الاحتجاجات تكشف معادن المثقفين العراقيين

Tuesday, 15/09/2015, 8:23

1522 بینراوە


كما يقول المثل؛ الصديق في وقت الضيق،هذا على الصعيد الخاص و العلاقات الضيقة اما ما يخص الشان العام،  فان الازمة و كيفية عرض الحلول و الطريقة لنجاجها، و المشاركة في المسالة اي الازمة و الحل بشكل مباشر او بشكل ما حسب الامكانية و ما يستوجب الاشتراك و خاصة من قبل المثقفين، وهي اي المشاركة التي  تكشف معادن من يفترض و تقتضي الضرورة ان يشارك في بيان الحقيقة و الحلول ايضا، هي التي تفرض ما يمكن ان يتجلى من خلاله معدن من يفترض ان يشارك فيها من خلال بيان موقفه، بيان المعدن عند الموقف من الازمة .
لقد استوضحت الاحتجاجات العراقية ما اداه المثقفون من الادوار المباشرة في تصحيح المسار لحياة الشعب العراقي السياسي و الاقتصادي و الثقافي ايضا نسبيا، و هي بعيدة عن مستوى الطموح بشكل كبير جدا،  و لم نلمس ما يمكن ان نبينه من المشاركات المنتظرة و العمل حتى غير المباشر،  اي باساليب و طرق و توجهات ثقافية داعمة لعملية الاحتجاجات و ازاحة العوائق امامها، و دعم المحتجين و رفع معنوياتهم و دفعهم للحصول على النتائج المرجوة بنسبة مقنعة،  نتيجة الياس الذي وقعوا فيه خلال السنين الماضية . و لكن يمكن ان نشير الى اعداد قليلة منهم ادوا ادوارا فوق طاقتهم ، و هذا لا يكفي لان؛ ان تجمعت نسبة كبيرة منهم لكانت مهمتهم اسهل مما عليه الان، و كان بالامكان ابعاد الاندساس و عملية الشراء و استغلال الطروف الخاصة لفرد هنا و هناك ، اي، العمل الجماعي و الاعتماد على الكميات التي لم يكن بالامكان التاثير عليها و الاندساس فيها و التاثير علي مواقفها، و بها يمكن ازاحة او تجاوز الضغوطات من قبل الجهات المختلفة، كما يحدث اليوم من التخبط و المحاولات لحرف العملية و ترويج الدعايات المغرضة من قبل المتضررين، و بالاخص الاحزاب الاسلامية و فرق الموت المدفوعين والمدعومين من قوى داخلية و خارجية مغرضة . هنا في العراق، و مثلما نعلم ان المثقف سياسي مهما ادعى انه ليس بشرط ان يكون سياسيا، لان السياسة هي التي اقحمت نفسها في بيوت الناس و من ثم عقولهم، واصبحت هي ثقافاتهم قبل ان يختصوا بثقافاتهم و اختصاصاتهم، المفروض ان يكون السياسي مثقفا، و لكنه لحد الان لم نجد هذا بشكل عام، بعدما انحرفت السياسة عن معنى الحقيقي للمفهوم، و ازدادت الحال فوضى و تخبطا بعد السقوط نتيجة تسلم الاسلام السياسي سلم الحكم و السلطة العراقية بشكل عام . لكننا هنا يمكن ان نفرز المثقفين من الاختصاصات الفنية والادبية المجردة ايضا و الذي لا يمكن ان نعزلهم عن السياسة فكرا  و فلسفة و نظرة الى الحياة من منظور السياسة و تداعياتها و ابعادها، الا اننا يمكن ان ندعي بعدهم عن التحزب و الانتماء الحزبي السياسي، انا عتبي على الفنانين من الرسامين و النحاتين و المطربين و الممثلين و التشكيليين و الادباء و الروائيين و الاعلاميين بشكل عام، لانني لم اسمع او ارى منهم عملا قويا يؤثر على مسار العملية الاحتجاجية التي تجعله واقية مصانة لا يمكن خرقها، و لم ار منهم حاجزا معنويا لحمايتها من المندسين و المغرضين كما شاهدت في الدول الاخرى كالمصر و تونس في زمن الربيع العربي  و اثناء تصحيح المسارات التي انحرفت . و ان كانت الاسباب سياسية ايضا، لان من بقى منهم في العراق انتمى او مال الى جهة لمصلحة ما او اُستغل من قبل هذا الحزب او ذاك لسبب موضوعي او ذاتي ما، او من انعزل او انعكف و يعيش لذاته دون ان يهمه الشان العام لتاثره بالفوضى العارمة التي حدثت منذ عقود او بعد السقوط بشكل خاص .
اما عتبي الاخر على الاكاديميين بشكل خاص لانهم توزعوا ايضا على الاحزاب بفعلهم و موقفهم و لم نر تجمعات مؤثرة منهم  تشارك بفعالية في الاحتجاجات التي هي لصالحهم قل اي احد اخر، و عدم اداء ادوارهم جاء نتيجة التزامهم بالمصالح ادارية اوالمالية الضيقة، و لم نر ما يبرزهم في هذه العملية اما لعدم ايمانهم بما يجري او تفضيلهم للمراقبة من بعيد، و هذا امر سلبي لا يمكن ان يغتفرون عليه و التاريخ يذكره لهم . اما الاعداد القليلة منهم، فلهم التقدير و التحية و ان كان دورهم النوعي اثٌر بشكل كبير على العملية بنسبة مقنعة لحد ما .
لم تنته الاحتاجات بعد، و لم تحقق الا نسبة معينة من اهدافها، لذا ان العراق اليوم بحاجة ماسة لاستمراريتها، و هذه تحتاج لشدة العزم و الحزم و الارادة القوية، و اليوم نجابة مفصل وحيدا و هو امام الاستمرارية الاحتجات لحين تلمس النتيجة او الفشل، فهنا يبرز دور من تحتاج اليه الاحتجاجات، و ان بقى لحد اليوم من يمكن ان يؤدي دوره المفروض ادائه، فاليوم يمكن ان يثبت ما يؤمن به و من خلال اشتراكه في دفع العملية و دعمه بكل الطرق، من اجل افشال من يحاول قطع الطريق امامها كي يدخل العراق لمدة طويلة اخرى في نفق الياس و المتاهات السياسية ، فاليوم اصبحت استمرارية الاحتجات على المحك و النخبة هي التي عليها ان تدفعها الى الامام، لان المشاركة النوعية في الوقت المناسب هو المطلوب الذي يمكنه ان تزيد الزخم، و على المثقفين ان يدركوا و يقيَموا الوضع الاني و المطلوب و ان يقرروا . دور المثقف و حدود عمله ليس منغلقا، و انهم في مقدمة من يجب ان يخدموا  الانسان في الوقت المناسب، و التاريخ مليء بهم .

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە