العراق حرب الطائفية و ليست حرب الطائفيين فقط

Friday, 27/06/2014, 12:00

1489 بینراوە




ان ما يدعي به البعض بان ما يشهده العراق، انه حرب مجموعة قادة مختلفة الخلفية و الافكار و الايديولوجيا، طائفيين في العمل على الارض، فهو متوهم . العراق ليس بالدول الاوربية و لها سمات و مميزات و تاريخ و ترسبات تختلف كليا عن اية دولة يمكن ان تُبحث و تقارن معه . كلما اقراه هذه الايام من البحوث و التحليلات العديدة حول الاحداث في العراق بعد مجيء داعش، اراه مستندا على افكار و نظرات جاهزة معلبة كسبناها طوال التاريخ من الاملاءات التي فرضت علينا، بعيدا عن الواقعية و التحليل العلمي المستند على الدلائل و المثبتات و البراهين و ما موجود على الارض .
ان العراق تاسس في عام 1921، و من تمعن في تاريخه لم ينكر بان المكونات التي اصبحت ضمن دولة فرضت فوقيا من قبل الاستعمار البريطاني دون الاخذ برايهم، لم ينسجم و لم ينصهر و لم يحس اي فرد بالمواطنة الحقيقية بمعنى الكلمة، حتى الامس القريب، لم تسمع شيعيا و كورديا الا و هو يحس في داخله بانه مواطن درجة ثانية و ثالثة، ولم تر سنيا حتى سقوط الدكتاتورية الا و هو ينظر الى الاخرين بنظرة استعلاء و كانه سيدهم و عليهم مراعاته و تنفيذ اوامره . الوضع الاجتماعي الثقافي لم يكن مشابها و متناغما بين المكونات الثلاث على الارض، على الرغم من الافكار الخيالية التي ادعاها الايديولوجيون طوال هذه العقود، و كان الصراع قويا و ان كان مخفيا بفعل القوة القابضة عليه على الرغم من الحرية النسبية التي تمتع بها الشعب ابان الحكم الملكي . كانت الشيعة تتعاطف مع الكورد لاحساسهما بالمظلومية المشتركة و العكس صحيح ايضا طوال اكثر من ثمانين عاما من حكم السنة ، و بعد سقوط الدكتاتورية طفح الى السطح ماكان مغطاة بوسائل سياسية و سلطوية قسرية دون قناعة ذاتية. لم تنصهر المكونات في بوتقة المواطنة و الوطن الواحد في اية مرحلة، ان كنا صريحين في الكلام بعيدين عن الامنيات التي نريد ان يكون عليها العراق .
ان الصراعات المذهبية و العرقية قد تاصلت في نخاع الشعب بشكل لا يمكن انكاره، و هذا ليس وليد اليوم بل نتيجة حتمية لتراكم الترسبات التي طغت على اية نظرة اخرى .
كي نثبت قولنا هذا لابد ان نذكر الدلائل، من يتابع و يلاحظ الشعب العراقي و مكوناته و حصول المرشحين على الاصوات التابعة لمذهبهم و قوميتهم يتاكد من ادعائنا هذا، لا بل نلاحظ ان المتطرفين و المتعصبين من القوميين و المذهبيين، هم من يحصلون على اعلى نسبة من اصوات مكوناتهم ليس لحبهم لهم بقدر ما يعبرون عنهم بما يكنون من التعصب، ومنهم من يعبر عنه في العلن لهم . و في المقابل، من المعلوم ان من ادعى الوطنية و المواطنة و الانسانية في التفكير و المساواة و غير ذلك من النظرات الخيالية غير الواقعية التي لا تنسجم مع ما يفكر به الفرد العراقي، لقد خسروا المنافسة الانتخابية و من فاز بها هم المتعصبون، و هذا انعكاس صريح لما يفكر به النسبة الكبيرة من الشعب العراقي، هذا من جانب . من جانب اخر، لا يستطيع قائد ما ان يفرض سلطته على مجموع الشعب ان لم يؤمن به الشعب بذاته، فلا يُعقل في هذا ال الذي وقت نرى ان الحكومة ضعيفة الى هذا الحد و يمكن ان تفرض افكارها الطائفية و الشعب يكون براء منه، اهل القائد الطائفي ينفذ ما يريده هو و حلقته ام مجموع الشعب . ومن الدلائل القريبة الينا حول نظرتنا، بعد مجيء داعش، في الوقت سمعت الطائفة السنية ابشكل عام بما حصل، بتهجت الاكثرية على الرغم من كره وجوه المحررين و تشددهم، و في المقابل لبى المكون الاخر و هو يعتبر ان السلطة تابعة له، اي هي احدى الطائفتين فكرت بما يمكن ان تصد الارهاب،و لم نلحظ المكون الاخر يحرك ساكنا و كان الارهاب لا يهمه، لا بل انسجم معه او توائم معه الى حد كبير، نتيجة حقنه و صراعه مع المكون الاخر .
لذا لا يمكن ان نقول ان الحرب الجارية الان هي حرب مجموعة من الناس الطائفيين و ليس غيرهم من اكثرية الشعب، نعم حرب القادة الطائفيين بامتياز و لكن ليسوا بعيدن عن ما يتسم به مكونهم و ما ينون و يعبرون به في الخفاء و العلن .اي ليست الحرب الجارية في العراق فقط و انما تشهده المنطقة باكملها حرب طائفية نابعة من ما تؤمن به اكثرية شعوب المنطقة و ما تمتاز بها من هذه السمات و الانتماءات الفرعية بعيدا عن الانسانية و مميزاتها .

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە