في الكويت الزمن يعود الى الوراء !!!

Tuesday, 10/07/2012, 12:00

1233 بینراوە



في فترة حكم الطاغية المقبور في العراق كان يتدوال على الصعيد الشعبي نكتة ساخرة في سبيل السخرية والازدراء من النظام الشمولي في بغداد , والنكة تدور حول ان ( الفيل يطير ) , وكان ان احد الاشخاص قد ذكر امام نائب الطاغية عزة الدوري هذه النكتة ، فرد عليه النائب السابق بغضب , " اجلس , هل جننت , كيف الفيل بضخامته المعهودة يطير " اجابه الشخص بثقة " مو السيد الرئيس , يقول هيج " , فتمالك نفسه النائب وقال له " الفيل يطير , ولكن ... " , لقد اسردت هذه النكتة في سبيل المداعبة , في زمن الغرائب والعجائب الذي نعيشه , وزمن تصديق اي شئ من الطغاة مهما كان بعيد عن الواقع وفي عالم الخيال .
ففي الكويت مثلا الزمن يعود الى الوراء , كيف ذلك !! سوف نوضح ذلك للقراء الكرام في هذه المقالة , حيث تعيش الكويت ازمة سياسية حادة وقطباها السلطة السياسية التنفيذية , ونواب الاغلبية في مجلس 2012 المبطل والذي لم يدم سوي أكثر من 3 اشهر , وقد اعطى امير البلاد اشارة البدء لعبور" الازمة الدستورية والتي اعقبت حكم المحكمة الدستورية بابطال مجلس 2012 واعادة مجلس 2009 المنحل , وذلك بالامر الاميري الذي اصدره سموه امس 5-7-2012 بتعيين الشيخ جابر المبارك رئيسا لمجلس الوزراء وتكليفه بترشيح اعضاء الحكومة الجديدة " , ويتم بعد اختيار الوزراء الجدد , اداء قسم الحكومة الجديدة امام مجلس 2009 ( المنحل اساسا ) لتجاوز الازمة الدستورية الحالية , واوضحت المصادر المشار اليها لجريدة الصباح الكويتية " فانه سيتم حل مجلس 2009 ايضا في حال عدم التئامه , والدعوة لانتخابات جديدة تجري في اكتوبر او نوفمبر المقبلين " اي بما معنى الرجوع بالزمن الى الوراء وارجاع مجلس 2009 لاداء الحكومة الجديدة قسم اليمين اما المجلس المنحل اساسا وبمرسوم اميري , أيعقل هذا في دولة تتباهى بانها دولة مدنية وتحكم بمؤسسات ديمقراطية ؟؟!! , وفي هذا السياق اكد نواب الاغلبية المعارضة في مجلس 2012 المبطل وعلى لسان رئيس المجلس المبطل عضويته احمد السعدون " ان هناك من يعملون لتعديل نظام الدوائر للتزوير والتلاعب بالانتخابات واصفهم برموز الفساد , مشيرا الى ان الاغلبية لن تسمح لرموز الفساد العبث بالدوائر الانتخابية خلال غياب المجلس " وقال السعدون " ان مجلس 2009 ساقط سياسيا وشعبيا واخلاقيا , ويجب الا يعقد اي جلسة , كما ان القضية لا تتعلق باشخاص , بل تتعلق بالشعب الكويتي , وسندعو مؤسسات المجتمع المدني لممارسة دورها , ومجموعو القوانين التي اقرها مجلس 2012 أضرت بأركان الفساد في الكويت " ودعا السعدون الشعب الكويتي للتصدي لمحاولة العبث بالدوائر , والتي تعتبر انقلابا على الدستور , مؤكدا ان الحقائق بدأت تظهر في قضية الايداعات والتحويلات وتهريب الديزل والمليارات التي ضاعت , ولجان التحقيق في الايداعات والتحويلات وصلت الى حقائق مثبتة بمستندات " .
كما أكد قانونيون وسياسيون أن الكويت تعيش حالة من الفوضى السياسية تهدد أركان الدولة المدنية والديمقراطية , مبينين أن هذه الفوضى تتمثل في رفض احكام القضاء وغياب لغة الحوار الهادفة وانعدام الثقة بين السلطات .
كما حذر النائب جمعان الحربش الشعب الكويتي من القبول بأي عبث بالنظام الانتخابي من قبل السلطة , متهما السلطة باستهداف كتلة الاغلبية المعارضة .
كما رأينا مما سلف بان هناك تصريحات متبادلة وتستعر وتيرتها بين السلطة ونواب الاغلبية في بعض الاحيان مما قد يؤدي بالبلد الى حالة من الفوضي وتهديد نواب الاغلبية المعارضة بالنزول الى الشوارع والميادين في حال اي مساس بالدوائر الانتخابية او بزيادة اصواب الناخبين الى صوتين .
لقد طلبنا في مقال سابق يتعلق بنفس الموضوع من السلطة ان تعالج الامور بهدوء وروية بعيد عن التشنجات وبنضوج سياسي , الا ان السلطة لديها اجندتها الخاصة بها .
ان لغة الفساد واحدة في كل الحكومات والسلطات الحاكمة في كل ارجاء العالم , حيث حفنة من المفسدين والمرتشين يسرقون المال العام ويعرضون البلد الى فوضى , وفي الجهة المقابلة تتعرض لهذه الحفنة المفسدة والمرتشية مجموعة من المناضلين المخلصين الذين يحاولون وقفهم عند حدهم ومقاضاتهم قانونيا ومحاكمتهم على ما اجرموه من فساد وضياع المال العام .
ومن أجل الخروج من الازمة السياسية وأخراج المشهد السياسي الكويتي من فوضى التصريحات السياسية المتبادلة بين الفرقاء , نطالب ونقترح على السلطة باتباع نظام الدائرة الواحدة , والذي فيها تكون اصوات الناخبين الكويتيين متوزعة بشكل عادل , والسماح للاحزاب بالاعلان عن تشكيل نفسها والمشاركة في الانتخابات المقبلة المزمع اجرائها .



نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە