غياب حقوق الايزدية في دستور اقليم كوردستان يعني الانصهار

صحيح ان ألأيزديين اهل كوردستان ألأصليين، ونسبتهم السكانية تقدر ب12،5 % نسبة لسكان كوردستان العراق، ولهم خصوصيتهم الدينية المتميزة .وللأيزدية لالش قبلتهم في قلب كوردستان .والتاريخ يشهد المآساة وهجمات ألأبادة الجماعية لتيمورلنك على شنكال وابادة (35) الف عائلة جلهم من الايزديين .ونادر شاه قلي الصفوي هاجم ألأيزدية سحقا من اذربيجان ايران ومرورا بكركوك واربيل والموصل حتى شنكال.

كما قتل من ألأيزديين خلال العهد العثماني وحده اكثر من مليون ونصف المليون من ألأبرياء اضافة الى اجبار مثله على اعتناق الديانة ألأسلامية بالقوة وألأكراه والقيام بأعمال السلب والنهب والحرق والتدمير وألأغتصاب، كما استغل العثمانيون عقول الكورد في تنفيذ مخططاتهم كخطة ابراهبم باشا بابان على تطويق جبل شنكال من الجهات ألأربع ومن ثم مهاجمة اهله وابادة من فيه. وكذلك هجمة ألأمير محمد كور الرواندزي على امارة حرير وسحقها بالكامل ومن ثم مناطق اسكي كلك وعقرة وشيخان ودهوك وضواحي الموصل حتى تل التوبة(نبي يونس)، كانت نتائج تلك الهجمة قتل ما يقارب (135) الف واسر (10)الاف واقامة مجزرة قتل (400) طفل وامرأة مختبئين عن عيون مرتزقة الامير في لالش ،كما تم فرز خمسمائة من السبايا الحسناوات عن العشرة الاف اسير واهدائهن لأمراء واغوات بشدر (قلعة دزة الحالية) والبابان(قلاجولان الحالية) وكويسنجق وراوندوز.واجبار الناجين على اعتناق ألأسلام.

لتضميد الجروح ورفع الغبن ولعدم تكرار المآساة بحق ألأيزديين يجب مراعات خصوصيتهم الدينية وألأشارة اليهم في ديباجة الدستور و الى تلك ألأضطهادت التي لحقت بألأيزدية عبر التاريخ.

هزيمة 12 الف بيشمركة والانسحاب الفوضوي للحزب الديمقراطي الكوردستاني من شنكال الحقت مجازر دموية بالايزديين،وخطف النساء والاطفال واغتصابهن وبيعهن في سوق النخاسة با ابخس الاسعار وحرق القرى وتفيد مصادر غير رسمية عن قتل واسر وفقدان اكثر من خمسة عشرة الف انسان ، اضافة الى تشريد ديانة كاملة والعيش تحت الخيم والمعاناة اليومية التي لاتحصي ولا تقدر ولم يبقى لنا الشرف والكرامة والغيرة وفي كل الاحوال كانت مؤامرة (اقليمية- محلية )كالدولة التركية ودول الخليج العربي ومن معهم من السنة المتطرفين والأحزاب والحكومات المحلية التي تهيمن في المنطقة و ذات المصالح الاقتصادية مع تركيا.

الم يكن من الاجدر الإشارة الى معاناة اجدادكم ألأيزديين في ديباجة الدستور ؟ عليه نطالب بالإشارة الى اضطهاد الايزديين عبر التاريخ والوقوف على المجازر والابادات الجماعية والاغتصاب والسبي وحرق القرى ونهب الأموال في الانفال الذي وقع بحق الايزدية في يوم 3/8/2014 وما تلاه وجعل ذلك اليوم يوما للجنيوسايد والتضامن مع الايزديين .ورد في الديباجة (نحن شعب كوردستان العراق)وكان من ألأفضل ان يكتب بهذه الصيغة (نحن شعب كوردستان العراق بأقلياته القومية و الدينية).نلاحظ عدم وجود عدالة اجتماعية في مشروع الدستور. مثلا ورد في عدة بنود اسماء ألأديان المتواجدة في كردستان (الأسلام والمسيحية وألأيزدية) حيث جعل ألأيزديين في المرتبة الثالثة وفي الحقيقة وحسب الكثافة السكانية اكثر من المسيحيين واقدم تواجدا من الديانتين المسلمة والمسيحية ، فلماذا جعل ألأيزديين في المرتبة الثالثة؟ الم يكون هذا اجحافا؟ .

