شردوا حمامة السلام من عشها

Monday, 21/07/2014, 12:00

1381 بینراوە




من له المام ولو متواضع بتاريخ العراق و المنطقة الشمالية منه او ولاية موصل بشكل خاص، يعرف من هم السكان الاصليين فيها، و كيف اختزلوا و وصلوا لاعداد قليلة يمكن ان نقول انهم انقرضوا، و من تسبب في ذلك، ان الاشوريين هم اصحاب الارض الحقيقيين، و تاثر عددهم و مكانتهم بفعل الغزاة و القتلة من حاملي فكر القتل و التشريد و التنكيل لا غير . هنالك عوامل عديدة ادت الى ازاحة السكان الاصلي واحلال البديل او تفريغ المنطقة منهم كما يحصل اليوم و منها ذاتية و موضوعية؛ حملهم لفكر السلام والامان وعدم التعدي على الاخر و نتيجة ارشادات و تعليمات و توجهات دينهم السلمي و من ثم تربيتهم الجميلة المبنية على الانسانية و الاحترام المتبادل و تقدير الاخرمن جهة ، و كان الغزو الاسلامي منذ بكرة ابيه شاردا و فارضا لشروط و محتلا و ناقلا لعادات و تقاليد جزيرة خالية الى مدن و اراضي شهدت تمدنا و تطورا من نواحي عديدة من جهة اخرى، فالقتل و السلب و النهب باسم الغنيمة و التعدي على الشرف و اخذ السبايا كان مطبقا على الارض باسم الفتوحات والسكان السلوك و التصرف و بخلفية بعيدة كل البعد عن الانسانية ما وصلت الحال الى ما هم عليه الشعوب الاصليين و منهم الكورد ايضا في ارضهم .
اليوم نرى اعادة التاريخ لنفسه، بنفس الممثلين و بنفس الطريقة و بنفس الخلفية العقلية و للهدف ذاته و بالاسلوب و التطبيق ذاته، سيطروا على المنطقة بالقوة و انتظروا تثبيت نفسهم على الارض و اليوم يشردون المسيحيين من ارض اجدادهم كما فعلوا في الكثير من المناطق في العالم، باسم الفتوحات الاسلامية .
اليس هذا غدر و احتلال و هتك للاعراض و ابادة الاجناس، اليس هذا ابشع من حروب الابادة التي لم يقصروا فيها ايضا، انهم يعيشون في عصور غابرة بعقلياتهم و افكارهم و سلوكهم، و يريدون نشر العبث و التخلف و يعيثون في الارض فسادا باسم الدين، اليسوا من انفلوا و شردوا و سلبوا و برروا ما فعلوا بايات قرانية و كما فعلوا في تاريخهم و منذ نشر دينهم بالقوة و التعنت .
انني هنا من باب الانسانية و الفكر العصري و ليس دفاعا عن دين ما و انما من دوافع الواجب الحقاني الذي يجب ان يتخذ من يحمل عقلية انسانية ان يدافع عن من يسلب حقه و ماله و يُشرَد دون اي ذنب سوى انه يؤمن بفكر و عقلية و دين ما، اهل فرض و يفرض نفسه بالقوةو يريد تغيير دينك كما تفعل؟ ام القناعة الذاتية و الاقتناع بالتحاور و بالاشادة بالدلائل هو الطريق المفضل للتبشير لديهم، فاقنعهم بالكلام و الحجج الصحيحة المقنعة لديك لتغير دينهم لا بقوة السيف او التشريد و السيطرة على ما يمتلكون كغنيمة كما حصل في عهد نبي الاسلام و لحد اليوم. يا له من نظام وحشي بعيد كل البعد عن اي عقلية او فكر او عقيدة انسانية، انه اشباع لرغبات غريزية بعيدة عن تفهم الحياة و ما يتطلبه التقدم البشري .
و عليه، يجب ان يُتخذ كافة الاجراءات الشعبية قبل الحكومية من اجل منع هذه التصرفات اللاانسانية اولا و من ثم مد يد العون لمن تشرد و سلب ماله و ممتلكاته و حافظ على ما يؤمن بقناعته . على الكورد بشكل خاص ان يكون لهم الدور الكبير في مد يد المساعدة، لانهم ظُلموا و عانوا من مثل هذه التصرفات في تاريخهم و حياتهم و انهم ايضا تعرضوا الى السلب و النهب و القتل و التشريد باسم الدين، لا الادهى و الامر انهم ايضا غيروا دينهم بقوة السيف و غزيت ارضهم و اجتيحت و فرضت قوانينهم الوحشية عليها و استغلوا سذاجة النسبة الكبيرة من الكورد للتمسك بدينهم لحد اليوم، لا بل تعمقوا فيه و يدافعون عنه اكثر من اهل الجزيرة و البادية الغازية و المحتلة لهم، نتيجة تخلفهم و جهلهم بتاريخهم و اصالتهم . ليس امام العقلانينن اصحاب الضمائر و النظرة الواقعية التقدمية الا مساعدة من شُردوا من المسيحيين و الدفاع عنهم و العمل على منع ما يجري باية طريقة او اسلوب يمكنهم من ذلك، و هذا من واجب السلطة في كوردستان قبل الحكومة المركزية التي اهملتهم قبل الاخرين .

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە