• Su
  • Mo
  • Tu
  • We
  • Th
  • Fr
  • Sa
  • 28
  • 29
  • 30
  •  
  •  
  •  
  •  

ڕیکلام

وشە: لە ڕۆژی: تا ڕۆژی:


كل يوم قصة تهزُ وجدان الانسان

Tuesday, 09/09/2014, 12:00

1689 بینراوە






بقلم عزت كمو الذناني
حسين علي رشو 24 سنة
الساعة تشيرالى السابعة مساء 02.08.2014 "قرية كوجو" التي تبعد 20 كم جنوب قظاء شنكال التابعة لمحافظة نينوى ، اتصل بي والدي يطلب مني ان الحضور الى البيت ، اغلقت باب الدكان الذي نسترزق منه بسرعة وتوجهت نحو البيت .
افكاراٌ غريبة تدور في رأسي، سكون عجيب يلف الحي ويمنح الناظر شعورا زائفا بالامان ، سألت نفسي يا ترى لماذا دعاني والدي؟ لماذا اغلق الدكان؟ عادة يكون مفتوح لوقت متأخر لماذا لم اسأله ؟ كل شيئ بدا هادئاٌ ذالك المساء لكنه كان هدوءاٌ كاذبا اشبه بذالك الذي يسبق العاصفة ، وصلت باب البيت الشرقي الطيني القديم غرفة الى اليمن واخرى الى اليسار مساحة كبيرة فى الوسط وغرفتين وصالىة صغيرة الى الامام ، دخلت البيت راودني شعورا غريبا لثوان معدودة لم احس به من قبل بتاتا وانتابني الخوف لم اجد اي حركة في البيت لا من افراد العائلة ولا من حيواناتها المنزلية .
عائلتي التي تتألف من والدي علي 71 سنة والدتي زهرة 66 واختي شرين 23 سنة وثلاثة من اخواتي عمر 35 سنة ومراد 28 سنىة و برجس 26 سنة وزوجة اخي سيفى 31 سنة و اولادها دلو 8 سنوات و فرهاد 5 سنوات ، نحن العشرة نسكن في هذا البيت المتواضح نتقاسم بيننا لقمة العيش راضينا بما يرزق الله لنا من عرق جبيننا .
ذهبت نحو البيت عبورا بالساحة الامامية بخطوات متلكئة قدماي تكاد تحمل جسمي حتى وصلت داخل البيت ، واذا سمعت صوت اولاد اخي شعرت بالراحة توجه نحوي فرهاد كالعادة حملته على صدري وتظاهرت باللعب معه عسى اقتل في داخلي الخوف الذي انتابني ، في الغرفة رأيت العائلة مجتمعا جميعا والعشاء جاهز احسست بان والدي لديه مايقول ربما يريد تأجيله الى ما بعد تناول ماقسمه الله لنا في تلك الليلة من العشاء ، كان الوقت يمضي مسرعاٌ و كاد يقتلني فضولى كي اسال ابي عن سبب طلبه هو ان اغلق الدكان والحضور الى البيت ولكن انتطرت وحتى انتهينا من شرب الشاي ، واذا بوالدي يقول بني اجتمعنا اليوم لاخذا رايكم في زواج اخوكم مراد .هنا اثلج قلبي و فرحت من اعماقي يا له من شعور .
لم اكن اعلم ما كان يخفيه لي القدر في تلك الليلة , ذهبت الى فراشي ومسكت بهاتفي الجوال وطار النوم من عيوني اتقلب الى اليمين واليسار لم اتناول شيئا كنت كالسكران وها عقارب الساعة تقترب من الثالثة صباحا ،فجأة صوت نيران كثيفة في كل مكان خرجت وعيوني لاتصدق بدون ان اقول لأهل حتى كلمة وداع ، في الشارع سيارة تخرج من بيت الجيران تتقدم نحوي بسرعة اردت ان اسأل سائق سبب النيران واصوات الرصاص ؟ قال لي اركب في الحال بدون شعور ركبت السيارة وانطلق كالرصاص فكرت هناك سوء تفاهم بين العائلتين لربما نذهب لنجدتهم ، تمالكت نفسي والافكار تدور في راسي ثم قلت ماذا حدث قل لي في الحال ، وها هو يبلغني لقد هوجمنا من قبل الدواعش و العربان علينا الذهاب الى سنجار لجلب المساعدة لم افكر في عائلتي ولم نعتقد بان يمكنهم الدخول الى قرانا وما لم نتوقعه بتاتا عن العرب الذين درسنا عنهم في كتب التاريخ وعن " مكارم اخلاقهم " سيغدرون بنا و يخططون و يتحالفون مع الدواعش لذبحنا وقتل اطفالنا واسر نساءنا خاصة ونحن جيران منذ مئات السنين يرابطنا علاقات اجتماعية وقبلية بهم حينها عرفت ان التاريخ كان يقرأ بالعكس كما هو حال علمهم الداعشي الاسود الذي يقرأ بالعكس .
دخلنا السيطرة الاولى المفروض لحمايتنا وجدنا هي الاخرى فارغة تماما عرفنا اننا وصلنا الى نقطة الاعودة و اصبحت الرجوع الى البيت مستحيلاٌ خاصة القرية محاصرة نسمع أصوات النيران من جميع الجهات ، اقتربنا من مدينة شنكال مسافة ما يقارب 5 كم تقريبا لم نجد اي اضواء حاولنا الاتصال بدون جدوى اضواء السيارات تقترب منا من الجهتين حيث خرجنا من الشارع وسلكنا الطريق الترابي في محاولة يأسة للوصول الى المدينة . فجئنا برمي وصوت اطلاق نار كثيف و اصوات الرصاص تخترق سيارتنا من جميع الجهات والسيارة تمشي بسرعة جنونية الايطارات تتطاير من السيارة وهي تنحرف يمينا وشمالا هنا طلب من صديقي ان اترجل من السيارة واخبئ نفسي داخل البساتين فتحت باب السيارة ولم احس بنفسي .
