تعلٌق رئيس اقليم كوردستان بكرسي الرئاسة

Sunday, 11/10/2015, 14:05

1445 بینراوە


كما يقول الشاعر؛لا تنكأ الجرح القديم بالنبش في الماضي الأليم .... النفخ في أثر الرماد يشعل نارا في الهشيم . انا هنا لا اريد تنكا الجرح العميق في جسد الكورد من افعال احزابه و لكن الشعب استشاط غضبا من الوضع الذي اوصتله اليه هذه الاحزاب العائلية التي لم تخرج بعد من مصلحة مجموعة او عائلة او عشيرة على حساب كافة الطبقات و فئات الشعب، الا انه تاريخ مليء بالجرح و الدماء السائلة من الحروب الداخلية و من يد الاعداء المحيطين يستوجب الذكر يفرض نفسه و لابد من ذكره للاجيال يتعض منه و يتمكن من هؤلاء و يخرجهم من دائرة المتنفذين باية طريقة كانت . انه لمن المؤسف اننا لم نتعض منه و لا نعتبر من دروسه و نعيد الاخطاء مرارا .
لو كان العقل حاكما و الاخلاص سمة و التواضع صفة القادة لما كنا اليوم في هذا الوضع البائس الذي يعيشه الشعب الكوردستاني في هذه الايام، و ما وصلنا اليه من الازمات العديدة السياسية الاقتصادية الاجتماعية دون اي تقدم يُذكر في حال هذا الشعب الميؤس من حاله . كما يقول ادموندز؛ انه من السهل ان تفتعل صراعا و حرابا بين الكورد و انهم يحاربون البعض لاتفه الاسباب . اليوم تاكدنا من مقولته و نظرته بعدما مررنا بمرحلة اعتقدنا باننا لا يمكن ان نعود الى ما كنا عليه، و لكن المصالح الشخصية و العقلية الضيقة الافق التي لم تخرج من المساحة التي تفكر فيها قلبت كل شيء، و لولا المعادلات الاقليمية و ما تربط بالمنطقة بشكل عام لكنا الان في وضع اسوا من عهد الدكتاتورية . فهل من المعقول ان تحل محل الدكتاتورية دكتاتورية من القومية ذاتها و بالصفات و التعامل ذاته مع الناس . من يقيٌم الاوضاع في المناطق التي تقع تحت نفوذ الحزب الديموقراطي الكوردستاني بشكل خاص و ما يجري فيها من التهديد و التشريد و الاغتيال و التهريب و الترغيب و الترهيب فيتاكد من ما نقوله عن الدكتاتورية بحالها .
السؤال الذي يفرض نفسه و يستوجب الاجابة العقلانية عليه و بكل حيادية و هو؛ لماذا يتعلٌق السيد مسعود البرزاني بكرسي الرئاسة بقوة و لا يريد الارتجال منه؟ هل يمكن ان يحمل الصفات الدكتاتورية التي يحملها كافة الدكتاتوريين في العالم و هذا ليس بغريب ؟ ام انه مصالح و اسرار اكثر من النرجسية التي يعتمدها في عدم ترك الكرسي ؟
لو دققنا في الموضوع، لابد من ان نقول ان الصفات الشخصية و التربية لهما الدور الرئيسي في اي موقف و ليس المكانة او الاخلاص كما يدعي المتملقون ( و نسميهم في كوردستان بحاملي ابريق العائلة الحاكمة ) من حوله الذين يخدعون البرزاني ايضا باستشاراتهم المصلحية البعيدة عن ما يهم الشعب الكوردستاني ومستقبله .
ترعرع السيد مسعود البرزاني وهو من عائلة مناضلة و كان لمسؤليته في جهازالاستخبارات الحزبية ( الباراستن ) دور رئيسي في تربيته السياسية و الاخلاقية . و لم يحس يوما انه من ابناء الشعب العامة و ما يتميزون به . اي انه تبنى على اوامر عسكرية استخباراتية سرية و تبنى ابناءه عليه كما هو حال ابنه مسرور البرزاني و اختلافه مع ابن اخيه نيجيرفان البرزاني في العديد من الجوانب . و عليه فان من كان هذا تاريخه و تربيته و تبنيه في حياته، فمن الصعب ان تجده يفكر بما يفكر به الشعب بشكل عام و من الصعب عليه ايضا السير دون حسابات مخابراتية شائكة كما توجد على ارض الشرق الاوسط . هذا على الصعيد الشخصي، اما الحزب الديموقراطي الكوردستاني الذي يعتبر نفسه الحزب القائد و هو يفكر بانه ام الاحزاب الاخرى و يعتقد بانه قد انبثقت الاحزاب الكوردستانية الاخرى من رحمه كما يفكر دون اي اعتبار للمتغيرات المختلفة في الساحة الكوردستانية ، فانه لا يمكن ان يفكر ولو لحظة في ان يكون حزبه خارج السلطة، لانه سار على السلطة و ربى كوادره و اعضائه على مستوجبات السلطة، ليس بعد الانتفاضة فقط و انما في ايام المحن ايضا و في الوقت الذي كان خارج حدود العراق ايضا، كما كان اثناء الثورة التي راحت ضحيتها ابناء الفقراء و الكادحين فقط . اي الحزب السلطوي و القيادة النرجسية المصلحية مع الاسباب الاخرى لمجموعة متملقة من الحاشية المستفيدين من الوضع و تاثيراتهم المباشرة على فكر و نظرة البرزاني الى السياسة و الحال الكوردستاني، يدعه ان لا يفكر للحظة ان يكون خارج مساحة الكورسي . هذا اضافة الى اسرار و فساد مستشري و هو و حزبه المسؤل الاكبر فيه، فانه يخشى كشف جميع جوانبه و يمتنع عن فسح المجال لاعادة الاوضاع الى حال يمكن ان يُقطع دابر الفساد و ينتقده الشعب على المرحلة التي حكم فيها من السلبيات التي سيطرت على السلطة و الحكم . هذا عدا اسباب ثانوية اخرى داخلية لحزبه والصراع القوي الموجود بين كتلتي مسرور و نيجيرفان البرزاني و المصالح التي تمنع توحدهما او يمكن ان تتوفر فرصة انشقاقها في حال ابتعدوا عن السلطة .

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە