُتعد سلبية من وجهة نظر المواطنين ، ألا انني أرتأيت ان تأتي الأجوبة من قبل ذوي العلاقة والاختصاص تواصلا لجسور المحبة وتبادل الثقة بين المواطن والمسؤول.
كلنا نعلم ان مدينة كلار مركز إدارة كرميان تفتقد الى الفنادق السياحية لاستيعاب اعداد كبيرة من الزوار خاصة الوفود المشاركة في المهرجانات المحلية والدولية. لذا اضطرت الوفود للاقامة والمبيت في فنادق السليمانية ودربنديخان ثم الانتقال ذهاباً واياباً الى مدينة كلار مسببة لهم الاعياء والتعب والإرهاق فضلا عن الهدر في الوقت الذي كان بالامكان استغلالها لإقامة الزيارات والسفرات السياحية لمدن ومناطق كرميان بغية الاطلاع على معالمها الحضارية والتاريخية والتراثية في الفترات الصباحية ، كذلك عدم وجود مكان مخصص لتبديل الملابس والمكياج والاكسسوار باستثناء تلك الخيمة البائسة التي لا تليق بسمعة المهرجان وسكان المدينة والمسؤولين . فكان من الأجدر تهيئة المضيف قبل دعوة الضيوف.
بما مدينة كلار تشهد حركة النهوض والتوسع العمراني ومقبلة على إقامة مهرجانات محلية ودولية في شتى الميادين والأنشطة الاجتماعية والثقافية والادبية والرياضية لذا تقع على عاتق رئاسة بلدية كلار الاسراع بتخصيص مساحات من الاراضي مع رصد مبالغ من ميزانيتها لإقامة الفنادق ودور الاستراحة بالتعاون مع الدوائر التابعة لوزارة البلديات والسياحة .
الملاحظة الثانية التي كانت مثار اهتمام واستغراب الموطنين هو عدم تعليق يافطات الترحيب بالوفود باللغات الثلاثة الكوردية والعربية والانكليزية عند مداخل المدينة وساحاتها وشوارعها وموقع الاحتفال خاصة امام منصة العرض المقابلة للمشاهدين ولوسائل الاعلام، باستثناء يافطتين علقتها اللجنة المشرفة على جدار البناية المتروكة في اسفل تلة شيروانة ، فضلا عن يافطتين باللغتين العربية والانكليزية رفعتها جمعية كركوك الثقافية اثناء مرورها امام منصة العرض مرور الكرام .
اما وسائل الاعلام لقد تأخرت بعض الوقت للاعلان عن قرب المهرجان من نشر البوسترات باستثناء البوستر الخاص بشعار المهرجان . ألا ان محطات التلفاز المحلية وعدد من الفضائيات الكوردية لعبت دورا بارزا ومشرفا لنقل وقائع حفل الافتتاح نقلا حيا ومباشرا لكنها افتقرت هي الاخرى لتعريف المشاهدين بأسماء الفرق والدول المنتمية لها من خلال الشريط الاخباري في اسفل الشاشة (التايتل) يرجح ان السبب يعود لعدم وجود تنسيق مشترك بين اللجنة المشرفة وهذه الفضائيات بمنهاج الحفل (البوركرام) قبل بدء العرض.
اما الصحف والمجلات كانت حتى الأمس القريب ايام الحملة الانتخابية لبرلمان اقليم كوردستان سباقة في نشر صور رؤساء الاحزاب والشخصيات السياسية بالبونط العريض (المانشيت) خاصة صورة الغلاف يتبادلون التهم مع رشقات من القذف والذم والسجالات السمجة ونشر غسيلهم على مرآى ومسمع من العالم ، بينما اليوم نرى ان اغلب هذه الصحف والمجلات قد استكثرت على نفسها من التطرق لهذا المهرجان المحمّل بعبق تاريخ وحضارة وتراث وفلكلور الشعب الكوردي، فقضية هذا السياسي او ذاك اصبح اهم بكثير من قضية شعب وأمة بكاملها (قتل امرء في غابة جريمة لا تغتفر ... وقتل شعب آمنٍ مسألة فيها نظر) . ولم تنشر صورة واحدة لقلعة شيروانة مزدانة بأبها آيات الحسن والجمال فرحة ومزهوة بين احبابها وعشاقها الكرميانيون والضيوف المشاركة في المهرجان كأنها في يوم حنائها ، ولكن للأسف خابت آمالها ولم تكتمل فرحتها لإقصاء الكرميانيين من المشاركة واستعاضة فرقة السليمانية للفنون الشعبية بدلاً عنهم بأزيائهم ودبكاتهم الكوردية الحديثة ، بينما شعار المهرجان وهدفها هو تعرف الشعوب على الفن والزي الشعبي الفلكلوري ، وعليه هيأت جمعية كركوك الثقافية من يمثلهم للمشاركة في هذا المهرجان من كلا الجنسين بملابسهم الفلكلورية والتراثية من طاقية الرأس حتى اخمص القدمين التي تمثل تراث وفلكلور مدن منطقة كرميان كفري وخانقين وكلار باعتبارها المدينة المضيفة لتقديم دبكاتهم على انغام الطبل والزرنا بمصاحبة فنان الشعب (شكر خياط).
بلا شك هذا الغبن ترك في نفوسهم آثارا سلبية فحواها بأن هناك من ينظر اليهم نظرة الاستصغار وأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، قرويون متخلفون عن ركب الحضارة والتقدم ، لذا لا يستحقون شرف إقامة هذا المهرجان ولكن وجود القلعة على اراضيهم هي التي ارغمتهم على ذلك.
بهذه المناسبة اضع مقترحي المتواضع هذا بين ايدي السادة المسؤولين ألا وهو عند اقامة مثل هكذا مهرجانات مستقبلاً إتباع تقليد سنوي وهو دعوة احد المقاتلين القدماء من رجالات الثورة الكوردية مرتديا زي (البيشمركة) لإطلاق رصاصة من سلاح بندقية (البرنو) رفيق دربهم ايام النضال السلبي ايذانا ببدء المهرجان ووفاءا لها ولارواح شهداء الشعب الكوردي من قوات البيشمركة الابطال وضحايا القصف الكيمياوي والانفال وممن فاضت ارواحهم الطاهرة الى جنان الرحمن من على اعمدة المشانق حفاضا على هويتهم القومية ورسالتهم الانسانية وماضيهم وحاضرهم ومستقبل الاجيال القادمة من الضياع والتهميش.







نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر




کۆمێنت بنووسە