فتحت عيوني نظرت الى السماء تأرجح قلبي بين الشك و اليقين هل كان حلم ام حقيقة ، تلمست قداماي وجسدي بسكون تفحصت راسي وجهي والدماء المتخثرة عليه كانت قد مرت على فقداني للوعي مايقارب الساعتين سمعت اصوات النيران من بعيد في مدينة شنكال توجهت نحوى البساتين بسرعة وترقب احتميت في كوخ للمزارعين ، وخرج بعدها من البستان اثنين من الفلاحين وعلاما ت الخوف عليهم يسالونني عن ما حدث وتكلمت ورويت لهم ماجرى . في الحال جمعنا بعض الحاجيات وماء خرجنا من الكوخ بعد ان ذهبنا مسافة قصيرة وجدنا عوائل الفلاحين تنتظر في الكوخ الثاني اصبح مجموع مكون من 14 فردا معظمهم من الاطفال ، من كوخ الى كوخ من حفرة الى خرى استطعنا الوصول الى الجبل في الثامنة مساءٌ منهكين من العطش حيث عشرات الاف من العوائل المحصورة في جبل شنكال ، في هذه الليلة الجميع مترقب ماذا ستكون ردة فعل البيشمركة التابعة لاقليم كوردستان جميع التوقعات بان اليبشمركة ستتمركز في الشمال من مدينة شنكال وفي الصباح التالي سنرجع الى بيوتنا , مالم نتوقعه من قادة البيشمركة هم اعطوا اوامرهم لجنودهم وانسحبوا في نفس الليلة بدون قتال من جميع انحاء شنكال بشماله وجنوبه علما لم تكن هناك عمليات في شمال المدينة في اليوم الاول والثاني هذا ما حدث في اليوم التالي ، وبداء الناس يستهلك الماء والطعام الذان كانوا يحملون معهم ، بقينا على هذا الحال ثلاثة ايام ابتدات الناس تفكر وتضع الاختيارات اما ان تموت جوعا اوتسلم نفسها للارهابيين حتى تموت او تحاول المشي حوالى 40 كم نحو سوريا عسى ان تصل قواة YPK. اخترنا الخيار الثالث هو المشي حوالي 9 ساعات استطعنا الوصول الى قوات YPK وهم ساعدونا للوصول الى محافظة دهوك، قضاء سميل ومنه الى مجمع خانك.
اتصلت من مجمع خانك بوالدي وهم لايعرف شيئا عني طيلة الايام الماضية سالت عن احوالهم بلغني ان قادة الدواعش مع قسم من العشائر العربية بلغوهم ووعدهم عليهم البقاء في بيوتهم لن يصيبهم اي مكروه ، لم اكن اعلم ان تلك المكالمة ستكون هي الاخيرة ولن اسمع صوتهم ابدا......... !
بعد ذالك تبين ان الارهابيين و العشائر العربية جمعوا اهل القرية الى في مدرسة القرية. بعدما جردوهم من ممتلكاتهم ، حيث تم جمع النساء والاطفال الى جهة والرجال الى جهة وامامهم 24 ساعة ان يختاروا بين اشهار اسلامهم او القتل بحد السيف ، كان والدي والدتي و اثنين من اخواني واختي مع اعداد كبيرة من افراد القرية رفضوا تلك المطالب مما ادى الى تصفيتهم جسديا في الحال .
اما اخي الاخر عمر وزوجتة واطفاله لم اعرف عنهم اي شيئ ، لحين ظهور أول فيديو من اعلام لدواعش يظهر فيه اخي مع مجموعة اخرى من شباب القرية وهم يشهرون اسلامهم تحت تهديد الاسلاح.
بالامس كنا عائلة مكونة من 10 اشخاص كنا نخطط لعرس مراد ، على الرغم من بساطتنا وتواضحنا والقناعة التي تربينا عليها كنا عائلة سعيدة بل سعيدة جدا ، في غمضة عين انتهى كل شيئ كم مرة قلت في نفسي يا ضحايا تسونامي في اليابان كم انتم محضوضين ، تمنينا ذالك الكارثة الطبيعية في سنجار و ليس كارثة الداعشية ! اني حسين علي رشو لي من العمر اربعة وعشرون ربيعا اعيش وحيدا في مأساة لا يتحملها اي انسان لا عائلة ولا مأوى مهاجر متشرد ، سؤال يحرني وكاد ان يقتلني اسئله على جميع الشرفاء الذين يحملون قيم الانسانية الجواب عليه ، ماهو ذنبي وذنب المئات من العوائل الايزيدية التي لهم قصص ربما اروع وابشع من قصتي ان نتعرض الى هذه المسآسي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
09.09.2014
ملاحظة: الاسماء في القصة غير حقيقة


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر


(دەنگدراوە: 0)