وردت في المبادىء ألأساسية- كلمة (سنجار) المعربة، اي ان دستور اقليم كوردستان قد اعترف ضمنيا بعروبية (شنكال) رغم ان شنكال مصطلح كوردي ذات مقطعين (شه نك +ئال) اي الطرف الجميل او الراية الجميلة، علية ولعدم ألألتباس يفضل ان يكتب (شنكال) بدلا عن سنجار. وفي فقرة اخرى اشار الى (عدم جواز تأسيس اقليم جديد داخل حدود اقليم كوردستان- العراق). نعم ان جاز تأسيس اقليم جديد ربما يؤثر سلبا على ألأمن القومي الكوردي ، بينما لايجوز هضم حقوق ألأقليات القومية والدينية وتطلعاتهم المستقبلية خلافا لمباديء ألأعلان العالمي لحقوق ألأنسان ونحن حاليا باشد الحاجة اليها ، حيث يطالب المسيحيين ادارة ذاتية لسهل نينوى وكذلك الايزديين اعلنوا مجلسا تاسيسيا ايزديا في شنكال لادارة شؤونهم الذاتية ..كما تطرق المشروع الى تكوين شعب كوردستان العراق من الكورد والقوميات الاخرى دون الاشارة الى الاقليات الدينية ، ولعدم صهر ألأيزدية وتهميشهم تحت مظلة القومية نرى من ألأفضل ان تكون بهذه الصيغة (يتكون شعب كوردستان العراق من الكورد والقوميات والاديان ألأخرى) ممن هم من مواطني ألأقليم وفق القانون. كما لم يتطرق الفصل ألأول من الحقوق المدنية والسياسية الى ابناء الديانة ألأيزدية،وضمانة حقوقهم في برلمان اقليم كوردستان العراق،يفضل ان يكون على اساس نسبة الكثافة السكانية الواردة ذكرها في موضوعنا هذا وهي تقدر ب(12،5%) من سكان اقليم كوردستان العراق.

ورد في الفصل ألثالث (الحريات) لا إكراه في الدين، ولكل فرد حرية الفكر والدين والعقيدة وتتكفل حكومة الإقليم بضمان حرية مواطني كوردستان من مسلمين ومسيحيين وأيزيديين و غيرهم لممارسة عباداتهم وشعائرهم وطقوسهم واحترام الجوامع والمساجد والكنائس وأماكن العبادة الأخرى وتطويرها ..هذه المادة لاغبار عليها ، ولكن لضمان عدم انتهاك حرمة لالش المقدس وتدنيسها و بتبريرات واهية حبذا لو يضيف كلمة لالش ومعابد ألأيزديين بعد كلمة (والمساجد) ويكون بهذا الشكل ...لا إكراه في الدين، ولكل فرد حرية الفكر والدين والعقيدة وتتكفل حكومة الإقليم بضمان حرية مواطني كوردستان من مسلمين وأيزديين ومسيحيين و غيرهم لممارسة عباداتهم وشعائرهم وطقوسهم واحترام الجوامع والمساجد ولالش ومعابد ألأيزديين والكنائس وأماكن العبادة الأخرى وتطويرها. ورد في(سلطات اقليم كوردستان العراق) يراعى في تكوين البرلمان التمثيل العادل للقوميات في اقليم كوردستان).مما يؤثر ذلك الى هضم حقوق ألأقليات الدينية في ألأقليم وبضمنهم ألأيزديين، عليه ولضمان التمثيل العادل يفضل ان يكون النص بهذه الصيغة (يراعى في تكوين البرلمان التمثيل العادل للقوميات وألأقليات الدينية في اقليم كوردستان العراق).والباب الرابع من مسودة الدستور يعطي الحجة القانونية في عدم ضمان حصول ألأيزديين على التمثيل العادل في المجالس المحلية ذات ألأكثرية ألأيزدية مثل مناطق شنكال وشيخان وبعشيقة ....الخ . ولمعالجة هذه الفقرة يجب اضافة (وألأقليات الدينية ) بعد (القوميات) وتكون الفقرة هكذا.. (يراعى في تشكيل المجالس المحلية والبلدية التمثيل العادل للقوميات وألأقليات الدينية المتواجدة ضمن الوحدة الادارية أو البلدية. وينظم ذلك بقانون.).كما نلاحظ غياب ألأيزديين في (الهيئات والمفوضيات المستقلة الم يكن من حق ألأيزديين مفوضية خاصة بحقوقهم.

ولتحقيق امال ابناء الأيزدية وعدم شعورهم بالغبن والمواطنة ذات الدرجة ألأدنى وليكون الدستور كاملا نطالب بأضافة مختصين ايزديين في لجنة اعادة النظر في مشروع دستور اقليم كوردستان العراق.

بعد الكارثة التي حلت بالايزدية اصبحت لنا قناعة تامة لاعيش للايزديين في العراق وكوردستان تحت ظل دستور مصدره الاساس الشريعة الاسلامية، فأما ان يكون الدستور مصدره مباديء الاعلان العالمي لحقوق الانسان،والا سوف يفرغ العراق من الايزديين اسوة بيهود العراق ويصبح خبر كان.