شكرا هاشم صالح

Saturday, 18/10/2014, 12:00

1187 بینراوە




منذ مجيء داعش و هو يفتك بالارض و العرض و لم يتلق ردعا كافيا مما حدا به الى التطاول و التفاخر بالذات و لم يُبقي فضيعة او عمل شنيع ضد البشرية الا و مارسه ، و لم نجد من فعل قذر حدث في التاريخ باسم الدين او اي فكر و كان لمصلحة ما و لم يمارسه داعش باسم الدين و غلوه في افعاله و افكاره و له فيه كلمته و اسسه و شرعيته التاريخية لو تعمق اي منا في تفاصيل ما حدث في التاريخ الاسلامي منذ بدايات انبثاقه و لحد الان و قارنناه مع افعال داعش.
و عليه ان ما يرتكبه داعش بحق الشعوب في المنطقة ليس ضد قومية او مكون او مذهب معين و ليس نابعا عن سياسة معينة مخالفة لما يتبعه الاخرون في المنطقة بقدر وقوفه و تضاده مع الفكر الانساني العقلاني و المحب للحياة قبل اي شيء اخر .
و عليه، قبل الحل العسكري و السياسي يتطلب محاربة داعش حلا فكريا و ايجاد منفذ لاخراج المنطقة من الفكر المتطرف المسيطر، ليس من قبل داعش وحده بل من قبل الجماعات و التكتلات و الدول ايضا، و الفكر الذي يعتبر المسند و هو ما يدفعهم لممارسة سياسة مستندة عليه من الرجعية و التخلف في السلوك و التوجه و العمل .
ان المقاومة و ردع الابطال في كوباني لتنظيم داعش لا يمكن اعتباره نصرا عسكريا او سياسيا بقدر عرقلة الفكر الديني المتطرف، و البسالة التي قدمها اهل كوباني و القوات الكوردية فيها ليس دفاعا عن قوميتهم و فكرهم و مبادئهم فقط و انما دفاعا عن الانسانية جمعاء، اي ردعا للفكر الظلامي قبل العسكري و السياسي لهؤلاء الهمج فكرا و سلوكا و تعاملا مع الحياة .
الغريب في الامر كما هو عادة المثقفين في هذه المنطقة، كما ساروا عليه من قبل، انهم لا ينظرون الى ما يجري الان الا من منظور ضيق و هو الجانب السياسي و الفكري التاريخي الواقعي المتوارث من قبل الاجيال و الذي تعمق في صلب عقلية الناس متكئين على الصراع السياسي العسكري فقط دون اي اهتمام بالفكرذاته و الذي هو اساس العلة التي نحن فيها، لذلك لم نلق من يتكلم عن المدافعين في كوباني من الناحية الانسانية و ما تتطلبه في محاربة داعش من ترسيخ الارضية الفكرية قبل السياسية و العسكرية، و ليس استبسال القوات الكوردية و الشعب الكوردي بشكل عام الا دفاعا عن الفكر النير المطلوب لاعادة رسم الفكر الانساني الضروري و نيابة عن الجميع، لذا لم اجد احدا انصف بحق الكورد من هذه الناحية الا اليوم و انا اقرا للكاتب القدير المفكر هاشم صالح و هو يشكر الكورد قائلا ان الشعب الكوردي يدافع عن شيء يتجاوزنا جميعا و هذا انصاف بعينه و تقييم يجب ان يُقدر من قبل الجميع، قائلا (في هذه اللحظات الدقيقة بالذات أود أن أوجه تحية خاصة إلى الشعب الكردي البطل الذي يدافع مستميتا عن كوباني الشهيدة في وجه الهمجية الظلامية السوداء. إنه لا يدافع عن نفسه فقط وإنما عنا أيضا، عن شيء يتجاوزنا جميعا والذي لا معنى لأي حياة من دونه: مبدأ الحرية والكرامة الإنسانية والإيمان المستنير على وجه هذه الارض )لقد انصف المفكر الكبير المدافعين عن الانسانية و الذين دخلوا التاريخ لانهم تجاوزوا بدفاعهم المساحة الضيقة للدفاع عن الذات وجعلوا الدفاع عن الكرامة الانسانية و المباديء الحرية و السلام في المقدمة ونجاوزوا الجميع نحو اسمى المبادي التي تفرض الدفاع عنها من قبل الاسنان، و لا يمكن اختزاله في فكر و دين و مذهب و نظرة معينة ، و هذا ما يدعوا الى تقدير الموقف المنير للشعب الكوردستاني المظلوم في تاريخه و الذي اصبح رمزا للدفاع عن الانسانية فيستحق التبجيل، فشكرا للسيد هاشم صالح على انصافه و قوله الحق .


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە