هل حققت روسيا اهدافها في سوريا

Friday, 20/11/2015, 1:11

1243 بینراوە


باختصار شديد، هناك اهداف قصيرة المدى الى جانب اخرى استراتيجية، في مجيء روسيا  السريع الخاطف الى سوريا، و ما بداتها بتكثيف العمليات العسكرية التي استهلتها بشكل خاطف بقصف مكثف على التنظيمات الارهابية و المعتدلة ايضا،  و من ثم تباطات و بينت انها جاءت من اجل انهاء الارهاب و لكنها في الحقيقة لم يكن كذلك،  الا انها تلقت ما لا يمكن قد تصورته من التكتيكات العسكرية للجماعات الارهابية، و داعميهم الذين غيروا من خطواتهم معتقدين بان روسيا جدية في انهائهم في وقت قياسي . فامريكا كانت تدعي احتياج داعش الى سنين لانهاءه، بينما تصرح اليوم بانه بات الخلاص  من داعش قريبا جدا، و المنطقة تستريح منه كما تدعي . كل هذا يوضح لنا ان ما وراء مجيء الارهاب و عملياتهم، ان توقعنا بحسن النية بانه لم يكن من صنع نظرية المؤامرة و المخابرات العالمية، و ان لم يكن وسيلة فاصبح علة على من يتعامل معه، بعد مجيء روسيا و تغييرها للمعادلات التي كانت تنتظر امريكا التسيير وفق مجرياتها و بتخطيط ما بعد مجيء داعش تقريبا . اصبحت روسيا جزءا مهما من معادلات المنطقة و جزءا لا يتجزا منها، و لا يمكن ان يمر اي شيء ولو بخطوة دون اذن او موافقة روسيا مبدئيا على الاقل، ويعتبر هذا تحقيق اول و اهم هدف اساسي مهم لها . فان سوريا اصبحت تحت رحمة روسيا اكثر من ايران، و ما حصلت من الخلافات الخفية بينهما تدل على صحة ذلك على الارض، و هي سحبت البساط بشكل ما من تحت ارجل ايران لحدما، و هذا ما يعطيها الاهمية الاكبر لدى تعامل امريكا مع المنطقة بعد الاتفاق النووي الامريكي الايراني، ان لم يكن المجيء بتوافق امريكي روسي سريا بعيدا عن اِخطار ايران مسبقا بما حصل، و هذا تحقيق هدف ثاني لروسيا ايضا . روسيا امنت الكثير من الخطوات الاستراتيجية من ضمان ما يمكن ان يحل محل الخطوط الاقتصادية العالمية التي فكرت و خططت و تقدمت روسيا في خطوات من اجل تنفيذها منذ مدة و خاصة في مجالي النفط و الغاز، و اقدمت على مجموعة من الاتفاقيات في المنطقة من اجل ذلك، و منعت فشلها، عندما احست بان هناك من يريد افشالها بالتحايل عليها في هذه المنطقة من قبل المنافسين، و هذا تحقيق لهدف ثالث لروسيا ايضا . اضافة الى التغطية على المشاكل التي كانت عند عتبة بابها من اوكرانيا و جزيرة قرم و المناطق المجاورة لها، و هذا هدف رئيسي اخرحققتها بسهولة .
اما ما ادعته روسيا من انهاء الارهاب لم تكن الا حجة بداية من اجل تقبل العالم لهذا التدخل الذي اعتبر تدخلا دون مقدمات و بشكل مفاجيء، مما استفزت الكثير من البلدان نتيجة قوته و سرعته  . نتذكر العمليات العسكرية الروسية المكثفة في بداية الامر في سوريا، و من ثم لم نسمع الا عن تحديد مناطق سورية مهمة لروسيا بحيث اصبحت خط احمرا للتقرب منها من قبل اي كان، و لاسيما داعش و النصرة وحتى التنطيمات المعارضة المعتدلة ايضا . اي انها تساند النظام لحد باب بيته لضمان بقاء شرعيتها في هذه الدولة،  و من ثم متى ما احتاجت التغيير او اعتلت اهمية التغيير لديها فانها لا يمكن ان تتردد في حال فرضت المصالح العليا ذلك، و الاهم هو فرض شروط لتحقيق اهداف استراتيجية مهمة بعيدة عن سوريا و من داخل سوريا .
لعبت روسيا لعبتها الكبيرة و انها انقذت نفسها بشكل جميل، و خرجت من التقوقع و الحصار، و بدات من اتساع نفوذها بضربة قاضية لم ينتظرها الكثيرون رغم ما يُشم منها احتمال بانها مخططة من قبل بحنكة و دقة و مرسومة بشكل محكم و اتخذت في الوقت المناسب برضا الاخرين .
اصبحت روسيا على الارض، و تسلمت الوضع و الازمة و هي تملي من الشروط على الاخر، و لا يمكن ان نتصور كيف كانت الحال لو تقربت المعارضة السورية اكثر و فرضت سطوتها، و كان بالامكان حدوث فوضى و نتيجة غير متوقعة، و لم تكن الخطوة الاخرى معلومة، و عليه تحركت روسيا و قلبت الطاولة على الجميع حقا، و هذا ما يدعونا الى الاعتقاد بانها حقق ما جائت من اجلها بنجاح دون اعتراض هنا و هناك، و هذا ما دعت دول المنطقة ان تتعامل مع روسيا بشكل و بنظرة اخرى و تتلهف جميعها دون استثناء لزيارة روسيا و تداول ما يهمهم على طاولة العلاقت الدبلوماسية التي كانت فاترة حتى الامس القريب . 
من ما سبق يتبين لدينا بان روسيا حققت الاكثرية الغالبة من اهدافها السياسية و ستحقق ما تريد من خلال الخطوات الناجحة المنتظرة منها، لو لعبت مع حلفائها كما مع الاخرين اللعبة السياسية التي تفرض علو شانها على الاخرين، و من خلال وجودها اقوى و اكثر من اطراف النزاع الاخرين، و بيدها اكثر من ورقة، و السياسة و المصلحة  لا تعرف الصديق و القريب في حال تقاطعت المصالح . اذا مصير النظام السوري و المنطقة و ما يجري الان تحت رحمة الكثيرين و في مقدمتهم روسيا التي لولا تدخلها لما كانت لها تلك الاوراق المهمة . اذا، لحد الان يمكن ان نقول ان روسيا حققت ما ارادت ليس في سوريا فقط  و انما في المنطقة بشكل عام و من ثم اصبح تغيير موقعها من الصراعات الكبرى و قوة و ثقل و اهمية كلامها التي نقلتها الخطوة الى المقدمة  مرة اخرى تحصيل حاصل لا يمكن انكاره .

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە