هل تفرز الانتخابات العراقية ما تتمناه النخبة ؟

Saturday, 10/05/2014, 12:00

1635 بینراوە




بداية و كقناعة شخصية،لا اعتقد ان ما تحلم به النخبة العراقية من الوصول اليه ان يتحقق بنسبة مقنعة و بمستوى طموح اكثرية الشعب ابدا. و لكن يمكن ان نسال، لماذا؟ و بالخصوص ان اكثرية المنتخبين هم من اعترضوا بالسر و العلن على ما يجري في العراق و انتقدوا اداء الكتل السياسية و الحكومة بشكل عام، و هنا يبرز سؤال اخر، هل هم من يناقضون ذاتهم ام هناك ما يُفرض عليهم و يتغيرون في نظرتهم في الوقت الحاسم، ام الخلفية الفكرية الايديولوجية السياسية الاقتصادية الاجتماعية الدينية هي العامل الحاسم القاطع في الادلاء باصواتهم في لحظته الحاسمة .
الثقافة او الكلتور العام للشعب العراقي من كافة الجوانب معلوم المظاهر و المكامن، و التاريخ رسخ ما هو عليه الان بعد العهود الغابرة من الصراعات المتعددة و لحد الان . يسعى كل مكون للحصول الى ما يدفعه ليكون مسيطرا على الاخرين قبل ان يكون وسيلة لخدمة الشعب بكافة مكوناته، و هذا واضح في سلوكهم و شعاراتهم و عملهم و ليس غريبا على الجميع، و يفعل ما يشاء دون رقابة صارمة سواء بطريقة قانونية او بالتضليل من اجل كسب الاكثرية ، و لكن في المقابل الشعب بما لديه من الامكانية للمقارنة بين اللاعبين على الساحة السياسية لم ينفذ ما يفيده هو بالذات قبل القوى السياسية، و هذا له اسبابه الخاصة و العامة من حيث الجانب الثقافي و الاقتصادي و النظرة الى السياسة و المفاهيم الديموقراطية و بما يمتلكون من الخلفية الدينية المذهبية الفكرية و الايديولوجية المعلومة لدينا.
قبل الانتخابات بمدة، برز الى السطح ما كان يؤمل ان يغير الحال الى الاحسن ولو بنسبة معينة و ان لم يصل لادنى نسبة من الطموح. و كل التوقعات كانت تشير الى التغيير الى حدما، و لكن لحظة الانتخابات و ما مر من الامور التي شاهدناها بددت الامال المبنية على ما برزت . تمكن القوى السياسية بكل الطرق و المشبوهة منها ايضا ان تضلل الشعب و تخرجه من حالته و هدوءه و ما فكر به خلال الاربع السنوات الماضية، و دفعه الى التصرف وفق ما فرضت و ترسبت في خلفيته الفكرية من العقائد و الافكار و التوجهات التاريخية التي تتمتع بها المنطقة بشكل عام و العراق بشكل خاص .
لذا، و بتقييم سطحي بسيط، تظهر لدينا ان الديموقراطية الفتية العارجة و ما يمارسه الشعب اثناء العملية الانتخابية ليس من صلب نظرة و تعايش الشعب و مسايرته للحياة العامة كل تلك الفترة التي عاشها قبل الانتخابات و انما يمكن ان نعتبره و نعبر عنه بقرار لمن انتشى لسبب معين او في لحظة سكر و تحت تاثير الترويج و الدعايات الانتخابية التي ابرزت خلفية الفرد قبل ان يفكر بتاني و عقلانية بمصلحته و مصيره، و هذه هي مساويء الانتخابات و خاصة عند الشعوب العاطفية التي تتغير بلمحة تذكير لما يؤمن به و يضحي من اجله من المفاهيم المثالية و الميتافيزيقية قبل حياته هو. لن اكون مخطئا ان قلت حتى نسبة معينة من النخبة رضخت لامر المظاهر و ما اصبح عليه العراق اثناء فترة الترويج للانتخابات البرلمانية العراقية، هذا ان ابعدنا الوضع الاقتصادي و الفقر و العوز الموجود و المؤثر على كيفية ممارسة حق الانتخابات في الديموراطية العراقية الخاصة جدا لو قارنناها بالعالم اجمع .
و عليه يمكننا القول ان ما تفرزه العملية ليس باحسن من انعدام العملية في ظل حاكم عادل، ولو يختلف معي في هذا الكثيرون، استنادا على ان اسؤء ديموقراطية افضل من عدمها، و لم يعتبروا للمكان و التاريخ و المستويات المختلفة للوعي و الثقافة العامة.
كان لنا كلام اخر، لو كانت نسبة التغيير المتوقعة معقولة او عند عدم توقعنا للتراجع الذي يحصل في العملية السياسية الاقتصادية الثقافية في البلد خلال السنين القادمة.
ان كل المؤشرات تدلنا على ان ما تفرزه الانتخابات ليس باحسن من قبلها ان لم تكن باسوء منها. و هذا ما يتعجب منه الجميع رغم ان المادة و العناصر الموجودة على الارض و ما تفعله واضحة الشكل و المحتوى في مثل هذه العملية. اي لا يمكن ان نتصور الجنة في غابة محشوة بالحيوانات المفترسة مهما كان الترويض، فكيف ان انعدم الترويض اصلا و سارت الحياة بعفوية .
الدوران في حلقة مفرغة للعملية السياسية، و اللعب بالمفاهيم عمليا، و التضليل و التلاعب بمصير و مستقبل الشعب ليس بديموقراطية بشيء لا بل هو اسوء من العشوائية و الفوضوية بشكل عام .
انا اعتقد هنا ان ما تبرزه الانتخابات حسب المؤشرات و المعلومات، ان الحياة السياسية الاقتصادية للشعب العراقي خلال السنين القليلة المقبلة، اما تبقى على حالها في احسن الاحوال و التوقعات و الاحتمالات او تتراجع الى الوراء و بفعل افعال القوى السياسية و ما تتدخل به القوى الخارجية و المصالح المختلفة لمن يدتخل في العراق من الجوار و القوى الكبرى التي تدعي الخير و الديموقراطية الحقيقية و الرغد للشعب العراقي . و ان ما تتمناه النخبة من التغيير و الامن و السلام و التقدم لا تجده في هذه المرحلة و ما بعدها ابدا .

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە