سكت بشار دهرا فنطق كفرا

Wednesday, 30/03/2011, 12:00

1504 بینراوە




من استمع الى الكلمة الفضفاضة و المبتذلة التي قدمها الرئيس السوري بشار في برلمانه الصوري المنبثق على غرار ما سبقه من النظام البعثي في العراق،بعد الاحتجاجات و اسالة الدماء الغزيرة و تورطه في العنف لاخماد التظاهرات و تكرار نفس السيناريوهات السابقة التي تعود عليها في التعامل مع الاحداث و ما شاهده العالم من التحذلق و الفذلكة منه مع التملق الفضيح من قبل مواليه، لم يستعجب مما نطق به فحزن الجميع على ما يجري على ارض الشام الغراء و يكون هذا موقف رئيسهم.
من تعمق قليلا فقط في العمل المسرحي المكشوف فيما يسمى بمجلس الشعب السوري تصور بانه جالس في منتدى شعري و جوقة من اصحاب المصالح يعبرون عما يمكٌنهم من الحصول على جعبة من الليرات، و هذا ما ذكرنا عهد الدكتاتور العراقي و ما تصرف به في وقته لحين وصوله الى مصيره المحتوم و أخرج من جحره ليلقى ما كان يستحقه، و خير ما يؤكد ذلك الجمل و الصيغ التي اختارها و السلوك الذي اتبعه و اظهر نفسه عليه و كأنه يسيطر على زمام الامور و هو موفرو ضامن الحرية التامة لشعبه، و لم يبق امام زبائنه من ممثليه و ليس ممثل الشعب في هذا المجلس الا التصفيق المتواصل، و هذا ما يؤكد بان النظام السوري بكامل عدته لم يزل يعيش في الماضي و لم يدرك حقيقة و جوهر المرحلة و المستجدات العالمية، و هو منكفيء و منعزل عن التغييرات التي تصله مهما حاول دفن راسه في الرمال.
كان من المتوقع ان يظهر بشار وهو يعتبر نفسه شابا و ان يتعلم من دروس و تجارب الشباب المتحمس للحياة الحرة الكريمة في المنطقة و لكنه لم يفعل باحسن مما اتبعه من سبقوه من بن علي و مبارك و صالح و القذافي، فاثبت للجميع مدى شيب عقليته و فكره، و اكد التزامه المفرط بالايديولوجية البعثية التي مرعليها الزمن و التي دمرت المنطقة بجلها ، و هي لم توائم تطورات المرحلة و المتضرر الاول في تطبيقاتها هو الشعب فقط. بدا الرئيس بشار الاسد كعادته مستهزءا بالحقائق و مغرورا و في نفسية متشوشة كما يوضحه علم النفس و كان متمعنا بالمظاهر و الشكليات و هو يتلاعب بالالفاظ و الكلمات و كرر ما كان يكرره من سبقوه بان هذا البلد ليس كغيره و من حدث فيه التغيير، و اعاد لمرات ما كان يذكره سابقا و لكن بكلمات و عبارات مختلفة شتى، و الصق التهم و وصف ما يجري بالتآمر و الفتنة و لم يذكر شيئا بما يستحق كمية الدماء الزكية التي سالت على ارض سورية الحضارة في غضون الايام السابقة على ايدي جلاوزته، و التي فاقت ما سالت في الدول المنتفضة الاخرى لاسابيع، و هذا ما اعتبره الكثيرون بامر طبيعي لما يتصف به النظام البعثي و من يؤمن به.
كان من الاجدر به ان يراجع هذه العقود من حكم ابيه و ما ورثه و ما جرى له و ان يتعامل مع متطلبات هذا الشعب المحصور و المغلوب على امره بما تفرضه ظروف و متطلبات المرحلة و المستجدات العديدة و المختلفة الجوانب على الحياة العامة للشعوب، و ان لا يتعامل مع فئات الشعب و هو يسجنهم و يحصرهم في مساحة ضيقة دون ادنى نسبة من الحرية و الديموقراطية و الحجج دائما المؤامراتالخارجية المحاكة و الفتنة التي اصبحت القوانة الشارخة التي يكررها، و عليه ان يعلم جيدا بانه ليس بامكانه ان يستمر بمثل هذه الطريقة و العقلية و الفكر و الشكل من النظام و التعامل مع الاحداث الى النهاية، وحتى و ان اخمد جذوة هذه الثورة و ليست بحالة كما سماها في هذه الاونة فهل بامكانه ان يضمن عدم الكرة كلما سنحت الفرصة بل هي مستمرة الان و هو تحت طائلة نظام الطواريء، و التاريخ لا يرحمه و في حينه لا يفيد الندم. و ان لم يعترف اصلا بالثورات في البلدان الاخرى و سماها بالحالة الشعبية و لم يدرك انه لم يعلن عن ما هي الحالة الشعبية و كانها مصطلح و حدث جديد ابتدعه في سياق كلمته المظهرية، و الادهى ما في الامر هو تراجعه عن الوعود التي قدمها من قبل و كذلك ما تكلمت عنها مستشارتها الحكيمة،بحيث قال ان الغاء حالة الطواريء و الاصلاحات قيد الدرس و لم يتخذ بشانهما القرار المناسب كما ادعت هي، بل ارجع الاسد ما اقدم عليه الى السنوات السابقة و ليس استجابة لمطالب المحتجين، وكما اعترف انه انتظر ايام و تريث كي تستوضح لديه الصورة و ان احس بالضيق ربما سيتنازل عن مطالب الشعب و يقرر ما يجب ان يحصل و يعتقد بانه سيطر على الموقف و به تراجع عما التزم نفسه به من قبل و لم يعلم انه لم تنتهي اللعبة بعد.
ان اشد ما ادهش المتتبعين هو ان الرئيس السوري لم يدرك جيدا ان موجة الديموقراطية و الحرية لا تعرف الحدود و القوة و هي تكسر الاغلال و القيود مهما حاول الدكتاتور من اشهارها امامها اينما كان. و يبدو ان هذا النظام لم يتعض ممن سبقوه و هو يشتهي حقا لكلمة ارحل من جماهير سوريا، اليوم كان ام غدا، و الشعب يقرر ما يفعل بعدما يأس من كلمة بشار الاسد و مواقفه المتعنتة .
 

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە